الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الساحرة


ام كلثوم حالة خاصة جدا لم يستطع احد ان يكتشف سر خلودها تشبه الاساطير انبهار ودهشة وانت تستمع اليها يشبه في تاثيره ذاك السحر وانت تقف امام الحضارة الفرعونية نفس الغموض والاثارة والحيرة وانت في حضرتها ونفس الخلود بعد الغياب وتبقى أم كلثوم أسطوره لم ولن تتكرر.



وصفها الرئيس الفرنسي شارل ديجول بضمير الامة فكلما غنت سحرت لكن يبقى 13نوفمبر 1967 يوما مشهودا في تاريخ مسرح الاولمبيا بباريس المسرح الأشهر باروبا كان الحضور من كل ألاطياف والطبقات الاجتماعية البسطاء بجانب السفراء والأمراء والمغتربون العرب  يتوافدون من جميع أنحاء أوروبا إلى باريس لحضور حفل كوكب الشرق.



ولاول مرة يتم مد الجسور الجوية بين دول الشرق الأوسط وباريس ليس لحدث سياسي أو كارثة إنسانية بل  لنقل المريدين لفن الست كان الحضور الفرنسي كبيرا، رغم حاجز اللغة وقد شغلوا حوالي20%من المقاعد لكن الملفت للنظر واثارا رتباك مدير مسرح.

الاولمبيا هو الحضور الكثيف لليهود الشرقيون، الامر الذي دفعه للسؤال  احدهم عن سبب وجوده في حفل عائده موجه لدعم جيش مصر فأجابه إنها أم كلثوم.



كان مشهد رفع الستار مهيبا ظهرت كوكب الشرق ضجت القاعة بعاصفة من التصفيق المتواصل لاكثر من عشر دقائق الذي تكرر علي مدار خمس ساعات وهي فترة زمنية شكلت رقما قياسيا جديدا لحفل علي مسرح الأولمبيا في ذلك الوقت وقد وصفه الفرنسيون بالحدث إلاسثتنائي ولما لا فالمبدع استثنائي.



شيئان ثابتان لايتزحزحان في الشرق الأوسط أم كلثوم والأهرامات هكذا لخصت مجلة الأمريكية عبقرية السيدة ام كلثوم وأضافت أنه عندما كانت تحين ليلة الخميس الأول من كل شهر يتوقف كل شئ في الشرق الأوسط  وتخلو الشوارع في القاهرة كما في الدار البيضاء ومثلها تونس وبيروت ودمشق والخرطوم والرياض وبغداد الجميع  ملتفا حول الاذاعة المصرية يستمعون إلي أم كلثوم.



يفتح الستار وتطل من ورائه الساحرة بحنجرتها الذهبية فتنتفض الصالة ضجيجا ثم الصمت في حرم الجمال وسحرمن نوع خاص اداؤها يسحر كل فرد على حدة ويخلق حالة توحدا كاملا بين المسرح والجمهور  فحضورها كان ومازال يثير تنهدات البعض ودموع الآخرين.



إنه وهج امرأة فاقت حدود السيطرة في هيمنتها على الشعوب هي منارة فرعونية قلما غادرت عاصمتها فعشاقها يزحفون لسماعها شهريا بالقاهرة  حيث يركب متوسطو الحال القطار أوالباخرة ويركب آخرون الطائرة أما الفقراء فيتلاصقون حول جهاز الراديو.



 وتمر الأعوام علي رحيل ايقونة الإبداع كوكب الشرق التي رفعت بعد67 شعار الفن من أجل المجهود الحربي فلم ينته عام1970إلا وقد أودعت أم كلثوم فى الخزينة المصرية 520 ألف دولار وهو مبلغ ضخم بحسابات تلك الحقبة.

فقد كانت الست سفيرة فوق العادة مهمومة بقضايا الوطن حملت مصر في قلبها فحفظتها مصر في اغلي صفحات تاريخها كجزء اصيل من ضمير الامة رحل الجسد وسكنت بابداعها الروح والعقل والوجدان العربي الذي توحد تحت رايتها من المحيط للخليج حقا هي سيدة الغناء العربي.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط