الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا تدخل عصر العزلة الدولية بسبب سياسات رئيسها الانتهازية.. غزو سوريا ودعم للإرهاب ومعاداة لمصر والتفاف على السعودية

أردوغان وترامب وبوتين
أردوغان وترامب وبوتين

- غزو أنقرة لسوريا.. الجريمة التي أطاحت بكل شيء
- قوات أردوغان احتلت 145 كم من سوريا
- رفض عربي ودولي لممارسات أردوغان 
- وزير الدفاع الأمريكي: تركيا وضعتنا جميعًا في وضع رهيب 


أدت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عزل تركيا أكثر فأكثر عن العالم، بعد افتضاح ممارساتها الانتهازية بحق الشعوب، بتعاونها مع داعش أيام أوج قوته وأخذها النفط منه على الحدود مع سوريا، تلك الحدود التي اخترقتها تركيا الشهر الماضي باحتلالها وفق مزاعم محاربة الأكراد وإقامة منطقة عازلة، لينكشف زيف ذلك، مع تشريد آلاف المدنيين بالمنطقة الشمالية لسوريا، وفق ما رأت صحف دولية.

ورغم عقد اتفاق بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبتمريرٍ أمريكي، على وقف الحملة العسكرية لأنقرة على شمال سوريا مقابل وقف الجيش التركي لعملياته وانسحاب الأكراد من المنطقة الحدودية مع تركيا، إلا أن حكومة أنقرة مازالت تغير رأيها، باتهام الدوليتين أمريكا وروسيا بعدم التزامهما بتعهداتهما بانسحاب الأكراد، وذلك وفق ما جاء على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو خلال الشهر الجاري، وهو ما دعاها كرد فعل مزعوم على التهديد بتوغلٍ جديد.

وأرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قواته إلى سوريا في 9 أكتوبر لإخراج ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي من الحدود وإنشاء "منطقة آمنة" على الأراضي السورية لإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين من تركيا، وفق مزاعمه، إلا أن مجلة ناشيونال إنترست ذكرت في تقريرٍ لها، إن ذلك عارٍ من الصحة، وإن أردوغان أدخل قواته للسيطرة على هذه المنطقة لتوسيع نفوذه والقضاء على الأكراد الذين يشكلون له صداعًا في تركيا. 

منذ بداية العملية ، قال وزير الدفاع التركي خولوصي أكار، إن القوات التركية والجماعات الموالية لها التي تشارك في القتال، احتلت مساحة 145 كم بعمق 30 كم على الجانب السوري من الحدود، وذلك في تراجعٍ عن هدفٍ أصلي كان بالوصول إلى منطقة بطول 440 كم، تحت الضغط الدولي.

ويتحرك أردوغان في عملياته الخارجية التي صارت تشكل عبئًا على الدول المحيطة به وعلى أمريكا، بدافع استغلال الساحة الدولية وحصد أكبر المكاسب، انطلاقًا من كونه يحتضن في دولته قاعدة انجرليك الأمريكية، وعضو من أعضاء حلف الناتو. 

وتوقف القتال إلى حد كبير بعد أن وافق أردوغان على اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، وروسيا ، الحليف العسكري الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، ومع ذلك ، تجدد تركيا الشكوك حول خططها نحو سوريا، بتصريحات مسئوليتها بتجديد الغزو.

وقال رولاند بوب ، المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: "تركيا عالقة في الوقت الحالي بسبب سياستها".

ولفت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا ستبدأ عملية عسكرية في شمال شرق سوريا إذا لم يتم تطهير المنطقة من وحدات حماية الشعب. ونقلت عنه وكالة الأناضول المملوكة للدولة قوله إن روسيا والولايات المتحدة لم يفعلا ما هو مطلوب بموجب الاتفاقية.

أثارت هذه التصريحات غضب وزارة الدفاع الروسية التي قالت إنها شعرت بالذهول من بيان أوغلو لأن موسكو قد أوفت بالتزاماتها.

جاء تبادل التصريحات بعد أيام فقط من انتقاد مجموعة من الدول ، بما في ذلك أهم حلفاء تركيا الغربيين، للتوغل السوري.

قال وزراء خارجية - مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - في بيان صدر في 14 نوفمبر إنهم دعوا "جميع الجهات الفاعلة في الشمال الشرقي لسوريا للتنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار ووقف جميع العمليات العسكرية الهجومية".

وبدون تسمية تركيا، أبدى الوزراء تحفظات قوية على خطط أنقرة لإعادة التوطين للاجئين في شمال سوريا ، والتي أدانوها باعتبارها محاولة "للتغيير الديمجرافي القسري"، والتهجير والتطهير العرقي بمنطقة عفرين. 

وأضاف بوب أنه يتعين على أنقرة تقليص أهدافها فــ"لا يسمح حجم وطبيعة الأراضي المحتلة حديثًا بإعادة التوطين الجماعي للاجئين العرب السنة من سوريا على أي حال، كما كان مخططًا في الأصل من قبل أردوغان".

كما أن تركيا صارت دولة معزولة داخل الناتوبعد تعرضها لانتقادات شديدة في اجتماع لوزراء دفاع الحلف في أكتوبر.

قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير إن العملية التركية "لا مبرر لها"، في إشارة إلى أن أنقرة تسير في الاتجاه الخاطئ. 

وأضاف اسبير في مؤتمر في بروكسل قبل الاجتماع "تركيا وضعتنا جميعًا في وضع رهيب للغاية".

كذلك تضررت العلاقات التركية مع العالم العربي لدرجة جعلتها مرفوضة من المحيط العربي ماعدا قطر ونظامها الحاكم الذي يدعم أردوغان، بسبب نزاعها مع مصر بحماية الإخوان، والسعودية بدعم قطر ضدها.

وفي الشهر الماضي ، انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط العملية التركية في شمال شرق سوريا واعتبروها "غزوًا لأرض دولة عربية وعدوانًا على سيادتها".

اكتسب نزاع طويل الأمد بين تركيا والولايات المتحدة زخمًا جديدًا من خلال تقرير للبنتاجون قال إن (داعش) استفادت من التوغل التركي لإعادة تجميع صفوفها. وذكر التقرير إن داعش يمكن أن يعد هجمات جديدة.

رفضت أنقرة التقرير واتهمت الولايات المتحدة بدعم "الجماعات الإرهابية" ، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية بينما ترى واشنطن أن المقاتلين الأكراد هم أفضل شركاء للولايات المتحدة في المعركة ضد داعش.