الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد البشاري: تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا بهذا الأمر.. وعلينا تأسيس علم أصول فقه جديد قادر على استنباط الأحكام.. وتوحيد رؤية أهلة الشهور الهجرية بين الدول الإسلامية جائز شرعًا

محمد البشاري
محمد البشاري

محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة
تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا بتجديد أصول الفقه
أدعو لتأسيس علم أصول فقه جديد قادر على استنباط الأحكام وفهم الواقع وإدارك النص
مؤتمر الإفتاء يجعل من الخلاف وسيلة حضارية لنشر ثقافة التسامح
توحيد رؤية أهلة الشهور الهجرية بين الدول الإسلامية أمر جائز شرعا

على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي الذي انتهت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، التقى «صدى البلد»، الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، لسؤاله عن كيفية تجديد الخطاب الديني، وكيف يكون الخلاف الفقهي وسيلة لنشر التسامح بين الناس، وهل يجوز توحيد أهلة الشهور الهجرية، حتى يصوم المسلمون في رمضان اتباعًا لرؤية واحدة.


قال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن موضوع مؤتمر دار الإفتاء الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، مهم جدًا بالنسبة لنا كقيادات دينية في المجتمعات المُسلمة.

وأضاف «البشاري» في تصريح لـ«صدى البلد»، على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي الذي انتهت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، أن الخلاف الفقهي يُوظف في المُجتمعات المسلمة توظيفًا سيئًا يعمل على توسيع الشرخ بين المجتمعات المسلمة.

وحذر من أن تمرير خطابات وشعارات ومضامين في بعض الدول الإسلامية هي تؤصل لثقافة العنف والتطرف، منوهًا بأن هذا المؤتمر جاء ليجعل من إدارة الخلاف وسيلة حضارية لإبلاغ وتبليغ ثقافة التسامح ونشرها بين أوساط المسلمين.

وأشار إلى أن مؤتمر هذا العام قد جاء في الوقت المناسب وفي توقيت دقيق لا سيما وأن الخلاف الفقهي يحتاج إلى إعادته إلى مساره الصحيح بعدما انحرف عن جادة الطريق بسبب اختطافه من المتشددين الذين حملوا سماحة الفقهاء السابقين وأدبهم في الخلاف ونقلوه إلى مساحة التعصب والانزلاق ناحية تهديد العباد والبلاد.

وألمح إلى أن التوصيات والمشروعات المهمة التي خرج بها المؤتمر تبنى عليها الآمال في تعزيز أدب الخلاف الفقهي وقبول الرأي الآخر ونشر التسامح والسلام بعيدًا عن التشدد والتعصب.

دور الإفتاء تسخر جودها لنشر المعلومة الصحيحة
نوه الدكتور محمد البشاري، بأن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تسخر جهودها عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل التقنيات الحديثة، من أجل إبلاغ الفتوى، والمعلومة الدينية الصحيحة والسليمة.

وذكر «البشاري» أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء توصل المعلومة الصحيحة عن طريق الاستعمال الذكي لكل وسائل التواصل والمراجعة الفقهية، وإزالة القدسية مما يسمى بالتراث الفقهي الذي أنتجته الظروف ويمكن استعمال المقاصد الشرعية كميزان.

التراث الفقهي:
ونبه على أن التراث الفقهي هو نتيجة تعامل وتفاعل بين فهم النص الديني وإدراك الواقع الذي نعيشه باستعمال آليات استنباط الأحكام الفقهية، فإذا كان لازمًا علينا من الآن أن نفهم فهمًا جديدًا مُتجددًا للنص الديني الثابت والمُتغير، حتى يكون هناك إدراك واعٍ وواقعي، للواقع الذي نعيش فيه، وعلينا خلق وابتداع آليات جديدة في استباط الأحكام عن طريق إعمال العقل والعرف الاستحسان.

ودعا إلى ضرورة إعادة بناء ثقافة تدبير الاختلاف من جديد فى إطار الرؤية المقاصدية الكلية تحقق مقصود الشرع ومصالح الناس، مع ضرورة إعادة بناء الثقافة الإسلامية بناء مقاصديا حتى تتمكن من تطوير آليات الاجتهاد لإعادة قراءة النص الشرعى على ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية ومصالح العباد والأوطان، مع ضرورة الالتفات إلى الضوابط الشرعية التى تحصن الناس من التحلل والانفلات، كما تصونهم من التحجر والجمود.

تجديد الخطاب الديني:
ورأى الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن الخطاب الديني الموجود حاليًا يحتاج إلى تجديد، وهو لا يمكن أن يتم إلا من خلال تجديد في آليات فهم النص الديني، وهو ما يسمى عند الأصوليين بتجديد أصول الفقه، الذي ينتج لنا اجتهادًا فقهيًا جديدًا.

وألمح «البشاري» إلى أنه على المسلمين من اليوم أن يأسسوا لعلم أصول فقه جديد قادر على استنباط الأحكام وفهم الواقع وإدارك النص.

ونبه على أن تجديد الخطاب الديني أمرٌ تفرضه الظروف والأحداث والمستجدات في شتى مجالات الحياة وتغير العصور والأزمنة، منوهًا بأنه من الواجب علينا كمسلمين أن نقدم الصورة الحقيقية للإسلام وتصوراته الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة وفقًا للفهم الصحيح عن العلاقات الدولية والاجتماعية والسياسية وسائر قضايا الإنسان المعاصر؛ لأن هذه المفاهيم تتغير من عصر لآخر وفقًا لطبيعة التعايش في المجتمع بين المسلمين وغير المسلمين ووفقًا لما يستجد من أحداث في الحياة على مر العصور، كل ذلك وفقًا للفَهم الصحيح للكتاب والسنة.

توحيد أهلة الشهور الهجرية
اعتبر الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن توحيد أهلة الشهور الهجرية بين الدول الإسلامية أمر جائز شرعًا، والضرورة تحتم هذا التوحيد في هذا الزمان الذي نعيش فيه الآن.

وأكد «البشاري» أن توحيد أهلة الشهور الهجرية متواجد حاليًا داخل كل بلد إسلامي، ولكن كل بلد يتبع رؤيته وندعو لتوحيد وحدة الأهلة بين دول العالم الإسلامي.

وأشار إلى أن الأقليات المسلمة في الغرب تعيش في مشكلة بسبب رؤية الأهلة، فهناك من يستند إلى رؤي بلده الأصلى فيصوم ويُعيد عليها، والثاني يستند إلى رؤية مرجعيات بلدان أخرى، فتصير هناك فوضى.