الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروس "الحب" أشرس من كورونا!


في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التي تتخذها كل دولة للوقاية من مضاعفاته القاتلة سألتني صديقة قريبة إلى قلبي لماذا لا تكتبين عن "كورونا الحب"؟!.. قالتها وهي على يقين أنني سألتقط خيط المشاعر وأفهم سريعًا مقصدها.. فالفيروسات المرضية مماثلة تمامًا للفيروسات العشقية كلاهما يباغتنا عنوة وإن اختلفت التفاصيل، فالأول يهاجم جهاز المناعة ويدخل معه في حرب والغلبة للأقوى، والأخير يداهم الروح والفؤاد ويأخذهما لطريق اللا عودة، فلا أحد يعرف لماذا أو كيف وقع في تهلكة الغرام.. وحدهم الذين أصيبوا بأحد  فيروساته وخرجوا منها معافين أو متأقلمين مع مضاعفات الهجر الموجعة يستطيعون أن يرووا لنا آلامه وخيباته، وربما نسوا أو تناسوا أياما وليالي طوالا قضوها في ويلاته مقابل لحظات استمتعوا فيها بسحر همساته ولذة كلماته..

 مساكين نحن النساء الشرقيات، معظمنا ينظر للحب كضربة قدر خارج نطاق إرادتنا.. ولو ساقنا نصيبنا العشقي لأحد فيروسات المشاعر المدمرة ، فوضنا أمرنا لصاحب الأمر وتركنا أنفسنا رهن قيد الظروف تلقي بنا في طريق حب غير ممهد  للدخول سواء لشوارعه الخانقة أو للمطبات الصناعية المعرقلة لأي نهاية سعيدة بفعل ماض ليس لصاحبه أدنى استعداد لتغييره !

 ولأن المرأة العربية مضحية بطبعها، فليس غريبًا أن تلقي أحدنا نفسها  في حب غير عابئة بفيروساته المحظورة وجدانيًا من برد يصيب المشاعر جراء إهمال الطرف الآخر لاحتياجات كانت ولازالت من أساسيات حقوقها في الدنيا ومن أبسطها أن تحمل أسمه وتنعم بصغير يتمتع بنفس جيناته والتي سبق وأوقعتها في أسر غرامه ،إلى ارتفاع في حرارة الأحاسيس يصل حد انفجار المخ من كثرة التفكير في رجل وضعها على آخر قائمة أولوياته غافلًا أو متغافلًا أن مشاركة غيرها في السكن بين حنايا قلبه لا يلحق ضرر بها وحدها فحسب بل يصيبه هو و من تشاركها مشاعره بأمراض الحب الفتاكة والتي تفوق خطورتها فيروس كورونا الذي تحذر منظمة الصحة العالمية من مخاطره!..

وبعد كل ما سردت ، أليس "الحب المحال" أولى أن نعلنه كأحد الفيروسات الخطيرة اللازم الحذر منها، ومثلما ننشر دليلا إرشاديا لكيفية انتقال فيروس كورونا ونصائح لتجنبه، نضع أيضًا خطط  وقائية للتصدي لفيروسات العشق القاتلة حال تسللها بين الذات وهذا الفؤاد وبكل ما أوتينا من وسائل منطقية ننشط حسابات العقل حتى لا يتوارى أمام أحكام القلب وبرضانا أو رغمًا عنا نصاب بأحد أمراض الحب..

ماذا لو داومنا على غسل خيالاتنا المتيمة بحبيب لم ولن يكن لنا قبل أن نصاب بإدمان نبرة صوت رجل غير مكتوب أن تحمل أوراقنا الرسمية أحرف اسمه؟! لو تجنبنا ملامسة أحاسيس كانت لنا حياة ربما ليست كأي حياة لكن الأكيد أنه لن يكتب لها أبدًا الدوام؟! أن نذهب إلى الحب الصحيح ونهرب بكل ما نملك من وسائل الفرار من علاقة عاطفية لا تتناسب مع واقعنا..

 فلنفكر أنا وأنتِ وكل امرأة حالمة بحرفي الحاء والباء في الغد حال أصابتنا بأحد فيروسات الحب، ونتذكر دومًا أن الإصابة بفيروس كورونا قد يؤدي للموت وجائز ننجى ونشفى وكأن شيئًا ما كان، على عكس فيروس "الحب المحال" فحتمًا ولابد أن يسفر عن موت على قيد الحياة ، فلو كنا نخاف من فيروس كورونا مرة فعلينا أن نخشى فيروسات المشاعر ألف مرة ومرة ، فهي الأشد شراسة وفتكًا بأرواحنا، وندعو المولى عز وجل أن يقينا منها ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط