تعتبر "طلعة رجب" من العادات التي يتمسك بها العديد من المصريين، حيث تحظى بأهمية خاصة في نفوسهم بسبب كونها تقليدًا قديمًا.
وتصادف "طلعة رجب" ثاني جمعة من شهر رجب، حيث يحرص الأهالي في هذه المناسبة على زيارة المقابر وتوزيع الصدقات على الموجودين في تلك الأماكن من فقراء ومحتاجين، بالإضافة إلى المساكين والمشردين الذين قد يكونون بحاجة إلى الدعم.
حكم توزيع الصدقات عند المقابر في "طلعة رجب"
تعدُّ الصدقة من الأعمال الصالحة التي يمكن للإنسان أن يشارك بها، سواء كانت عن نفسه أو عن الميت.
وفي هذا السياق، قد يتساءل البعض عن حكم ما يُعرف بـ "طلعة رجب" التي تتضمن توزيع الصدقات في المقابر بداية كل عام هجري، وخاصة في شهر رجب.
ويتمثل هذا الفعل في زيارة المقابر في بداية هذا الشهر المبارك، حيث يقوم المسلمون بتوزيع الطعام والأموال على الفقراء والمحتاجين في تلك الأماكن.
أوضحت دار الإفتاء في فتوى لها أن توزيع الصدقات عن الميت هو أمر جائز ومستحب شرعًا، وأن الثواب يصل إلى الميت سواء تم التصدق عليه في شهر رجب أو في غيره من شهور السنة.
وأشارت إلى أن التصدق في هذه الأوقات المباركة، مثل شهر رجب، يمكن أن يكتسب أجرًا أكبر نظراً لفضل هذه الأيام.
لذلك، لا حرج في توزيع الصدقات عند المقابر أو في أي مكان آخر يتجمع فيه الفقراء والمحتاجون، بشرط أن يتم مراعاة بعض الضوابط الشرعية.
ومن الضروري أن يتم الالتزام بآداب زيارة القبور، مثل عدم رفع الصوت أو التصرفات التي قد تؤدي إلى الإساءة للمكان أو لأرواح الأموات.
كما يجب أخذ الحيطة فيما يتعلق بالمعايير الصحية عند توزيع الطعام والشراب، لضمان سلامة الجميع ومنع انتشار الأمراض.
وعليه، يظل هذا الفعل من الأفعال الطيبة التي يمكن أن تعود بالخير على الميت وعلى المجتمع في نفس الوقت.
أسماء شهر رجب
قالت دار الإفتاء المصرية، إن أسماء شهر رجب تعددت ، فورد منها ما يقرب من 18 إسمًا، حيث إن شهر رجب هو من الأشهر الأربعة الحُرم.
واستندت لقوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [التوبة : 36]، والأربعة الحُرم ثلاثة منها متواليات: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، والفرد هو شهر رجب.
وأوضحت “ الإفتاء ” في مسألة ماهي أسماء شهر رجب ؟، أن العرب كانت في قديم الزمان يعظمون هذا الشهر، فكان تعظيمُ الشهرِ الحرامِ أمرًا متوارَثًا لدى أهلِ الجاهليّةِ قبلَ الإسلام؛ يكفُّون فيه عن سفكِ الدَّمِ الحرامِ، وعن الأخذِ بالثّأرِ والانتقامِ؛ ولذا لقب بأسماء كثيرة أحصاها العلماء بثمانية عشرة اسمًا.
ونبهت إلى أن من أسماء شهر رجب ، أنه شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصل الأسنة، والأصم، والأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وحُرم، والمعشعش، ومبريء، وفرد، وذكر غيره: أن له سبعة عشر اسما فزاد: رجم بالميم، ومنصل الآلة، وهي الحربة ومنزع الأسنة.



