الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى الشباب.. تساؤلات عدة وصورة لا تنسى


انتهت فعاليات منتدى شباب العالم 2019 الذي أقيم في مدينة السلام"شرم الشيخ" بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته، لكن بقى منه صورة لا تفارقني ليل نهار وعدة تساؤلات ربما تكون شاغلي الشاغل وغيري من المهتمين بشئون المرأة وقضاياها.

البداية مع صورة زين يوسف، هذا الطفل ذو الاثني عشر عاما الذي وقف على مسرح حفل افتتاح المنتدى ليسرد حكايته أو بمعنى أدق بطولته، فقد حارب مرض السرطان وهزمه ليس مرة واحدة فحسب بل أربع مرات رافعًا شعار "لا أستسلم أبدًا"، ومع نبرة صوته المليئة بالحماس والتحدي تساءلت: "هل أنا وأنت ونحن نلعب أدوار البطولة في قصص حياتنا، أم أن البعض ارتضى لنفسه أن يكون مجرد كومبارس صامت أمام واقع ليس على هواه؟!".

فمن منا لم يمر بمعركة ما في حياته يمكن مرض.. فقر.. تنمر تعرض له في بيته أو عمله.. كلها معارك قد تبدو خارجية لكني أرى أن المعركة الحقيقية ليست في كل ما سبق بل تكمن في النفس.. نعم.. النفس، فلا يوجد أشد خطرا عليك من ذاتك، فإياك أن تستسلم لسرطان النفس وتتركه ينهش أفكارك ويقتلع عزيمتك، ويوما تلو آخر تجد نفسك واقفًا على حافة حياتك بعد أن تركت روحك أسيرة للسلبيات المحبطة التي صنعتها بمحض وكامل إرادتك حين تخليت عن دور البطولة في معركتك الحياتية وارتضيت بدور المتفرج المنتظر لما يجلبه الغد، ليتنا نحتذي بإرادة زين الفولاذية وبكل ما أوتينا من قوة وعزم نهزم مخاوفنا ونقوى أسلحة إرادتنا، وقتها فقط نتغلب على أي حرب تجابهنا سواء في حياتنا الشخصية أو المهنية ونصبح أصحاب البطولة في كتب سيرتنا الذاتية.

وبعيدًا عن زين وصورته العالقة في مخيلتي، جاءت كلمة السيدة انتصار السيسي، قرينة السيد رئيس الجمهورية، حول عزوف بعض الشباب عن الزواج، وارتفاع نسب الطلاق لتدق جرس إنذار لكل المجتمع، حيث صرحت سيادتها عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك أنها تبادلت مع بعض من أبنائها الشباب الآراء والأفكار في حديث ودي عن المبادرة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي تحت عنوان "مودة"، التي تهدف لتشكيل أفكار الشباب ووعيهم حول مؤسسة الزواج.

وكم تمنيت لو حظيت بحضور هذا اللقاء، ربما لأنني أرى أن انهيار مؤسسة الزواج لا يلحق ضررا بالمجتمع فحسب بل بناموس الكون، وجائز لقناعتي أن أي امرأة طبيعية مهما حققت من مناصب وإنجازات لا يمكن أن تحظى بالسعادة الحقيقية إلا في ظل رجل يكون لها الأمان والسند، كلها احتمالات لكن الأكيد أننا أمام قضية بالغة الأهمية تحتاج للبحث والدراسة كي نبني بيوتا يسكنها أزواج وزوجات يوقع كل منهم عقدا غير معلن بالبقاء.

الاطمئنان.. الحماية.. نحتاج مفاهيم للحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، وشبان وفتيات على قناعة أن التشابه في الروح والمبادئ والمعتقدات أهم من الشكليات والماديات، وأن الزواج ليس قسيمة رسمية والسلام بل فرحة أبدية لابد من العطاء المتبادل للحفاظ عليها، ولتكن مبادرة "مودة" الخاصة بالحفاظ على كيان الأسرة المصرية والتي أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منصتها الإلكترونية خلال المنتدى هي البداية.

وأبدًا لم ولن أنسى أهم توصية لكل المعنيين بشئون المرأة وهي إنشاء منصة إلكترونية تتضمن مكتبة رقمية لجميع الدراسات والأبحاث الخاصة بالمرأة ودعم سبل تمويلها، ذلك ما أعلنته الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب، خلال الجلسة الختامية للمنتدى، وأتمنى أنا وغيري من النساء أن تدشن تلك المنصة في أقرب وقت.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط