قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الإسلام أعلى من شأن العلم والعلماء على اختلاف تخصصاتهم، وأن قيمة العلم إنما تشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم أو شئون دنياهم، ولذا نرى أن قول الله -عز وجل-: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ».
ونبه وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد الميناء بالغردقة، على ضرورة التأدب مع العلماء، منوهًا بأن سيدنا موسى -عليه السلام- علمنا درسًا في كيفية التعامل مع العالم، كما جاء في قصة الخضر الواردة في سورة الكهف، في قوله تعالى على لسانه نبيه موسى عليه السلام: «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا» (سورة الكهف: 66).
وأوضح أن «الخضر» الذي خصه الله بعلم لم يطلع عليه موسى -عليه السلام-، «قال له موسى هل أتبعك» سؤال بتلطف، لا على وجه الإلزام والإجبار، وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم، وقوله: «أتبعك» أي : أصحبك وأرافقك، «على أن تعلمني مما علمت رشدا» أي: مما علمك الله شيئا، أسترشد به في أمري، من علم نافع وعمل صالح.
وأكد أن العلم يضع بين أمرين الكبر والحياء، مذكرًا بقول الله تعالى: «وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا» (سورة الإسراء: 37).
وأشار إلى أن المراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم، وشئون دنياهم، في العلوم الشرعية أو العربية، أو علم الطب، أو الصيدلة، أو الفيزياء، أو الكيمياء، أو الفلك، أو الهندسة، أو الميكانيكا أو الطاقة، وسائر العلوم والمعارف.
وتابع: مما لا شك فيه أننا في حاجة إلى جميع العلوم التي نعمر بها دنيانا حاجتنا إلى العلوم التي يستقيم بها أمر ديننا.