الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء علي تكتب: قتل باسم الدين والعادات

صدى البلد

باسم العفة والدين والشرف والعادات والتقاليد يقتلون بناتهم بتقطيع أجسادهن؛ أنهم يلصقون معتقداتهم القديمة البالية بالدين ولكن الأديان بريئة من القتل والتشويه؛ فهو نوع من أنواع العنف الذى تتعرض له الإناث فى المجتمعات النامية المتخلفة ومن أكثر أنواع الاعتداء على حقوقها الإنسانية والنفسية أنه ختان الإناث.

فالعفة هى تربية الإنسان على الرضاء بما فى يده والكف عن ما فى أيدى الآخرين وحسن اختيار الأصدقاء فالصحبة لها أثر كبير على الإنسان سواء بالإيجاب أو بالسلب فكما يقولون فى المثل الشعبى (الصاحب ساحب)؛ وليست العفة بتشويه وتقطيع جزء من الجسد؛ وإهانة نفسية للبنت وكرامتها إنما العفة بالتربية السوية الحسنة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية يعرف ختان الإناث  بأنه: "انتهاك لحق من حقوق الإنسان، وتشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية سواء تلك التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية (استئصال البظر أو الشفرين- طية الجلد المحيطة بالمهبل) بشكل جزئي أو تام أو إلحاق إصابات أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج. هذه المُمارسة التي تختبرها أكثر من 200 مليون فتاة حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

لو بحثنا فى الأسباب التى تؤدى إلى  توتر العلاقات الزوجية والى حالات الطلاق أو الخيانة التى لا حصر لها سوف نجد ان من اهمها هو ختان الإناث وذلك لأن من أهم أضراره هو عدم إحساس المرأة بالمتعة الجنسية أثناء عملية الجماع لأن الجزء المقطوع يحتوى على نهايات عصبية مسئولة عن إرسال واستقبال الإشارات من المخ إلى العضو الجنسي؛ كما أن الاستثارات الجنسية تحدث فى المخ وليس فى الأعضاء الجنسية فلا علاقة بقطع ذلك الجزء من الجسم بالرغبة الجنسية كما أنه يتسبب فى آلام أثناء ممارسة الجنس وهذا جانب آخر لأضرار الختان.

ومن دفتر وفيات ختان البنات نذكر الطفلة بدور والتى توفت منذ إحدى عشر سنة إثر عملية ختان اصطحبتها خلالها والدتها إلى الطبيب وتوفت بعد دقائق من أخذ المخدر؛ ذلك لأن جسمها الضعيف لم يتحمله؛ وكذلك سهير التى لم تبلغ من العمر الخامسة عشر راحت ضحية جهل وتعنت مجتمع مريض نفسيا وقوانين ضعيفة لم تنصف تلك البنات الأبرياء اللاتى كل ذنبهن أنهن إناث عاجزات عن حماية أنفسهن.

صنفت منظمة اليونيسيف مصر الأولى عالميا فى ختان الإناث؛ حيث وصلت عمليات الختان عام 2015 الى 82% ووفقا لما أوضحه تقرير الأمم المتحدة بلغ عدد السيدات اللاتى تعانين من الختان حوالى 90% من نساء مصر؛ وفى نفس العام وصلت حالات الطلاق إلى 12500 حالة على مستوى الجمهورية؛ وتم نظر 4000 دعوى طلاق خلال عام 2016 بسبب سوء حياتهن الزوجية جراء عملية الختان.

ليتنا نترك العادات القديمة التى هدمت حياة الكثير من الأسر وشردت الكثير والكثير من الأطفال وتسببت فى تفكك مجتمع بكامله.