الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وعليكم السادات يا عرب .. كمان وكمان


الصديق الدكتور خالد الطيب الشريف أثار جدلا كبيرا على السوشيال ميديا والفيس بوك بطرحه سؤالا صادما الى حد ما، ولكنه واقعي ويحتاج الى دراسة. وتأمل السؤال كان : "هل الاعتراف بكيان ولو كان الاسرائيلي حراما شرعا ام هي عدوانيه قديمه بين السيدة هاجر و السيده سارة .. فلو تم الاعتراف بهم هل سينقص من اسلامنا وديننا الحنيف شيئا ؟  .

"السادات أنجز مبكرا ليت العرب يفهمون " .. استوقفتني جدا عبارة " السادات أنجز مبكرا ليت العرب يفهمون" نعلم جميعا أن اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع إسرائيل كانت نتاج سياسة خارجية انتهجها السادات أثارت جدلا وقتها وانقسامات على الصعيدين العربي والداخلي حتى أن مصر تعرضت لمقاطعة عربية وتعليق عضويتها في جامعة الدول العربية .. وتحملت مصر والرئيس السادات نفسه الكثير من الإساءات والاتهامات ودفعت ايضا ثمنا باهظا آخر يضاف الى ما تحملته من تضحيات وشهداء روت دماؤهم الطاهرة أرض سيناء دفاعا عن الأشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية والعرب أنفسهم جنوا ثروات طائلة في أعقاب نصر أكتوبر العظيم الذي حطم أسطورة ووهم الجيش الاسرائيلي الذي ادعوا انه لا يُقهر ..

نعود الى عبقرية الراحل السادات وشجاعته .. الذي استطاع أن يقدم على التحول من الشرق إلى الغرب .. ومن الحرب إلى السلام مع إسرائيل .. تحولات دفعت البعض إلى اتهام "السادات" بأن تحركاته كانت على حساب القضايا العربية .. رغم انه لم يكن بالامكان تحقيق أفضل مما كان ويكفيه شرفا أنه استطاع استعادة الأرض والكبرياء والعزة لمصر وللعرب أيضا .. الرئيس الراحل السادات قبل بعملية السلام بعد نصر أكتوبر 1973 ..لأن هناك أمورا كثيرة اختلفت .. منها أن مصر في فترة الرئيس جمال عبد الناصر كانت تعول على الاتحاد السوفيتي، لكن الاتحاد لم يقدم لمصر الدعم العسكري الكافي بعد حرب 1973 التي خرجنا منها منتصرين .. لكن كنا بحاجة إلى إمكانيات عسكرية .. في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة أحدث الإمكانيات والمعدات العسكرية إلى إسرائيل .. نعم ما تم لم يكن مثاليا أو لم يكن الأمثل ... لكن هو الأفضل .. وللأسف أن الكثيرين يتجاهلون أنه في حكم الرئيس الراحل السادات وعقب نصر أكتوبر الاتحاد السوفيتي لم يعوض مصر عن السلاح الذي فقدته في الحرب وبالتالي لم يكن هناك توازن قوى بين مصر وبين اسرائيل وفي المقابل دعم أمريكي قوي بدأ في اليوم الخامس لحرب أكتوبر وحتى الاتحاد السوفيتي لم يقم بأي دور سياسي لدعم مصر مقارنة بالدعم الأمريكي القوي لاسرائيل .. 

ومن هنا تحرك السادات ودعا الى تفاوض عربي اسرائيل قبل زيارته الى القدس ولم يحضر أحد الا مصر وإسرائيل وأمريكا وبعدها تفاوض في كامب ديفيد على إعادة سيناء وإعادة الجولان ثم التفاوض لحكم ذاتي للفلسطينيين لمدة 5 سنوات كفترة انتقالية، تمت الموافقة على ذلك وإن كان بلا تفاصيل حتى أن استعادة سيناء تمت بالتدريج حتى وصلنا إلى مسألة طابا واستعادتها مصر .. وياليت العرب استمعوا اليه .. وياليت الأخوة الفلسطينيين حضروا وتفاوضوا وقتها .. لضمن السادات لهم استعادة أضعاف أضعاف ما يحاولون الحصول عليه وللأسف لا توجد في الأفق أي بادرة أمل وها هي غزة تتعرض للقصف وقت كتابة هذه السطور .. علاوة على الانقسام الفلسطيني الفلسطيني .. صدقت ياصديقي خالد " السادات أنجز مبكرا ليت العرب يفهمون " .. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط