الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"السير" المحارب!


كان لا بد من مبادرة الأشقاء فى الإمارات لإنصاف ودعم طبيب القلوب الإنسان مجدى يعقوب ليتحول مشروعه العظيم إلى كيان وتنمو الفكرة إلى ثمرة .. وكان لا بد أن تأتى المساعدة الكبرى والسخاء المادى من أبناء "زايد" ليجرى ضخ أموال التبرعات والإسهامات فى أنبوبة "مركز القلب" بأسوان وينتصر الدكتور يعقوب فى معركته النبيلة ضد المرض ومحترفى الهدم معا!.

وكان لا بد من احتفال ضخم ومبهر يتلقى فيه ابن النيل البار التكريم والحفاوة بمنحه وشاح "العمل الإنسانى" فى دبى أمام العالم أجمع لتنهال أثناء الحدث ملايين النجوم ورجال الأعمال المصريين على مشروع "يعقوب" الذى عانى سنوات من الأهمال والتقصير والتجاهل باستثناء قلة من شرفاء الوطن الذين آمنوا بصبر وجلد وقيمة "السير" العالمى .. وكان لا بد أيضا من تبنى الأسرة الحاكمة فى الإمارات بوعيها السياسى ورؤيتها الإنسانية الذكية الموروثة أبا عن جد لصِرح "يعقوب" الطبى أملا فى إنقاذ ملايين القلوب المريضة مجانا وبما يخدم رسالة الطب السامية، وسرعان ما تم تكليف المصمم العالمى نورمان فوستر بتصميم وإنشاء المستشفى الجديد فى أكتوبر  طاما حضرت "ملايين الدراهم" الإماراتية على مائدة العطاء!.

هكذا تُدار الأمور والمشروعات فى بلادنا بكل ما تملكه من مواهب وموارد وإمكانيات مادية وبشرية وشخصيات عامة تتمتع بالثقافة والعمق والمواقف الإنسانية .. فكثيرا ما تعالت الأصوات ونداءات وإعلانات الإعلام تطالب بالالتفاف حول "مشروع يعقوب" لرعايته من الدولة وحمايته من منطق التسول واستجداء الجيوب .. وبلغت سمعة "يعقوب" وتلاميذه الأوساط العالمية الرفيعة إلى حد الاعتراف بعظمة إنجازهم فى مركز أسوان والذى يفوق أكبر وأشهر المراكز الطبية فى كل مكان على مستوى المهنية والنظافة والنظام وكفاءة الكوادر .. وعلى الرغم من ذلك، تلكأت الأموال كالسلحفاة .. وصمت الأثرياء ووجهاء المجتمع عن تطوير المشروع أو على الأقل المساهمة البسيطة فى تنشيط حركته بنسبة معقولة من ثرواتهم الطائلة .. واكتفى نجوم الرياضة والفن والإعلام بالمديح والإطراء لمجهود "يعقوب" وأبنائه وفضلوا المشاركة فى عدة دقائق أمام الشاشة لتسويق "لعبة التبرعات" من أموال البسطاء والفقراء ومحدودى الدخل، بينما تشكيل فريق من هؤلاء النخبة كفيل بمفرده باحتضان ودعم هذا المركز المحترم من واقع أجورهم الفلكية والأرقام الضخمة التى يتقاضونها ولايمكن إنكارها أو التضليل بشأنها!.

فقط انتبهنا لبذرة "يعقوب" عندما تحرك أشقاؤنا فى الخليج لرى البذرة قبل أن تذبل ويقتلها غياب الضمير وروح البناء .. وإذا كان البروفيسور المصرى المهذب قد عثر على من يسانده ويعضد حلمه، فثمة نماذج أخرى تحفر فى الصخر لغرس قيم العطاء والتضحية بعلمها وخبرتها وعرقها وصحتها من أجل أى جسد عليل .. واقرءوا عن الدكتور محمد مشالى فى طنطا وعيادته المجانية للفقراء وهو فى الثمانين من عمره .. واذهبوا إلى مركز الكلى العالمى بالمنصورة تحت قيادة العبقرى محمد غنيم .. وتجولوا فى القرى والنجوع لتعيشوا كفاح أطباء مهرة "بنى آدمين" يقبلون الأجر الرمزى مقابل بسمة شفاء على وجه صغير، ونظرة راحة فى عينى شيخ كبير!.

"مليون" شكرا لأولاد "زايد" على كل خير من نصيب مصر عشقهم الأول والأخير .. وسنعيش يوما نرى هذا العشق "العملى" من أولادنا ونجومنا، وسأظل على ثقة ويقين بمجئ هذا اليوم لإحياء أعظم المشروعات التى يحارب أصحابها ليلا نهارا لإرسائها .. وما أنبلها وأكرمها من حرب تستحق المثابرة والإصرار .. وقمة الرعاية من الجميع!.      

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط