الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهير من بلدنا..العقيد لطفي العكاوي ابن العريش.. مناضل من طراز خاص

عقيد شرطة لطفى مصطفي
عقيد شرطة لطفى مصطفي العكاوى

يعد المناضل العظيم ابن سيناء عقيد شرطة لطفى مصطفي العكاوى ، من مواليد مدينة العريش عام 1918م شمال سيناء .

والتحق بالعمل فى جهاز الشرطة كفرد وعمره سبعة عشر عاما واستمر فى الترقى برتبها حتى عمل مأمورا لنقطة شرطة « إيلات » والتى كانت تعرف باسم « أم الرشاش ».

وامتدت فترة خدمته داخل حدود فلسطين إلى نحو عشرين سنة ، ثم انضم للعمل مع القيادة المصرية أصبحت لها السلطة على قطاع غزة 1948 واستمر فى أداء مهامه هذه كقائد لقوات الشرطة.

واشرف على عمليات تجنيد الفدائيين وقاتل اسرائيل،  فاطلقت عليه رئيسه وزراء اسرائيل لقب الفارس الاحمر ولم تتمكن اسرائيل من النيل منه .

"الفارس الأحمر" اسم أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي على العقيد البطل لطفي مصطفى العكاوي، الذي كبد اليهود خسائر باهظة في قلب تل أبيب منذ أن وطأت قدمه أرض فلسطين.

"العكاوي" يعرفه الكثير من رجال المقاومة الفلسطينية وأهالي غزة،  أنه ليس فلسطيني الجنسية، بل مصري 100%، وجاء ليناضل في فلسطين ضد المحتل الإسرائيلي، ليسجل اسمه ضمن العديد من المصريين الذين ضحوا بحياتهم لتحرير أرض فلسطين من العدو الإسرائيلي المحتل.

وولد مصطفى لطفي العكاوي في مدينة العريش عام 1918 لعائلة مصرية، والتحق للعمل بجهاز الشرطة كفرد وهو في الـ 17 من عمره، واستمر في الترقي حتى وصل إلى مأمور لنقطة شرطة "إيلات" برتبة عقيد، والتي كانت تعرف باسم "أم الرشراش".

وامتدت فترة الخدمة التي قضاها لطفي العكاوي داخل حدود فلسطين إلى نحو 20 عامًا، وتذكر الوثائق أنه انضم للعمل مع القيادة المصرية بعد أن أصبحت لها السلطة على قطاع غزة عام 1948، واستمر في أداء مهامه كقائد لقوات الشرطة بقطاع غزة.

وفي أواخر عام 1954 بعد توالي هجمات العدو الإسرائيلي وتخريبه للأراضي الفلسطينية ، حيث قررت مصر تشكيل تنظيم للفدائيين، فأرسلت واحدا من أهم رجالاتها هو العقيد "مصطفى حافظ"، وهو من اشتهر بعد ذلك في ملفات الاستخبارات باسم "رجل الظل"، ليقوم بإنشاء هذه التنظيمات والخلايا التي استهدفت عمق العدو الصهيوني.

 ونجحت في تكبيده خسائر موجعة جعلت من حكومة الصهاينة تضحي بمئات الآلاف من الجنيهات لنيل رقبته هو ومعاونيه خاصة ذراعه الأيمن والمسئول عن العمل الميداني والتنفيذي العقيد "لطفي العكاوي"، وهو من استعان به العقيد "مصطفى حافظ" ليقوم بعمليات تجنيد الفدائيين وتدريبهم والقيام بالعمليات الفدائية داخل عمق الكيان الصهيوني.

واستطاع "رجل الظل" العقيد مصطفى حافظ، و"الفارس الأحمر" العقيد لطفي العكاوي لسنوات وسنوات في بث الرعب داخل صفوف الإسرائيليين، وسجلت ملفات المخابرات العامة المصرية والتي كانت لا تزال في مهد تكوينها الكثير من العمليات التي نجح "لطفي العكاوي" في تنفيذها، بداية من عمليات زراعة العبوات الناسفة وتفخيخ الطرق لمسافات تراوحت إلى ما بين 20 إلى 40 كم داخل مستعمرات العدو الصهيوني، وحتى عمليات استهداف وخطف الجواسيس المتعاملين مع هذا الكيان الغاشم.

وفي عام 1956 شنت القوات الإسرائيلية حملة ضارية استهدفت القبض على "العكاوي" أو تصفيته بعد أن فشلت مؤامراتهم في قتله ، حتى أنهم حاولوا استهدافه من خلال عملية اغتيال استخدم فيها عميل مزدوج هو "سليمان الطلاع" أو ما تشير إليه ملفات المخابرات باسم "طلالقة"، والذي لا يزال حيًا حتى الآن ويعيش بقطاع غزة، لكن العملية باءت بالفشل الذريع، حيث لم يتحقق هدفها، لكنها أدت إلى استشهاد العقيد "مصطفى حافظ" وبعض معاونيه الآخرين.

من بطولاته كان هناك خط سكة حديد يربط بين مصر وقطاع غزة يمر عليه قطار للبضائع ينقل المؤن والذخائر إلى أهل القطاع، وقد سعى العدو الصهيوني لتدمير هذا الخط، لكن "لطفي العكاوي" ورجاله استطاعوا تأمينه، بل واستخدموا أسلوب "عربة الكشف" تسير قبل القطار يركبها هو وزملاؤه لتبين إذا ما كان هناك أي ألغام أو عبوات ناسفة على الخط الحديدي.

استمر عمله ونضاله في قطاع غزة حتى قامت حرب 67.  وشارك وأدار أول عمليات فدائية عديدة بعد نكسة 67، وأهمها العملية التي هزت الجيش الإسرائيلي والتي عرفت باسم "عملية موقف الأتوبيسات تل أبيب"، والتي قتل فيها 8 من الإسرائيليين.

عاد "العكاوي" إلى العريش بعد تحرير سيناء وشهد رجوع كل شبر من الأراضي المصرية، وبعدها أقعده المرض الذي حال دون استكمال كفاحه، وتوفي في عام 1997، ودفن في موطنه بالعريش التي لا يزال يسكنها زوجته وابنه.
اقرأ أيضا: