الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى مؤتمر الأزهر..عمرو موسى: حماية أفكار الأمة تتطلب تجديد الخطاب الديني..مفتي الجمهورية: علماء الأمة ملاذها الآمن والأزهر حصنها المنيع.. ومفكر مغربي: الإسلام دين الجنوح إلى السلم

صدى البلد

فى مؤتمر الأزهر:
عمرو موسى
مؤتمر الأزهر للتجديد نضال لحماية الفكر الإسلامي
حماية أفكار الأمة تتطلب تجديد الخطاب الديني
مفتي الجمهورية
علماء الأمة ملاذها الآمن والأزهر حصنها المنيع
مفكر مغربي
 الإسلام دين الجنوح إلى السلم والبحث عن الأمن
حاتم العوني
يدعو إلى عقوبات صارمة تجاه الجرائم العقائدية والفكرية

وجه عمرو موسي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، التحية إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على توجيه دعوة له للمشاركة في مؤتمر الأزهر للتجديد.

وقال "موسى"، إنه يشكر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على عقد مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، وعلى موضوعاته الهامة التي نحتاجها في زماننا وفي واقعنا المعاصر، وفي ظل ما نحن فيه وهذا نضال لحماية فكرنا.

وأوضح أن "هذه الحماية تتطلب تجديدًا في الفكر وتعبئة لكل المفكرين المسلمين في طرح الفكر السليم والرد على تحريفات كثيرًا ممن خرجوا علينا بمقولات وسياسات حان وقت وقفة لها جريئة تقوم على فكر سليم سديد لرد هذه الأباطيل، وهنا أستشهد بقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم): "إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد للامة أمر دينها"، وها نحن الآن نعيش في فترة هي رأس مائة سنة جديدة".

وأكّد أن الله قد قيد لهذه الأمة رجالا يفهمون أمر دينهم ويعون مقدار التحدي الضخم الذي نواجهه فعلا على المستوى العالمي، كما أعرب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عن اعتزازه بموقف دولة جامبيا عندما ذهبت إلى محكمة العدل الدولية وأخذت حكما واضحا يدين جريمة إبادة المسلمين في عدد من الدول الآسيوية.

وأشار، إلى أن حماية أفكار الأمة تتطلب منا تجديد الخطاب الديني، وأن الله قيد لهذه الأمة رجالًا يفهمون أمور دينهم ويدركون حجم التحدي الذي نخوضه في الفترة الحالية .

وأضاف، أن دولة "جامبيا" استطاعت الحصول على حكم من محكمة العدل الدولية لتجريم الاعتداء على الأقليات المسلمة.

وأوضح أن الندوة الخامسة للمؤتمر ستشمل الحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية في تجديد الفكر الإسلامي، بمشاركة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عبدالفتاح العواري.

من جانبه قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن مناهضة التطرف والإرهاب والأفكار الشاذة واجب أصيل على علماء الأمة، والأزهر الشريف وجميع مؤسسات الوطن الدينية بمثابة الحصن المنيع تجاه تلك الجماعات الضالة وأفكارها التي ترسخ لفكر الخوارج، مضيفا أننا نقف جميعا على ثغور الوطن بجانب قوات الجيش والشرطة البواسل، الذين كانوا ولا يزالون يضحون بأرواحهم ويدفعون الغالي والنفيس لحماية هذا الوطن .

وأوضح مفتي الديار المصرية، في كلمته خلال مؤتمر "الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، أن الأمة تنظر إلى العلماء على أنهم ملاذها الآمن، ويجب علينا أن ننحاز في الحرب على الإرهاب إلى "الحق" الذي ندعو إليه وتدعو إليه مصر منذ فترة طويلة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

ونوه أن التجديد ضرورة من ضروريات الدين وأن دار الإفتاء المصرية تعمل على هذا النهج في مختلف برامجها وأنشطتها التوعوية والتدريبية، كما تعمل على نشر الأمن والأمان بدفع الأفكار المتطرفة، وتقف على خط واحد مع مؤسسات الدولة وجيشها مصداقا لقول الله تعالى"إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ". 

بينما قال الدكتور سعيد شبار، أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، ورئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة ببني ملال بالمغرب، إنّ الإسلام دين الجنوح إلى السلم، ودين البحث عن الأمن والطمأنينة، ودين الرحمة التي وسعت العالمين، ودين الحرية وعدم الإكراه، ولا يلجأ إلى إعمال القوة وإعلان الحرب إلا لرد عدوان، كما أن الأصل فيه بسط يد التعارف مع الأمم والشعوب وتلاقي الحضارات والثقافات المختلفة.

وأضاف الدكتور سعيد شبار، خلال كلمته بالجلسة السادسة بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أنه ينبغي تجديد الوعي بالإسلام كدين جاء من أجل الإنسانية جمعاء، وأن من معاني الدين الكبرى اعتباره للناس كلهم مستخلفين في الأرض ومكرمين من الله تعالى، وهذه المفردات: الاستخلاف، والتكريم، وغيرهما كالعدل، والحرية، والحق، والجمال، والسلم، والأمن وغيرها؛ هي ما ينبغي أن تنطلق منه كل صياغة تجديدية للفكر والعلم والمعرفة. 

وحذر رئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة بالمغرب، من توهم البعض امتلاكه الحقيقة الدينية؛ محذرًا من أن توهم امتلاك الحقيقة الدينية الذي تتبناه جماعات الغلو يورث غرورًا وغلوًا يجعلان صاحبه في موقع المُصدر للأحكام على الناس، والمصنف لهم إلى طوائف، منها الناجي والهالك، دون أن ينظر إلى مدى تمثله هو نفسه لهداية وموجبات تلك القيم والأحكام.

ولفت إلى أن جماعات الغلو لو ابتعدت عن هذا التوهم، وجددت من فكرها ووعيها بالدين، لتجنبت مدخلًا أساسيا من مداخل إشاعة التشدد والفتنة بين المسلمين باسم الدين؛ ولأدركت حقيقة اليسر فيه ورفع الحرج وإعنات الناس.

وأكّد الدكتور سعيد شبار، أنه لا يجوز بأي حال الاعتداء على أي مواطن نفسًا أو مالًا أو عرضًا أو عقلًا، ولا على أي هيئة من هيئات الوطن، جيشًا أو شرطة أو قضاة أو محامين أو مهنيين أو غيرهم، فضلًا عن الذين أمنهم الوطن من السياح وجعلهم تحت حراسته يحفظ وجودهم ويصونه.

وأشار إلى الخلاف في حالات اشتداده إنما يكون سلمًا لا عنفًا وبقانون المجتمع والدولة، لا برأي واختيارات الأفراد والجماعات.

كما قال الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، إن من واجبات الحكومات والدول حماية أمن شعوبها ومجتمعاتها من العقائد الفاسدة والفكر التخريبي، مضيفًا أن مجابهة إفساد الأخلاق يجب أن تبدأ بداية علمية فكرية في تحديد الأخطار وتمييزها عن غيرها، فلا يكون هناك قمعٌ للحريات، ولا انفلاتٌ باسمها.
 
وخلال كلمته التي دارت حول "وسائل حماية الدولة للمبادئ والأفكار والأخلاق من مخاطر وسائل التواصل والمواقع الضارّة" بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أكّد الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني أن الاستنفار العام  للدولة يجب أن يكون مستمرًا في أجهزتها العلمية والدعوية والإعلامية لتحصين المجتمعات تجاه الأخطار التي تهدد أمنها واستقرارها.
 
وشدد أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، في مؤتمر الأزهر الذي يحضره نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة في العالم، على ضرورة وضع الدولة لقوانين واضحة وعقوبات صارمة تجاه الجرائم العقائدية والفكرية والأخلاقية تكون كفيلةً بردع المفسِدين للعقائد والأفكار والأخلاق. 
 
ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بحضور قادة ومفكرين وممثلين عن وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، ‎تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتركز محاور المؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.