شيوخ القبائل .. تاريخ ممتد في مصر يعود لـ عصر محمد على وقننه الإنجليز
قال محمد علي الحويطي، باحث في التراث السيناوي، إن الشياخة كان مصدرها القبيلة وفق القواعد العرفية المعروفة منذ الأزمان السحيقة، ولم تكن الدولة العثمانية في القرون السابقة تتدخل في تعيين وعزل الشيوخ لأن ذلك يأتي بإرادة القبيلة نفسها وفق العرف.
وأضاف أن شيخ القبيلة يمثل أمام الدولة، التي تتعامل معه بشكل رسمي كقائد لها، وتبرم اتفاقاتها مع القبيلة من خلاله، مثل اتفاقات حماية درب الحج وحماية طرق التجارة قديما التي كانت تعقدها الدولة العثمانية أو المملوكية مع شيوخ القبائل.
لكن الوضع لم يستمر في مصر علي هذا النحو فكانت بداية التدخل في تعيين المشايخ كان في عهد مصر لمحمد علي تدخل في تعيين و عزل الشيوخ ، حتي يتسنى له ادارة البدو والاستفادة منهم لصالح تدعيم أركان دولته الجديدة، إلا انه كان يراعي القواعد العرفية المتبعة عند القبائل.. و في الغالب كان تدخله مجرد إجراء شكلي، لكنه بهذا الاجراء أمتلك صلاحية التعيين و العزل، و بالتالي أصبح الشيخ المعين من قبل الدولة يمثلها هي أمام القبيلة بعد أن كان يمثل القبيلة أمام الدولة.
ومع احتلال الإنجليز لمصر صدر القانون الإداري للعربان عام 1905م و الذي كان يتم بموجبه تنظيم القبائل إداريا، و منذ هذا الوقت تغير مسمى شيخ القبيلة ليصبح عمدة القبيلة مع الإخذ في الإعتبار أنه لم يكن هناك شيخ و عمدة للقبيلة الواحدة في نفس الوقت، فعمدة القبيلة هو ذاته شيخ مشايخها بالمفهوم العرفي.
ولفت الى أن بعض القبائل قسمت إداريا حسب انتشارها لقسمين واحد قبلي و أخر بحري و كان يرأس كل من القسمين عمدة منفصل. كما ان عمد القبائل تابعون لنظارة الداخلية و يصدر منها قرار تعيينهم بإسم الملك، وعندما ألغي هذا القانون في أواخر الأربعينات تم إلغاء نظام عمد القبائل في مصر بالتبعية، ولكي تعمل الدولة على ملئ الفراغ الإداري للبدو في مناطق البادية بعد إلغاء قانون العربان، أسست نظام شيوخ القبائل الحكوميين الساري حاليا والذين يتم تعينهم عن طريق وزارة الداخلية إيضا.
واشار محمد الحويطي إلى أنه وفق هذا النظام لم يعد هناك شيخ أو عمدة موحد لكامل القبيلة في القطر المصري بشكل رسمي كما كان معمولا به في السابق، فهو يأخذ بمعيار القبيلة و المعيار الجغرافي في آن واحد، فقد يكون للقبيلة الواحدة عدة شيوخ حكوميين حسب مناطق انتشارها، فيكون لكل منطقة بالبادية تتواجد بها القبيلة شيخ خاص بها.