الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القسيمة عنوان النضال في سيناء.. قرية على حدود مصر مع فلسطين.. دافع أهلها عن منطقة عين الجديرات حتى عادت إلى السيادة المصرية.. وكانت ملتقى التجارة بين القاهرة والقدس وعمّان والرياض

صدى البلد

  • الصدفة قادت المزارعين لاستخراج الزيت من ثمار الزيتون
  • تحتوي القسيمة على خزان لتخزين مياه العين سعة 1200 متر مكعب
  • القسيمة كانت معقل حركة مقاومة الاحتلال

تعتبر القسيمة هي إحدى قرى مركز الحسنة بشمال سيناء، وتقع بالقرب من حدود فلسطين، وتنطق بلهجة أبناء سيناء "القصيمة".. وجاء اسمها نتيجة ترجمة الخرائط المكتوبة بالإنجليزية.

تاريخ عريق
وقال المهندس أديب الشريف، من أبناء القرية، إن القسيمة عرفت في التاريخ بعد 40 سنة من خروج بني إسرائيل من أرض مصر مع نبى الله موسى، كما اهتم الرومان بهذه العين، والذين قاموا بنحت خزان لتخزين مياه العين سعة 1200 متر مكعب، وكان يتم تخزين المياه ليلا لاستغلالها في النهار.

وحين بدأت الدول الأوروبية تقسيم أراضي الدولة العثمانية وقامت لجنة لترسيم الحدود بين مصر وفلسطين، أرادت اللجنة ضم منطقة عين الجديرات إلى الأراضي الفلسطينية وقامت قبائل التياها باعتراض أعمال البعثة مطالبه بإعادة منطقة عين الجديرات إلى السيادة المصرية.

اتفاقية القسيمة
وأزالت علامات الحدود بهذه المنطقة، مما اضطر البعثة للاستعانة بالخرائط الموجودة لدى الباب العالي، ووقعت اتفاقية القسيمة التي تنص صراحة وبكل وضوح على أن المنطقة مصرية خالصة، ولكن يسمح لحرس الحدود الفلسطيني بالتزود بالمياه اللازمة للشرب.

وكانت القسيمة ملتقى التجارة بين مصر وفلسطين والأردن والسعودية، وكان يقام بها سوق عظيم الثلاثاء من كل أسبوع تفد إليه البضائع من مصر والسعودية والأردن.

وحدثت أكثر من محاولة لاقتطاع هذه المنطقة من أرض مصر، ولكن إصرار بدو هذه الأرض ووطنيتهم كانت بالمرصاد لهذه المحاولات، وانخرط معظمهم في قوات الحرس الوطني وكانوا عين مصر الساهرة على الحدود.

معقل المقاومة
وحدثت كارثة احتلال فلسطين سنة 1947 وكانت القرية معقل حركة مقاومة الاحتلال وانطلقت منها كتائب المقاومة لمساعدة الجيش المصري وقطع خطوط إمدادات العدو ومهاجمة المستعمرات اليهودية في منطقتي العوجة والنقب، وتم احتلال القسيمة لمدة سبعة أيام قبل أن يتحررها من قبل الجيش المصري.

وفى عام 1967 تم احتلالها مرة ثالثة وحاول العدو هذه المرة أن يقضي على القرية للأبد، وحاول تهجير أهلها خارج المنطقة وأعلنها منطقة عسكرية، ولكن البدو من أهل المنطقة استنجدوا بالصليب الأحمر، وأذعنت إسرائيل وعاد أهل المنطقة إليها.

صناعة الزيتون
وهناك قصة طريفة لاستخراج زيت الزيتون، وذلك بعد انتشار زراعته، فلم يكن أحد يعلم كيفية استخراج الزيت من تلك الثمار، فقاموا بإلقاء الثمار على أسطح المنازل.

ولكن حدثت مصادفة أن طلب أحد الضباط من أحد المزارعين كمية من الزيتون للتخليل، وتم أخذ كمية من الثمار ولكنه قام بشم رائحة الثمار، فشم رائحة زكية وقام بكسرها بالحجارة ووضعها في قمع ووضع فوقها حجرا وتركها للصباح.

وفى الصباح وجد كمية من الزيت طيب الطعم والرائحة، وانتشر الخبر في القرية وهب الجميع يجمع ما يستطيع من فوق أسطح المنازل، وتم استخراج زيت الزيتون وقام المزارعون بتكثيف زراعة الزيتون واشتهرت القرية بزيت الزيتون النقي عالي الجودة.