الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صوت التعاطف مع الذات والآخرين


عندما يعلو الصوت الناقد القاسى بداخلنا وعندما نتشدد فى أصدار الأوامر والاحكام على أنفسنا أو على الأخرين ، يتقلص استمتاعنا بنجاحنا ونبقى فى حالة من التعاسة والأحباط ، وعندما نتخذ صوت التعاطف والحكمة ونصبح أصدقاء مع أنفسنا نستطيع أن نتقبل قلوب وعقول الأخرين.
 
هناك قصة عن حكيم هندى طاعن فى السن ولديه قدر كبير من النضج والخبرة الحياتية ، كان هذا العجوز الهندى يعلم حفيده فنون الحياة . قال الحكيم لحفيده " فى رأسي ، كما فى رأس كل شخص ، هناك كلبان وهما فى حرب مع بعضهما البعض ، أحدهما كلب لئيم ملؤه الغضب والكراهية ، والخوف والرثاء للذات ، والجشع ، والغرور . وكلب ثانى طيب محب كريم مسالم متواضع مؤمن صادق ومتعاطف . كل يوم هذان الكلبان يتعاركان مع بعضهما البعض . فكر الحفيد لدقيقه وقال " قل لى يا جدى أى الكلبين سينتصر " فيما رد عليه الجد " الذى سأطعمه".
 
فى كثير من الأحيان نسمع أغلبنا الصوت الناقد ونعلم بالحكم الناقد داخل عقولنا ، والذى يجذبنا لعمل تصرفات لانرضى عنها ، نحكم على الاخرين أو على أنفسنا بأحكام قاسية نقلل من أنفسنا ونقلل من قيمة الأخرين ، يشعرنا هذا الصوت بشعور بالغ السوء ، هذا الصوت تشتد قوته ومدته وتأثيره حينما تسيطر علينا موجات الغضب أو القلق أو التحيز لموقف أو لشخص او شئ ، ونكون فى حالة من الغيره أو الإحباط .

أما الصوت المتعاطف أو الحنون ليس شيئا سلبي أو تافهه ، أنه الصوت الذى يمتلك الحكمه والتعاطف فى حالات الإندفاع أو الإلحاح هو صوت أتوماتيكى لدى المتعاطفين مع ذواتهم صوت أستباقى يواجه صوتك القاسى الحاكم بحديث نفس واقعى يدرك المشكلات صوت يحكمه العقل والمعرفة والخبرة والحكمة ، صوت يدرك مواطن القوه والضعف والأيجابيات المتاحه لدينا ، أنه الصوت الذى نستخدمه فى حديثنا مع من نحب عندما نحدثهم وهم فى مواقف الضعف والسوء ، حتى لو كان من نحدثه مخطئ أو هو من تسبب فى حدوث مشكله ما ، نتحدث بالصوت المتعاطف كى نساعد أنفسنا أو الأخرين على تحسين الشعور والتقدم للأمام والتغلب على المواقف المتأزمه ، أنه الصوت الذى يقوده نحو أنتقاء أنسب الحلول والطرق السليمة. 

أن تقوية الصوت الداخلى المتعاطف بداخلنا تجاه أنفسنا وتجاه الأخرين من شأنه ان يحسن شعورنا ويمنحنا المزيد من السكينه والرضا عن انفسنا ويحسن علاقتنا بالأخرين.
 
أستمرار تعاملنا مع انفسنا بصوت ناقد إنتقادى يصدر أحكام قاسية على أنفسنا من شأنه أن ينتج سيناريوهات حياه سلبيه تشاؤميه مما يساعد على تأكل أحساسنا بقيمة ذواتنا ، وكلما ساء شعورنا تجاه أنفسنا قل ما نملكه من طاقة وإيجابيه لاى شخص أخر ، وزاد من أنسحابنا الأجتماعى وإحجافنا فى الحكم على مشاعر وتصرفات المحيطين بنا وتصبح علاقتنا بانفسنا متوتره وتنعكس على علاقتنا بالأخرين. 

تنمية تعاطفك مع ذاتك يساعدك على التغلب على ضغوطك الداخلية ، لان من يتعامل بصوت التعاطف مع ذاته لايقع فريسه لفخ توبيخ الذات التى تساعد على أشعال الشعور بالذنب وينتج عنها الهاء النفس لتجنب المشكله ونقع فريسه للسلوك الإنهزامى ، من ينمى لديه التعاطف مع ذاته نجده أكثر قدره على المواجهه وجها لوجه ، ويعمل على تعديل أفكاره وسلوكه بشكل ايجابي ومفيد
وكما يرى الدالاى لاما أن الأنعزال عن الناس هو أحد أعظم مصادر التعاسة، فاستخدام صوت تعاطفك تجاه الأخرين من شانه ان يعينك على ان تكون أكثر سعادة.
 
ويحسن علاقاتك من خلال مناهضة الأفكار الحاكمة أو السلبية التى تؤجج المشاعر السلبية التى تنفر الناس منك ، فالشعور بالتعاطف أكثر إمتاعا من الشعور بالضيق والغضب ومن الأفكار الحاكمه تجاه الأخرين. 

فعلينا التخلى عن صوت القسوه وأصدار الأحكام الناقده تجاه أنفسنا وتجاه الأخرين ، علينا التخلى من الصوت الأبوى الناقد لتصرفاتنا ومشاعرنا الذى يتردد كصوت داخلى يتحكم فى مشاعرنا وعلاقتنا بالأخرين ، علينا أستخدام صوت التعاطف مع أنفسنا كما نتعامل به مع طفل صغير أو صديق مقرب الينا ، علينا ان نلاحظ حجم التغييرات التى تطراء على مشاعرنا وسلوكنا عندما نستخدم صوت التعاطف بداخلنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط