الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة التحالف الأحمر لاغتيال الوزير عادل الجبير.. 15 مليون دولار لكشف مخطط المؤامرة

عادل الجبير
عادل الجبير

كشف المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران براين هوك، عن اسم أحد المتهمين في محاولة اغتيال وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عادل الجبير في 2011.

وقال "هوك"، في مؤتمر صحفي إن المسؤول في الحرس الثوري الإيراني عبد الرضا شهلات متورط في نقل سلاح لميليشيات الحوثي والتخطيط لاعتداءات في المنطقة، وهو من قام بالتخطيط لمحاولة اغتيال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية.

وأشار إلى أن أمريكا تعرض مكافأة بقيمة 15 مليون دولار مقابل معلومات عن القيادي في الحرس الثوري الإيراني في اليمن. وأضاف أن سلطات طهران تواصل عمليات تزويد أذرعه في المنطقة بالأسلحة والصواريخ، مطالبًا إياها بوقف تدخلاتها في اليمن.

وتعود أحداث محاولة اغتيال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية الحالي، عادل الجبير، إلى عام 2011، حينما كان يشغل منصب السفير السعودي لدى واشنطن، ففي 11 أكتوبر 2011، قال مسؤولون من الولايات المتحدة إن هناك مؤامرة من قبل الحكومة الإيرانية لإغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير.

أطلقت وسائل الإعلام على العملية "مؤامرة الإغتيال الإيرانية " و"مؤامرة إيران الإرهابية"، في حين سمى مكتب التحقيقات الفدرالي المؤامرة "بعملية التحالف الأحمر ". وتم القبض على العملاء الإيرانيين غلام شكوري ومنصور اربابسيار وإتهامهما من قبل المحكمة الإتحادية في نيويورك بالتآمر لاغتيال عادل الجبير.

وتقول المصادر الأمريكية إن المتهمين الإيرانيين خططوا لاغتيال عادل الجبير عن طريق تفجير المطعم المتواجد فيه، وبعد ذلك التوجة للسفارة السعودية وتفجيرها، أيضا إعترف المتهمون بأنهم خططوا لتفجير السفارة السعودية والسفارة الإسرائيلية معا.

تضمن المخطط الإيراني الذي كشفت الأجهزة الأمريكية لقاءات بين العميل الأمريكي من أصل إيراني والضباط الإيرانيين وتجار مخدرات من المكسيك، وبحسب الوثائق الأمريكية، فقد طلب من العميل منصور أربابسيار الاتفاق مع العصابة المكسيكية على إضافة السفير السعودي عادل الجبير إلى رأس قائمة الأهداف.

كان منصور أربابسيار يتلقى التعليمات من علي غلام شاكوري وهو ضابط في فيلق القدس ومسؤول عن وحدة حزب الله الحجاز بحسب معلومات سربها معارضون إيرانيون، وكانت الخطة الإيرانية تقضي بالاستعانة بعصابات المخدرات المكسيكية لإبعاد الشبهات عن إيران والإيحاء بأن عملية الاغتيال تتخذ طابع الجريمة الدولية المنظمة.

في 24 مايو قام منصور أربابسيار بالسفر إلى المكسيك حيث قاده سوء التقى بأحد رجال العصابات المعروفين الذي لم يكن سوى متعاون مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في المكسيك ويلقب العميل بسي أس-1. وطلب العميل الإيراني من رجل العصابات المكسيكي القيام بهجوم على السفارة السعودية في واشنطن عبر تفجيرها بشحنة من المادة شديدة التفجير سي فور. بعدها بأقل من 3 أسابيع أبلغه "سي أس-1" عند لقائهما في المكسيك ثانية بحاجته لما لا يقل عن 4 رجال لاغتيال السفير، وطلب مليون و500 ألف دولار كمقابل للتنفيذ، فوافق منصور أربابسيار مشترطا أن يتم قتل السفير أولا قبل شن هجمات أخرى سبق وناقشها معه، كما أخبره أن لديه وشركائه 100 ألف دولار جاهزة للدفع له كمقدم، وصارحه بأن ابن عم له يقيم في إيران هو من طلب منه العثور على شخص لاغتيال السفير، وأن ابن العم جنرال بالجيش الايراني.

في 17 يوليو 2011، اجتمعا للمرة الثالثة في المكسيك، وأخبره "سي إس-1" أنه كلف أحد العاملين معه بالتوجه إلى واشنطن لمراقبة السفير عادل الجبير، ثم أثار مع منصور أربابسيار احتمال مقتل مارة أبرياء عند التنفيذ، فقلل منصور أربابسيار من مخاوفه وشجعه على المضي في المخطط، وقال: "يودون الاجهاز عليه ولو قتل معه المئات.. ليذهبوا إلى الجحيم". ثم اقترح تفجير مطعم في واشنطن يرتاده السفير عادل الجبير عادة لقتله فيه، فنبهه العميل الأمريكي إلى إمكانية سقوط قتلى بالتفجير، ومنهم أعضاء بالكونجرس الأمريكي اعتاد بعضهم ارتياد المطعم نفسه، فقال له منصور أربابسيار: "لا تهتم، وامض في المشروع".

في مطلع شهر اغسطس أجرى منصور أربابسيار حوالتين خارجيتين بقيمة 100 ألف دولار إلى حسابات سرية عدة من دون أن يعلم بأنها لمكتب التحقيقات الفيدرالي كدفعة أولى لصالح "سي إس-1" مقابل عملية الاغتيال، ظنا منه أن الحسابات تخصه، ثم أخبره بأنه سيقوم بتأمين بقية المليون و500 ألف دولار بعد قتل السفير عادل الجبير مباشرة، لكن "سي أس-1" طلب ضمانات حين أخبره يوم اجتمعا مجددا في 20 سبتمبر، بأن كل شيء اكتمل للاجهاز على عادل الجبير بتفجير المطعم وهو فيه يتناول الطعام اذا اقتضى الأمر.