الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي.. واللعب مع الكبار


حل الأزمة السورية لو تم كما هو مخطط سيدرس في كتب التاريخ كنموذج على كيفية تعاون 3 قوى هى مصر السيسي وأمريكا ترامب وروسيا بوتين في حل مشكلة كانت ستؤدي إلى حرب عالمية.

مصر وروسيا وأمريكا اتفقت على حل مأساة سوريا التي بدأها منذ ٢٠١٢ باراك أوباما وهيلاري كلينتون بالتنسيق مع عدة دول، وحدث تنسيق مصرى روسى أمريكي أسفر عن فرملة عدوان بهلول إسطنبول على سوريا، لقد كان قردو مجرد قطعة شطرنج تلاعب بها ترامب وبوتين والسيسي في شرق سوريا.

وبعد أن أعلن الأسد أن الأكراد خانوا سوريا ولن يتعاون معهم، تحدث وفد أمنى مصرى مع الأسد وأقنع بشار بأهمية قبول الأكراد لو أراد لَم شَمل سوريا كبلد موحد على كامل أراضيه.

التنسيق المصرى الروسي أقنع الأكراد أنه من الأفضل لهم أن يعودوا إلى حضن بلدهم حيث سيكون لهم حكم ذاتي فى الدستور الجديد الذي سيعطي الحق للجميع في تعايش سلمي تحت مظلة وطن واحد هو سوريا الموحدة، ووافق الأكراد على دخول الجيش السوري إلى شرق الفرات مكان القوات الأمريكية.

وهذا يفسر سرعة وصول الجيش السوري إلى أقصي الحدود الشمالية السورية خلال ساعات بدون أي معارك.
وأخذ مكان تمركز القوات الأمريكية التى تركت له تجهيزات أماكنها للإعاشة كما هى وسط ترحيب شعبى.

وفد من الأكراد قام بزيارة مصر واجتمع مع سامح شكرى وزير الخارجية، وتم الاتفاق على الانسحاب الكردي من شرق سوريا لصالح الجيش السوري حتى لا يدخلها الجيش التركي ويذبح الأقليات الكردية والمسيحية والعشائرية فيها.

خلال زيارة المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لواشنطن نقل مدبولى رسالة من السيسي إلى ترامب خلال لقائه المفاجئ وغير المعد سلفا مع مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي.

خرج بينس من لقاء مدبولى يقول: لا يوجد غير مصر واحدة في العالم، ومن القاهرة خرج بيان من الخارجية يرحب بجهود ترامب في حل أزمة شرق سوريا، وخرج بيان من واشنطن يعلن قرار ترامب بإيفاد نائبه ووزير الخارجية إلى أنقرة لمقابلة أردوغان.

تعمد ترامب إهانة أردوغان عشية لقاء الأخير مع بينس، وسرب ترامب رسالته إلى أردوغان والتي تتضمن ألفاظا غير لائقة وتطاولا صريحا.

أعلن بينس وحده من قلب أنقرة وقف العملية العسكرية التركية نبع الخراب رغم أنه يفترض أن يعلم الجيش التركي ذلك من قردو قائده الأعلى.

ترامب يريد أن يفي بوعوده الانتخابية بعدم الدخول في حروب جديدة وبعودة الجنود الأمريكيين للوطن، وبنجاح التنسيق الثلاثى حصدت أمريكا ترامب الفضل في وقف القتال، وترامب يحتاج لمثل هذا الانتصار العالمي لتقوية موقفه أمام الشعب الأمريكى خاصة وهو مقبل على انتخابات رئاسية.


أردوغان تعرض لعمل متناسق بين أمريكا وروسيا من الضغط والتهديد من قبل ترامب وبوتين.. احتواء الأسد لأكراد سوريا أنهي مخاوف أردوغان من اتحادهم مع أكراد تركيا. وإقامة دولة لهم بين تركيا وسوريا والعراق وإيران. وكل هذه البلاد متفقة على أن تلك الدولة مرفوضة.

طوقت مصر السيسى طموحات العثمانيين الجدد في شرق وشمال سوريا. نفذ ترامب خطته بالانسحاب من خطوط المواجهة مع إيران في الحسكة والرقة. تسلمت سوريا المحافظتين ومناطق جديدة في شرق حلب. وكسبت الدولة السورية المنطقة الآمنة التى تمنع دخول وخروج أى شىء من سوريا إلى تركيا والعكس.

يبدو أن رجال الظل صقور مصر بالتنسيق مع روسيا والصين وبحنكة شديدة تدخلوا لتهدئة التوترات التجارية بين أمريكا والصين..وأهدوا ترامب انتصارا ثانيا يدعمه أمام أنصاره من المزارعين. وتم عقد تفاهم تجارى يتضمن قبول الصين المحاصيل الأمريكية مقابل إيقاف الرسوم الأمريكية الجديدة على السلع والمنتجات الصينية.

شعبية ترامب ترتفع في أمريكا..بوتين نجح فى حماية خط الغاز الخاص بروسيا في سوريا
.. وكما يبدو أن هناك أملا في حدوث انتعاش اقتصادي سيحدث جراء مشروعات إعادة إعمار سوريا. وانتعاش اقتصادى آخر تستفيد منه روسيا وأمريكا ومصر والصين في إفريقيا تسمع عن مقدماته فى قمتى سوتشى وأثينا خلال الأيام المقبلة.

عبقرية اللاعب المصرى المحنك تجلت على رقعة الشطرنج فى خلق مصالح مشتركة ومنافع اقتصادية مع الكبار بدلا من الدخول في حروب تريدها الماسونية سيكون الجميع فيها خاسر.

مصر دعاة سلام وتعاون وخير للإنسانية في مواجهة خبث أهل الشر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-