الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لصوص غاز ولكن غير ظرفاء !


تتحرك الأمم والدول من أجل تحقيق تقدمها ونفعها وتكّثر من مساعيها نحو رفعتها، ولكن هناك دول تسعى لذلك دون ضرر للآخرين، وهناك دول أخرى تسعى لذلك ولا تعبأ إن كان سعيها يدمر دول أخرى أو حتى أن كان له تبعات كارثية على البشرية.
ولأن التكتلات السياسية والاقتصادية عادة ما تتشكل بعد أحداث هامة أو حروب مثلما تشكلت الأمم المتحدة اثر الحرب العالمية الثانية وتكتل الدول العشرين ودول السبع، شكلت مصر منتدى غاز المتوسط لا للهيمنة على العالم ولا للجور على حق الغير ولكن لنفع جميع الأعضاء المشاركة به.

ولأن صراع الغاز احتد مؤخرًا بعد كل الانتهاكات التي قامت بها تركيا، نستطيع اليوم أن نقول أن منتدى غاز المتوسط كان برؤية مسبقة حكيمة ، فتركيا كانت تحلٌم بأن تكون محبس القارة العجوز للغاز، ليس فقط من أجل تقدم اقتصادي بل لتهيمن على أوروبا وتستطيع الضغط عليها في أي وقت، حتى وان استطاعت الضغط لتصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي الذي طالما حلمت به تركيا ومن ثمّ تستطيع الزج بالإخوان في أوروبا وتقليدهم أماكن هامه في دوائر صنع القرار.

ولكن لم يعد ذلك الحلم ممكنًا بعد منتدى غاز المتوسط ومقره القاهرة والذي تشكل من سبع دول وهو تجمع اقليمى يستطيع تغير خريطة المتوسط و الذي لقي ترحيبًا من أوروبا التي تريد تنويع مصادر الطاقة وأعلنت فرنسا رسميًا رغبتها في الانضمام لذلك المنتدى خلال الاجتماع الوزاري الثالث كما أبدت ذات الرغبة الولايات المتحدة بصفتها مراقب دائم.

إن محطات الإسالة في دمياط وادكو في مصر والاكتشافات لحقول الغاز والخبرة في مجال الغاز هي التي أعطت مصر المقومات لكي تكون مركزًا للطاقة وحائطًا لصد المطامع التركية في المنطقة خاصة بعد التوترات في العالم العربي .

فكل ما يحدث في ليبيا اليوم هو محاولة عثمانية لزعزعة امن مصر ومحاولة إعاقتها عن استكمال ما بدأته من انجازات، وشل قدرات دولة مثل ليبيا عن تصدير النفط ومحاولة لسرقة ثرواتها في غاز المتوسط من خلال اتفاقية غير قانونية أو شرعية.
فلا يتبقى اليوم في تركيا سوى بعض خطوط الغاز التي تمر من خلالها لأوروبا مثل خط " ترك ستريم" الذي يمر من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود
وخطوط" أرضوم وجيهان وتاناب " بعد أن استطاعت تركيا نهب ثروات واحدة من أغنى دول القوقاز وهى " أذربيجان " وتحقيق الاستفادة الأكثر لها من خلال السيطرة على السوق الاذربيجانى
فان كانت الدول الكبرى اليوم تلتفت إلى منتدى غاز المتوسط بل وتطالب بعضوية به، إيمانا بقيمة ذلك المنتدى فربما لاحقا يستطيع أن يجذب دول أخرى، ويصبح مفتاح مصر تجاه السوق العالمية ويستطيع تقزيم المطامع التركية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط