EN 
تفصلنا بضعة أيام عن سنة جديدة، سنة جديدة كل فرد منا يتمنى أن تكون سنة سعيدة عليه وعلى أسرته وعلى المقربين منه، سنة يتطلع كل منا إلى تحقيق أمنيات وأهداف جديدة، سنه نحقق فيها ما لم نحققه فى العام الماضى، سنة جديدة ننظر فيها لسنوات عمرنا التى مضت ونتطلع لسنوات قادمة نأمل أن نحقق فيها آمالا مؤجلة أو نستكمل فيها أعمال ومشاريع نريد أن نوفق فى تحقيقها لنصل إلى ما تمنيناه ويتحقق الهدف.
وللوسط المحيط بنا دور كبير ومؤثر فى تشكيل أفكارنا وما نشعر به وما نسلكه من سلوكيات قد تؤثر بالإيجاب أو السلب على مجريات حياتنا ووصولنا للغايات المرجوة، فمن الجيد أن تبدأ بما هو محيط بنا الآن كنقطة للبدء فى اتخاذ الفعل، من خلال خلق بيئة صحية يمكنك تشكيل أفكارك ومشاعرك وسلوكك، والتأثير فيها، وذلك بطرق تعمل على تحسين جودة حياتك الصحية والنفسية وتنعكس بالتالى على حياتك الاجتماعية والروحية وأيضًا أداؤك المهنى العملى والدراسي والإنجاز.
وعندما نتحدث عن التغيير فى البيئة يطرق على أذهان الغالبية تغيرات كبيرة مثل الانتقال من سكن لآخر أو من بلد لأخر أو الإنتقال لعمل جديد ، وعلى الرغم أن العديد من الدراسات أكدت على التأثيرات الكبيرة لتلك التغييرات على المزاج والحالة النفسية والصحية والسلوكية للفرد ، إلا أن هناك أيضًا تغييرات أصغر يمكن أن تفعلها فى بيئتك اليومية من شأنها ان تيسر لك التغييرات الجديدة والسلوك الصحى، هذه التغييرات البيئية يمكن أن تستهدف سلوكًا بعينة تريد أن تزيده أو تنقصه أو ربما تكون مستهدفة لتحسين جودة حياتك بشكل عام.
ويعلم جيدا المشتغلون بعلم النفس منذ أمد بعيد أن السلوك يمكن استحداثه وتشكيله، بل وحتى التخلص من السلبي منه من خلال إعادة تخطيط البيئة من حولنا بشكل جيد ، فنجد أن ترتيب أثاث الفصل الدراسي على سبيل المثال بشكل دائرى أو مربع ناقص ضلع قد يزيد من انتباه التلاميذ ويحفز لديهم الإنتباه بشكل أكبر وأيضًا الرؤيه وهذه بالطبع يقضى على السرحان ويضاعف من الأداء الجيد لدى التلاميذ ويجعلهم أكثر مشاركة وإيستعابا، وأيضا ترتيب أثاث المنزل بشكل مناسب من حيث قطع أثاث بسيطة وصغيرة تناسب حجم المنزل والمساحه ووضع اضاءه مناسبه واللوان الغرف والممرات وقصاصات الزرع والورود تعطى طاقه إيجابية داخل المكان وتحفز على الإسترخاء والهدوء فترتيب الإثاث بشكل مناسب وخاصة فى غرفة المعيشه يساعد على تفاعل إجتماعى إيجابي بين الأفراد.
فإذا رغبنا فى تغيير سلوكيات أو أكتساب سلوكيات جديده مع بداية العام الجديد فإنه من المهم الإنتباه لكيفية إبراز البيئة ومكافأتها للسلوك غير المرغوب ، وأن نبحث عن تغييرات بيئية بإستطاعتنا تنفيذها لكى نشجع السلوك المرغوب.
ونجد ان تعلم سلوكيات جديده من خلال تشكيل البيئة المحيطه بنا بشكل إيجابي يساهم فى خلق سعاده ومزاج أيجابي لنا وينعكس على من حولنا ، فتناول أطعمه صحيه والتركيز على وضعها فى اماكن جلوسنا وعلى موائد طعمنا حيث يسهل تزكرها ويسهل تناولها وتناول وجبات فى اطباق صغيره واستخدام أكواب صغيره ، المشي والتخلى عن المواصلات أو السيارات فى بعض المشاوير الخاصه بنا وممارسه بعض الحركات الرياضيه بانتظام بشكل يومى يؤثر على الحاله الصحيه وبالتالى ينعكس على الحالة المزاجية لدينا.
أيضا توقفنا عن متابعة الأخبار السلبية واستخدام الموبيل لوقت محدد وقصير وانشغالنا بالجلوس مع أفراد الأسره أو الأصدقاء أو ممارسة بعض الهوايات المحببة أو سماع بعض الموسيقى المحببة الينا كلها أمور تزيد من الاسترخاء البدنى والذهنى وتؤثر على الإفكار والمشاعر بشكل إيجابي وترفع من معدل الأحاديث الإيجابية مع النفس والحوارات الداخلية الملهمة للذات.
البحث عن تعلم هوايات أو اكتساب معلومات جديده من الأشياء الهامه فالتعلم يعد مكونًا مهمًا للنمو والتطور الإنسانى ، والإشخاص الأصحاء ينتبهون للخبرات الجديدة والمعلومات الحديثه والسفر والتنقل والتحرك عبر أفعال وأنشطه تزيد من تحفيز الذهن وتوسيع المدارك وتعطى فرص كبيره للإستثارة الذهنية لدى الأفراد.
علينا جميعًا مع بداية عام جديد أن نتأمل البيئة المحيطة بنا فى صمت ونستحضر كل الحواس الخمس جميعها ، لكى نكتشف أى المؤثرات البيئية المحيطة بنا لها تأثير سلبي على سلامنا النفسي ومشاعرنا وقوة أفكارنا وراحتنا وسلامتنا النفسية والاجتماعية والعقلية.
علينا ان نشكل البيئة المحيطه بنا لتنعكس على سلوكنا بشكل ايجابي من خلال خلق الهدوء والمشاعر الإيجابية من خلال شيء جميل ننظر اليه صوره جديده فى غرفه المعيشه ، موسيقى هادئه تجلب الهدوء و الاسترخاء والراحة ، شموع عطرية فى أركان المنزل ، علينا أن نبحث عن صناعة بيئة صغيره مريحه من حيث الشكل والمضمون وسوف نلاحظ أن بعض التغييرات البسيطه فى البيئة تنعكس براحه وسعاده وتنعكس على أسلوبنا فى الحياه ، وللحديث بقية
