الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله الثالثة عشرة.. تعرف على مشوار الأسطورة بوشكاش مع المصري البورسعيدي

صدى البلد

تمر اليوم الذكرى الثالثة عشر لرحيل الأسطورة بوشكاش أحد أبرز نجوم الكرة العالمية على مدار تاريخها ، والذي تولى تدريب المصري خلال الفترة ما بين عامي 1979 ، 1984 وخلال السطور التالية نقدم تعريفًا بمشوار الأسطورة بوشكاش مع النسور الخضر.
في عام 1979 فاجأ الراحل السيد متولي عضو مجلس إدارة النادي المصري وقتها الجميع بإعلانه قدرته علي التعاقد مع القدير بوشكاش لتولي مهمة تدريب المصري ، واعتبر الجميع هذا الأمر مجرد دعابة خاصًة وأن بوشكاش كان رغم اعتزاله اللعب منذ سنوات إلا أنه كان ذائع الصيت جدًا و كان الجميع يتتبع أخباره أينما حل ولما لا وقد كان لاعبًا من أحسن لاعبي العالم خلال الخمسينات و الستينات من القرن الماضي إن لم يكن أحسنهم بالفعل.
وبالفعل حدثت المفاجأة ووصل بوشكاش إلي بورسعيد في شهر يوليو 1979 وتم الإعلان عن التعاقد معه لقيادة المصري براتب قدره 3500 دولار و هو راتب كبير جدًا وقتها خاصًة وأن راتب بوشكاش وقتها مع نادي ايك أثينا الذي كان يتولي ادارته الفنية لم يكن يتجاوز ألفي دولار.
و منذ الدقيقة الأولي لوصوله مع زوجته إلي بورسعيد وقع بوشكاش في غرام تلك المدينة الصغيرة التى بادلته حبًا بحب ، وكان بوشكاش يجد الترحاب من الجميع داخل بورسعيد خاصًة مع تمتعه بروح جميلة وخفة ظل جعلته في أيام قليلة أيقونة لمدينة صغيرة تعشق كرة القدم.
وسافر بوشكاش مع المصري في باكورة رحلات المصري الاوربية عام 1979 إلي سويسرا فكانت الدنيا تنقلب رأسًا علي عقب عند تواجد بوشكاش في أي مكان وأصبح اسم المصري يتردد في كافة وكالات الأنباء العالمية نتيجة لاقترانه بإسم بوشكاش وكان اسم بوشكاش هو كلمة السر لدخول المصري لاي مكان وقتما يريد.
وعاد بوشكاش بصحبة المصري إلي مصر وفوجئ الجميع بالمستوي المرتفع للاعبي المصري و أدائهم الهجومي المتميز و الروح المعنوية العالية التى كان يبثها بوشكاش في نفوس لاعبيه وأدي المصري مباريات قوية أمام الكبار في أول مواسم بوشكاش مع المصري (1980/1979) ففاز علي الزمالك ببورسعيد بهدف الراحل العظيم مسعد نور وتعادل معه في القاهرة بدون أهداف ،وتعادل مع الأهلي ببورسعيد 2/2 وخسر منه بالقاهرة 1/2 في مباراة غريبة أحرز فيها مسعد نور هدفًا بكعبه في شباك الراحل ثابت البطل فألغاه الحكم عبد الرؤوف عبد العزيز بلا سبب وكانت النتيجة وقتها التعادل 1/1 ليخسر المصري فوزًا مستحقًا علي الأهلي بالقاهرة وأنهي المصري موسمه الأول مع بوشكاش في المركز الثالث وهو أحسن مراكز المصري في فترة قاربت نحو ربع قرن.
وفي الموسم التالي يسافر المصري إلي أوربا أيضًا في رحلة تكفل بها الراحل الأستاذ السيد متولي الذي أصبح رئيسًا للمصري مع مطلع موسم 1981/1980 والذي فيه دعم الراحل العظيم السيد متولي صفوف المصري بعدد من اللاعبين الأفذاذ أمثال جمال جودة وإينو وعلي حسنى و اسماعيل عدوية ومحمد صالح والحارس الراحل سعودي العسال إلي جانب النجوم القدامى الأسطورة مسعد نور وحامد الزهار وعبود الخضري والسيد النمر ومحمد طه وابراهيم الصفتي وعلي المصري ومحمد عيد هاشم وحسام غويبة وفؤاد عليوة وصلاح خليفة ومحمد فؤاد ومسعد السقا ليصبح المصري أكثر قوة عن ذي قبل و يصبح بعبعًا للكبار فينجح في الفوز علي الأهلي ببورسعيد 0/1 بهدف محمد صالح و تعادل مع الزمالك ببورسعيد 2/2 بهدفي الراحل مسعد نور و النجم جمال جودة و ينجح المصري في الحصول علي المركز الثالث أيضًا خلف الأهلي و الزمالك و ذلك للموسم الثاني علي التوالي.
ومع ثالث مواسمه مع المصري شعر الكثيرون باقتراب المصري من المنافسة علي لقب الدوري اكثر وأكثر خاصة مع تدعيم المصري لصفوفه بنجمى منتخب الشباب بكأس العالم باستراليا عام 1981 طارق سليمان وهشام صالح ونجم الأهلي جمال الجندى وأيضًا بعد فترة إعداد قوية في أوربا و تتوالي نتائج المصري المدوية ويتعادل مع الأهلي 1/1 في أولي مباريات الدوري ببورسعيد بعد أن كان المصري متقدمًا بهدف لعلي حسنى في شباك اكرامي ومع نهاية الدور الأول يتصدر المصري جدول الدوري ويظن الجميع أن المصري سيخسر من الأهلي في أولى مباريات الدور الثانى بالقاهرة فإذا بالمصري يتقدم علي الأهلي بهدفين في الشوط الأول لإينو وطارق سليمان و يتعادل الأهلي بصعوبة في الشوط الثانى ويتقدم المصري رويدًا رويدًا نحو القمة ويتعاقد مع أسامة خليل العائد من تجربة احتراف خارجية ويقترب حلم احراز البطولة فإذا بالحلم يتحول إلي كابوس بعد خسارة المصري أمام الزمالك بهدف نصر ابراهيم ببورسعيد و وقوع أحداث شغب جعلت اتحاد الكرة ينقل باقي مباريات المصري إلي خارج بورسعيد ليرحل بوشكاش حزينًا علي ضياع الحلم ويخسر المصري كل مبارياته ورغم ذلك يحصل علي المركز الخامس رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول علي الدوري للمرة الألى في تاريخه.
ويغيب بوشكاش عن بورسعيد لأكثر من عام ويعود ليقود المصري للوصول لنهائي كأس مصر عام 1984 أمام الأهلي ويتقدم المصري بهدف حسام غويبة قبل نهاية المباراة بنحو 12 دقيقة و يضيع البديل طارق سليمان هدفين لا يضيعان وفي الوقت الذي ينتظر فيه الجميع سماع صافرة الحكم يحرز علاء ميهوب هدف التعادل للأهلي ليمتد اللعب إلي وقتًا اضافيا يخسر فيه المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ويرحل بوشكاش نهائيًا عن بورسعيد ولكن ذكراه ما زالت موجودة حتى الأن ويكاد لا يخلو شارع في بورسعيد من شخص يحمل اسم بوشكاش فقد أحب ابناء بورسعيد هذا الرجل حتى الثمالة و أطلقوا اسمه علي ابنائهم ومتاجرهم و ألفوا العديد من الأغنيات عنه حبًا في هذا الشخص المتواضع.
هذا هو بوشكاش الذي تمر اليوم ذكري رحيله الثالثة عشر حيث وافته المنية في السابع عشر من نوفمبر عام 2006 عن عمر يناهز تسعة وسبعين عامًا حيث أنه قد ولد في الأول من أبريل عام 1927.