EN 
«مدينة الموت».. «مدينة الأشباح» أصبحت هذه أسماء مدينة ووهان الصينية الخالية تماما من الأشخاص، المواصلات، وأي مظهر من مظاهر الحياة بعدما كانت من أكثر المدن زحاما حول العالم، وذك بسبب الحجر الصحي التي فرضته الحكومة الصينية فيها منذ 23 يناير الماضي ومستمر حتى الآن، بسبب فيروس كورونا التاجي القاتل.
يرصد «صدى البلد» تاريخ المدينة العريقة مصدر فيروس كورونا التاجي، وهي تقع في جمورية الصين الشعبية، وعاصمة المقاطعة هوبى، وتعد أكبر مدينة في هوبي بل والمدينة الأكثر زحاما بالسكان في وسط الصين، عدد سكانها يتخطى 11 مليون نسمة مما جعلها تحتل المرتبة التاسعة في المدن الأكثر اكتظاظا بالسكان.
جاء اسم "ووهان- Wuhan" من الأصل التاريخي للمدينة من مجموعة كلمات وهي «وتشانج Wuchang» و «هانكو Hankou» و «هانيانج- Hanyang»، وتُعرف ووهان مجتمعة باسم "مدن ووهان الثلاث"، وتقع في شرق جيانجهان، عند نقطة التقاء لـ نهر اليانجتسى ونهر هان.
الكثير من الأحداث التاريخية وقعت في المدينة العريقة، كانتفاضة واتشانج التي أدت إلى سقوط أسرة تشينج وتأسس بسببها جمهورية الصين، وكانت ووهان لفترة وجيزة خلال عام 1927 هي عاصمة الصين بعدما اختارها حينها الزعيم وانج، وأصبحت عاصمتها مجددا عام 1937 لمدة 10 أشهر فقط خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية.
تعتبر ووهان اليوم، بمثابة المركز السياسي، الاقتصادي، المالي، التجاري، الثقافي والتعليمي لوسط الصين، وتعد أيضا مركز نقل رئيسي للبلد، حيث تمر عشرات السكك الحديدية، الطرق، والطرق السريعة عبر المدينة وتتصل بالمدن الكبرى الأخرى، وذلك بسبب دورها الرئيسي في النقل الداخلي.
«شيكاغو الصينية» أطلقت مصادر أجنبية على مدينة ووهان هذا الاسم، خاصة وأن بها الممر المائي الذهبي لنهر اليانجتسي ورافده الكبير، ونهر هان الذي يقسم ووهان إلى مقاطعات ووتشانج الثلاثة، ويقع في المدينة أيضا سد للأنهار الثلاثة، ويوجد بها أكبر محطة كهرباء في العالم.
أصبحت ووهان مركزًا صناعيًا لعدة عقود، حيث تتكون من 3 مناطق تنمية، و4 مجمعات تطوير علمية وتكنولوجية، وأكثر من 350 معهدًا للأبحاث، و 1،656 مؤسسة للتكنولوجيا، واستثمارات تابعة لـ 230 شركة، ونتج عن الاستثمارات في مدينة ووهان ناتج إجمالي قدره 224 مليار دولار أمريكي في عام 2018 فقط.
ووهان هي موطن الصناعة، العلم، التعليم والاستثمار حيث يقع مقر شركة دونج فنج للسيارات، في مدينة ووهان، اما الدراسة فووهان هي عاصمة التعليم العالي، وفيها جامعة ووهان، التي احتلت المركز الثالث على المستوى المحلي في عام 2017، ويقع فيها ايضا جامعة هواتشونج للعلوم والتكنولوجيا.
صنفت منظمة اليونسكو، مدينة ووهان في عام 2017 بأنها مدينة إبداعية في مجال التصميم، بسبب الطرق ذات التصميم الرائع والمختلف.
الحجر الصحي في ووهان جعلها تغلق أبوابها في وجه راغبي العلم، الاستثمار والعمل، بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا التاجي القاتل، وذلك بسبب مزاعم بأن الوباء ظهر في سوق هوانان للمأكولات البحرية في المدينة في مقاطعة جيانجان، والذي تم إغلاقه منذ هذا الوقت، ولكن لسوء الحظ كان غادر حوالي 5 ملايين شخص المدينة قبل بدء الإغلاق، مما أثار الغضب والانتقاد للحجر الصحي المتأخر من الحكومة الصينية.
غرق المدينة يعد الخطر الأكبر الذي يواجه مدينة ووهان، وذلك بسبب كثرة الأنهار فيها، مما دفع الحكومة إلى استخدام آليات امتصاص المياه صديقة للبيئة.
