الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تقبل توبة العاق لوالديه بعد وفاتهما؟.. مسشار المفتي ينصح بـ 5 أمور

هل تقبل توبة العاق
هل تقبل توبة العاق لوالديه بعد وفاتهما؟

هل تقبل توبة العاق لوالديه بعد وفاتهما؟، حث الشرع الحنيف على بر الوالدين ورغب فيه، وحرم عقوق الوالدين وعده من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البرّ ومحذّرةً من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ.

قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية، إن الله - سبحانه وتعالى- يغفر للعبد جميع ذنوبه الصغير منها والكبير، مستشهدًا بقوله - تعالى-: «ِإنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا »، ( سورة النساء: الآية 48).

وأوضح «عاشور» في إجابته عن سؤال « هل تقبل توبة العاق بعد وفاة والديه؟»، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بـ « الفيسبوك» أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر الذي قد يفعلها الإنسان؛ فهو يترك بر من كانا سببًا في حياته ووجوده ويبذلان له كل غالي ونفيس ويسهران على راحته.

وأضاف أنه يجب على كل شخص ما زال أبوه و أمه على قيد الحياة الحرص على رضائهما وتقديم كل غال ونفيس لهما قبل فوات الأوان، وإن فات الأوان يتب إلى المولى - عز وجل-؛ فغفران الذنوب من فضله - سبحانه-.

ونصح السائل بأن يكثر من الدعاء وإخراج الصدقات وقراءة القرآن ووهب ثوابه لهم وزياتهم، مبينًا: " قد ينفعهم هذا كثيرًا ويفرحون به ويرقق قلوبهم عليك ويغفر الله به ذنبك".

-أريد التوبة من عقوق الوالدين .. تعرف على نصيحة أمين الإفتاء
وفي سياق متصل، قال الشيخ علي فخر مدير عام إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر، كما قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» وعنعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ، سَأَلْتُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم أَى الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيٌّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏بِرُّ الْوَالِدَيْنِ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَيٌّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ‏)‏.

وشدد «فخر» على أنه ينبغي للعاق أن يتوب ويرضي والديه قبل وفاتهما ليغفر الله له، مضيفًا: أما إذا توفي والداه قبل أن يرضيهما فعليه أن يبرهما بعد وفاتهما ويتوب ويندم ويستغفر الله سبحانه وتعالى.

وأوضح أن العاق يبر والديه بعد وفاتهما كما ورد في الحديث النبوي الذي روي عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ: «بينما نَحْنُ جلوس عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فقَالَ: نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا, وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».

وفي ذات السياق، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الإسلام أمر ببر الوالدين وحُسن صُحبتهما وإن كانا مُشركين، متجاوزًا في ذلك مسألة الإيمان.

واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قال تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» الآية 15 من سورة لقمان.

واستند إلى ما روي أنه قد سألت أسماء بنت أبي بكر –رضي الله تعالى عنهما-، النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلة أمها المشتركة، وكانت قدِمتْ عليها، فقال لها رسول -صلى الله عليه وسلم-: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ». 

وأوضح أنه من العقوق أن يُحزن الإنسان أمه بقول أو بفعل، فقد جاء في الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي، أنه قال سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-: «مَن أحزنَ والدَيهِ فقد عَقَّهُمَا».