الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاستثارة الذهنية والنمو والتطور الإنساني


يعد التعلم والبحث والاطلاع مكونًا مهما للنمو والتطور الإنساني ، فالقدره على إتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعامل مع الأزمات ونقد الظواهر المختلفة فى البيئة المحيطة وتفتح الذهن على الخبرات وتعلم أشياء جديدة واكتشاف كل ما هو جديد والمعلومات الحديثه كلها عوامل هامة تعمل على نمو ونضج الشخصية.

فالأشخاص المتفتحين ذهنيا دائما ما يسعون للتعلم والسفر والاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد مسرح فن سينما كتاب جديد موسيقى من نوع مختلف معرض لمنتجات التكنولوجيا، ونجد فى المقابل نقطة غاية فى الأهمية أن ما يقابل التعلم والنمو، هو الملل والهبوط المعنوى والتكاسل والبلادة العقلية وتصبح حياة من لا يسعى للاستثارة الذهنية حياة ضاغطة فالبيئة تكون مؤثرة على الشخص بشكل إيجابي عندما يتعلق الأمر بفرص الاستثارة الذهنية 
عندما أذهب لالقاء ندوه أو ورشه عمل أو محاضره وألتقى بمجموعه من العاملين ببعض الهيئات أو الجهات الحكوميه ونتحدث عن أهمية العلم والتعلم والقابليه للتعلم أجد ان جمع غفير من الحاضرين يبرر عدم ممارسته لهوايه أو تعلم شئ جديد هو قلة الفرص أو الوقت المتاح أو العمر أو الانشغال بتربية الأبناء أو مواعيد العمل 
ومن خلال ملاحظتى لتلك الردود التى تبرر قلة الفرص لديهم لـممارسة هواية أو تعلم أمور جديده ، أن لديهم أرضيه من الشعور بالأكتئاب ، وأجد ان هناك توقف للنمو والتطور الإنساني بشكل ملفت للنظر وبالتالى ينعكس كل هذا على الأداء الوظيفى لديهم وعلى حياتهم الأسرية ونظرتهم للحياه بشكل عام ، وكأن الحياه خلت من كل الوسائل والأمكانيات لاحداث تغيير مرغوب وايجابي لكى يحيا هؤلاء الأشخاص حياه نفسيه وصحيه تساعدهم على النمو والتطور بشكل إيجابي. 

والأغرب من ذلك أن بعض من هؤلاء الحضور لم يكتشفوا ان سلوكهم جزءا كبيرا من المشاكل التى تواجههم فى حياتهم سواء داخل العمل أو داخل الأسره وبالتالى ينعكس على السلوك بالشارع وردود الفعل مع الأخرين 
أرى الكثير من أفراد المجتمع أصبحوا يسعوا وراء لقمة العيش فقط ، دون البحث عن أدوات تمكنهم من كيف يحيوا الحياه ، كيف يسعوا لتطوير أنفسهم وأستثارة عقولهم من جديد ، الغالبيه من أفراد المجتمع يشعرون بالضغوط سواء الضغوط النفسيه والأجتماعيه والأقتصاديه وبالتالى الصحيه ، ولكنهم عاجزون أمام القدره على التغيير من أنفسهم ، والتغيير يتطلب قرار قرار على المستوى الشخصى ، وهو أن تبداء بنفسك ، ان تبداء بحث وأستثاره عقلك وحواسك على التجديد والتعلم لتطور من ذاتك وأدوات بقاء بشكل يعمل على نموك الأنسانى بشكل أيجابي 
حتى لو لم يكن لديك سلوك محدد تود تغييره يمكنك الأستمرار فى صنع تغييرات ببيئتك تساعدك على ان يتحسن شعورك وبمرور الوقت تشعر بالتغيير أصبح يصنع دوائر أيجابيه تغيير من نمط حياتك 
هناك الكثير والكثير من الأفعال الصغيره والبسيطه يمكن القيام بها لتجعل بيئتك أفضل ، وتجعلك تستغل المنبهات والأستثاره البيئة من حولك لتنمو بشكل أفضل وايجابي ، ترتيب مكتبك أو حجرة عملك بشكل منظم بصوره مستمره يساعد على الراحه النفسيه وبالتالى يحثك على مزيد من العمل والاداء ، ترتيب أثاث المنزل من فتره لاخرى يشعرك بالتجديد والطاقه الأيجابيه فى المكان ، الاستمتاع بفتح نوافذ المنزل بشكل يومى لدخول ضوء الشمس فى الصباح الباكر يملىء المنزل بالطاقه الإيجابيه ويؤثر على الحاله المزاجيه بشكل كبير جدًا ، تغيير نوع الأضاءه فى المنزل وترتيب أماكنها له تأثير أيجابي وصحى ويشعرك بالراحه والهدوء وينعكس على الحاله المزاجيه بشكل ايجابي 
أقتناء أنواع من النباتات فى المنزل أو الطيور أو الحيوانات الأليفه وجد ان له تأثير أيجابي على الحاله المزاجيه والأنفعاليه بدرجه كبيره ، وكذلك الاستماع الى اصوات الموسيقى الهادئه أو المحفزه للنشاط والحيويه وتجلب المشاعر الايجابيه والقوه والسلام النفسي 
الابتعاد عن الأجهزه لفترات كبيره الكمبيوتر والهاتف المحمول وجرس التليفون والتليفزيون يساعد كل هذا على الاسترخاء الذهنى وهدوء الأعصاب بشكل محفز وايجابي ، الصور واللوحات الجميله ، الشموع العطريه الحديث بصوت خافت البحث عن كتاب ممتع ومفيد ، تعلم هوايه جديده ممارسه نشاط رياضى محبب للنفس ، المشي كل يوم بشكل منتظم ، الجلوس وسط الخضره فى الهواء الطلق مره أسبوعيا ، مجالسه أشخاص أيجابين قولا وفعلا ، تعلم أشياء جديده لم يسبق لك تعلمها من قبل 
أرى أن كل منا يحتاج الى البحث عن الأستثاره الذهنيه التى تعمل على تنشيط عقولنا وتطور من نمونا النفسي والبدنى والعقلى والأنسانى وبالتالى تنعكس على أدائنا وأسلوبنا فى تربية الابناء وفى جودة العمل الذى نقوم به وفى ردود افعالنا وسلوكنا فى الشارع ومع بعضنا البعض وبالتالى نتطور فى مجالات حياتنا كافة عندما نبداء فى استثاره عقولنا للبحث والتغير من خلال أن نبداء بأنفسنا أولا ثم نطالب الأخرين بالتغير. للحديث بقية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط