الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد.. شاهد رد الإفتاء

زوجتي تهتم بقراءة
زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه: « زوجتي تهتم بقراءة القرآن وتهمل الأولاد، وعندما أتحدث إليها تتهمني بعدم الإيمان؛ فما حكم الدين وبما تنصحني؟».

وقال الشيخ على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن السؤال عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على موقعها الرسمي بـ « الفيسبوك»: إنه من غير الجائز شرعًا أن تهتم الأم بقراءة القرآن الكريم فقط على حساب بيتها ومصلحة أبنائها.

وأكد « فخر» فى فتواه على ضرورة فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه؛ فالقرآن ينظم حياة الفرد في أسرته ومجتمعه ويقوي علاقة الإنسان بهم وليس العكس.

وتابع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قد بين لنا فى السنة المطهرة أن الزوجة فى رعاية زوجها؛ فهي تساعده فى بيته وتقوم على رعاية شؤون أولادها؛ لذا عظم القرآن الكريم والسنة النبوبة من شأنها.

وواصل أنه لم تكن الجنة تحت أقدام الأمهات إلا لما تلقاه من مشقة وتعب فى تربيتهم ورعايتهم منذ صغرهم؛ ففي حديث أبي هريرة - رضى الله عنه- قال: « جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك»، في رواية: « يا رسول الله، من أحق بحسن الصحبة؟، قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك».

الإفتاء تقدم نصائح للآباء والأمهات في تربية الأبناء
قالت دار الإفتاء، إنه يجب علينا جميعًا أن نربي أبناءنا على أن يتعاملوا مع الآباء والأمهات بقيم العرفان الجميل والبر والإحسان، التي خاطبهم بها ربُّ العزة تبارك وتعالى.

واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بـ«فيسبوك» بقول الله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» [سورة الإسراء: 23- 24].

وتابعت: مما يهدد أمن الأسرة وسلامتها ويضر بالتبعية بأمن وسلامة المجتمع التصدعات والمشكلات التي بين الأزواج، والتي تلقي بظلالها على علاقة الأبناء بالآباء والأمهات.

أمين الفتوى: الإخلاص في تربية الأبناء من أعظم عبادات الإسلام
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تربية الآباء للأبناء شأنها عظيم وكل ما جاء في الشرع الإسلامي من شرائع وأحكام كانت لحسن التربية ومراعاة كل من الأب والأم للجانب السلوكي والتربوي للأبناء منذ الولادة.

وأضاف "عاشور" خلال لقائه ببرنامج "أحوالنا" المذاع على فضائية "الناس"، أن أصعب ما يمر به الانسان هو مرحلة تربية الأبناء، ذلك ولأن الأب والأم هنا يتعاملوا مع روح ونفس واجب تغذيتها بالأفكار الصحيحة والمعتقدات السليمة.
وأشار أمين الفتوى، إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم" وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، منوهًا بأن جزاء تربية الأب والأم للأبناء أن يدعوا لهم بالرحمة، ونحن ندعوا الله بالرحمة في الأمور العظيمة،وتربية الآباء للأبناء من أعظم وأهم العبادات في الإسلام.

أمين الفتوى: تربية الأبناء وظيفة أساسية لا تُقلل من دور المرأة
قال الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وامين الفتوى بدار الإفتاء، إنه عندما خلق الله تعالى الذكر والأنثى، جعل لكل منهما وظيفة أساسية، أُهل لها نفسيًا وبدنيًا للقيام بها.

وأضاف «فخر» خلال برنامج «فتاوى الناس»، أنه هذا لا يعني أنه لا يصلح أن يقوم أحدهم بعمل الآخر، لأنه بالتجربة قد ثبت أن الرجال قد يقومون بما تقوم به النساء، وكذلك الحال بالنسبة للنساء، منوهًا بأن الأصل أن الرجل له وظيفة تتناسب مع قوته البدنية وتحمله النفسي، والمرأة كذلك بما لها من مشاعر، إنما هي أرفق وأوفق من الرجل تتناسب معها أعمالها المنزلية من رعاية الأبناء وتربيتهم، والصبر عليهم.

وتابع: وعلى هذا فالوظيفة الأساسية للرجل هي الكسب والكد حتى يتحصل منها على أرزاق ينفق منها على نفسه وأولاده، والمرأة لها وظيفة وهي أن تكون مربية لأبنائها في بيت زوجها، مشيرًا إلى أنه لا يجوز لأحد منهما التحدث عن الآخر بدعوى أنه لا يستطيع أن يفعل ما يفعله.

وأوضح أنه ثبت أن المرأة قد تكد وتتعب وتجتهد وتُحصل الأرزاق كما يفعل الرجل، فيما أن الرجل أيضًا قد يقوم على شئون أولاده كما تفعل الزوجة، ولكن هذا لا يجعل كل منهما سعيدًا في حياته، فالأمر مرده إلى الوظيفة الأساسية والتأهيل النفسي والوجداني والعقلي والفطرة السليمة التي فطرهما الله عليه، مؤكدًا أن هذا لا يقلل من قيمة المرأة وحقيقة دورها، فهذه المرأة هي التي قامت بتربية أولئك الرجال.