الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: حديث الذكريات

صدى البلد


بينما أنت تسير في طريق نجاحك محققا طموحك وأحلامك.... و في لحظة محورية من طريقك نحو تحقيق ذاتك فجأة وبلا سابق انذار تكتشف أن الزمان ليس زمانك وأن المكان ليس مكانك..

 والإحساس ليس إحساسك.. وأن الأشياء حولك لم تعد تشبهك.. وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك..وأنك قد أصبحت وحيدا في خضم الحياة وأنت ترى رفقاء الدرب يتساقطون من حولك ..كقبطان مركب تضرب بها الرياح والعواصف من كل جانب وسط عباب موج متلاطم لا يرحم في ظلام ليل دامس فلا تكاد تسمع بداخله غير أصوات رعد تعصف بأذنيك من كل صوب وشعاع برق يكاد يذهب بالأبصار ....!

يتساقط من حولك الكثير والكثير وأنت لا تستسلم برباطة جأش على أمل أن ترسو سفينتك على شاطئ الأمان ....ومع كل بارقة أمل نحو النجاة تدفعك الرياح مرة أخرى في معين بحر مظلم لا يرحم ....!

تتقاطع أفكاري مع قطار الزمن وتتسابق مع روحي فتصبغها بألوان مثل ألوان الشفق وقت الأصيل حين غروب الشمس....مع كل يوم أشيع فيه حبيب إلى العالم الآخر تزداد لوعتي ويشتد حنيني إلى أيام من العمر مضت في رحاب من فارقوني ....فتأخذني الذكريات وتؤرقني وتبعثر أوراق عمري وسعادتي وأراني فيها متسلقا شبح الحياة ككاهل يحمل ضرير....

ووسط هذا المعترك الكبير إذا بصوت في أعماق الروح يناديني: إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها.. 

فالموت ليس نهاية القصة ولكن بدايتها انهض من شتاتك فلا يخيفني الموت..فالموت مجهول زيفه الأحياء و تعوذوا منه لأنهم يحبون المعلوم.يحبون حياتهم التى يرونها بعين ناقصة ... 

فالأمم التي تجيد حب الموت هي من تجيد صناعة الحياة ....فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة.

 فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة ويعيشون كل تفاصيل وتضاريس الموت وهم ما زالوا على قيد الحياة .

فقد تتوقف الحياة أمام عينيك في لحظات من الحزن والانكسار وتظن أنها النهاية في حين أنها البداية ...

  فلا تحكم على نفسك بالموت حيا..