الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبو يوم القيامة.. قصة المكان الوحيد لإنقاذ البشر من حرب نهاية العالم

«قبو سفالبارد» العالمي
«قبو سفالبارد» العالمي للبذور

 حرب عالمية ثالثة، حرب نووية، حرب بكتريولوجية وغيرها من تكهنات مخيفة لنهاية قريبة قد تحل بسكان العالم، ولكن ماذا سيحدث إذا نشبت بالفعل حرب النهاية وظل مجموعة من البشر على قيد الحياة، ماذا يأكلون وكيف سيعيشون بعدما يتدمر العالم بالكامل !

يبدو أن النرويج قد اتخذت احتياطاتها لهذا اليوم، من خلال بنك كامل لكل البذور النباتية، ويسمى «قبو سفالبارد» العالمي للبذور، وترجع بدايته إلى تشجيع الحكومة لهذه الفكرة لحماية بذورها لهذه اللحظة، حيث يمكن أن تتاح منه الحياة النباتية على الأرض من جديد.

هذا المخبأ ويطلق عليه أيضا «قبو يوم القيامة» يوجد في مخبأ شبيه بالقلعة في النرويج، ويطلق عليه اسم "Doomsday Vault" ويخزن فيه ما يقرب من مليون عينة من بذور المحاصيل الغذائية، بهدف حماية والحفاظ على الحياة النباتية لمستقبل مجهول على وشك الحدوث.

الحكومة النرويجية هي صاحبة فكرة مخزن البذور، استعدادا حالة حدوث أزمات في المستقبل مثل الحروب، الكوارث، أو تغير المناخ، لتصبح هذه البذور بمثابة بوليصة تأمين على الحياة.

 وتعد قبيلة الشيروكي أكبر قبيلة معترف بها في الولايات المتحدة، أول قبيلة تودع بذور خاصة بها قبو سفالبارد للحفاظ عليها.

وتستعد القبيلة التي تضم أكثر من 370 ألف مواطن في جميع أنحاء العالم، لإيداع أصناف جديدة من البذور، منها البذور التقليدية التي استخدمت على مر أجيال، وبذور يرجع تاريخها إلى ما قبل الولايات المتحدة، وكأن القبيلة تحافظ على قطعة من ثقافتها إلى الأبد وللكثير من الأجيال التي بعدها.

«قبو سفالبارد» ليس مخزن البذور الوحيد في العالم، فيوجد الآلاف من بنوك البذور وبنوك الجينات في العالم، ولكن سفالبارد هو الأكثر أمانا وتنوعا، حيث يضم بذور لمحاصيل مختلفة من كل بلد تقريبا في العالم، ويضم القدرة على تخزين 2 مليار ونصف مليار نوع من الذور في آن واحد.

يقع «قبو سفالبارد» العالمي للبذور في الجزيرة النرويجية سبتسبرجن بالقرب من بلدة لونجياربيين في أرخبيل سفالبارد في القطب الشمالي النائي، على بعد حوالى 1313 كلم من القطب الشمالي، وهو عبارة عن كهف تحت الأرض يضم مجموعة متنوعة من البذور، وقبو البذور هو محاولة للتأمين ضد فقدان البذور حول العالم خلال الأزمات الإقليمية أو العالمية، ويتم إدارة قبو البذور وفقا لشروط منصوص عليها في اتفاق ثلاثي بين الحكومة النرويجية ومركز الموارد الوراثية لدول الشمال.

مولت الحكومة النرويجية قبو البذور بحوالي 45 مليون كرونة نرويجية أي ما يقرب من 9 ملايين دولار، منذ افتتاح القبو، وتم فتح القبو في عام 2016 لإخراج حبوب نباتات كانت قد تأثرت بالحرب الأهلية السورية واندثرت.

رغم تبني الحكومة المشروع باعتباره غير قابل للتدمير لأنه عبارة عن كهف في منطقة جليدية نائية، إلا أن التهديدات التي يتعرض لها كوكب الأرض من تغيير في مناخ واحتباس حراري، قد تؤثر على مستقبل القبو من خلال ذوبان الجليد بالقبو وإغراقه بالمياه.