الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني: التنوع الفقهي يبني ويؤلف بين الناس ولا يهدم

الدكتور جمال أبو
الدكتور جمال أبو الهنود

قال الدكتور جمال أبو الهنود، مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية بفلسطين: إن الفقهاء لم يكن لديهم تعصب مذهبي، وساد بينهم احترامٌ متبادلٌ للآراء، والحب والتعاون فيما يخدم مصلحة الدين والأمة الإسلامية.

وأضاف «أبو الهنود» في تصريح لـ«صدى البلد»، على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي الذي انتهت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، أن التنوع الفقهي يبني ولا يهدم ويؤلف بين الناس ويجمع ولا يفرق، منوهًا بأنه اجتهدَ كلُّ إمامٍ في ترجيحِ المسائلِ الشَّرعيةِ، ومع ذلكَ لم يُثبتوا العصمةَ لأنفسِهم.

واستدل على عدم وجود تعصب مذهبي، بما قالَه الإمامُ أبو حنيفةَ: «إذا قُلتُ قَولًا يُخالفُ كتابَ اللهِ -تَعالى- وخَبرَ الرَّسولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاتركوا قَولي» وقالَ الإمامُ مَالكٌ: «إنما أنا بَشرٌ أُخطئ وأُصيبُ، فانظروا في رأيي؛ فَكلُّ ما وَافقَ الكتابَ والسُّنةَ فخذوه، وكلُّ ما لم يُوافقْ الكتابَ والسُّنةَ فاتركوه» وقَالَ الإمامُ الشَّافعيُّ:«إذا وَجدتم في كِتابي خِلافَ سُنةِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقولوا بسُنةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودَعُوا ما قُلتُ» وقَالَ الإمامُ أحمدُ: «لا تَكتبوا عنِّي شَيئًا، ولا تقلِّدوني، ولا تقلِّدوا مَالكًا، والشَّافعيَّ، والأوزاعيَّ، ولا الثوريَّ وخُذُوا من حَيثُ أَخذوا».

وتابع: هؤلاءِ العُلماءِ ونترحَّمَ عليهم لخدمتِهم للإسلامِ، ونَظنَّ بهم خيرًا بأنَّهم قد بذلوا وِسعَهم وطاقتَهم في ترجيحِ الأحكامِ بما بلغَهم وما صحَّ عندَهم من الأدلةِ، وأن نَعذرَ من أخطأَ منهم مُجتهدًا، ونعلمَ أنَّ له أجرَ الاجتهادِ، وليسَ عليه إثمُ الخطأِ، ونحقِّقَ قولَه -تعالى-: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» (الحشر: 10).

ونبه على أنه يجبُ أن لا نتعصَّبَ للمذاهبِ ولا للأقوالِ، وأنَّ ما حدثَ فيه الخِلافُ، رجعنا فيه إلى دليلِ كلِّ قولٍ لمعرفةِ الرَّاجحِ؛ كما قالَ -تعالى-: «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا» [النساء: 59]، وما لم يتبيَّنْ لنا فيه الحقَّ، سألنا عنه العالمَ الصَّادقَ، المعروفَ بعلمِه وصدقِه وورعِه وخوفِه من اللهِ -تعالى-؛ كما قالَ -تعالى-: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [النحل: 43].