الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأخطر من "كورونا"!


اختلفت كثيرا مع معالى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد فى أكثر من واقعة وانتقدت أسلوبها فى عدة مناسبات حرصا على سمعة وكبرياء القطاع الطبى فى بلدنا المنكوب صحيا .. وتلقت "معالى الوزيرة" سيلا من السهام على مشاهد مخجلة تملأ مراكزنا الصحية ومستشفياتنا الحكومية .. وغضب منها مئات الأسر والحالات الحرجة عى قوائم الانتظار عندما تخلت عن مدير معهد القلب "الإنسان" فى معركته لمحاربة الإهمال والتقصير بحق المرضى المظلومين!.

أما وقت الأزمات العصيبة فلا مجال للنقد الجارح أو السخرية اللاذعة من أى مسئول فى أى موقع .. ولن يجدى على الإطلاق أن تتحول الوزيرة إلى مادة للتهكم والاستهزاء بإجراءات مكافحة فيروس فتاك مثل "كورونا" بينما الوضع يقتضى تكاتف الجميع والتفاف المواطنين مع المسئولين حول هدف حماية الدولة من مخاطر اختراق الفيروس وانتشاره فى ربوع البلاد بعد أن اجتاح العالم ونجح فى التحور ليصيب الملايين ويهدد الحياة!.

هذه المرة تعاطفت مع الوزيرة لاعتبارت تتعلق بعمق المسئولية الجسيمة على عاتقها وعبء المواجهة الذى يحملها طاقة وأمانة فى عنقها لإنقاذ مصر من شبح "كورونا" المخيف .. ولم أحترم احتلال صورها بالكمامة لمواقع التواصل الاجتماعى وتدفق التعليقات الساخرة و"الإيفيهات" الضاحكة فى موقف يستدعى الجدية والالتزام، ولا يحتمل المرح أو المزاح!.

وعندما قررت الوزيرة السفر إلى الصين فى عنفوان أزمة انتشار الوباء، كان الأحرى بنا السؤال عن أسباب الرحلة إلى مركز الداء، قبل الانخراط فى استنتاجات ساذجة أو تحليلات تُحقِّر من الزيارة .. فمن المدهش أن تبادر "زايد" بالسفر وبتعليمات من الرئاسة فى هذا التوقيت، بما يعنى أن المهمة على جانب كبير من الأهمية وقد تحمل فرصا للنجاة واحتواء الأزمة .. وإذا كانت معالى الوزيرة قد تحلَّت بالشجاعة وتحدت الوباء، فيجب أن تعلن فى شفافية ووضوح ما تمخضت عنه الزيارة وتكشف للرأى العام نتائج لقاءاتها بالمسئولين الصينيين وصيغة التعاون للتوصل إلى علاج أو مصل يلبى آمال شعوب العالم ويبعث لديهم الاطمئنان والسلام .. والصراحة فى مثل هذه المواقف واجب وطنى وفرض عين دون الاكتفاء بتصدير ثقافة أن مصر محروسة ومذكورة فى القرآن والرب يرعاها .. ومن يتبع أصول العلم وأبجديات الوقاية هو فقط من ينتصر على أى "طاعون" ويقهر أى فيروس!.

نحن فى انتظار حديث "معالى الوزيرة" عن أساليب الحماية والاستراتيجية الطبية السليمة فى الحرب ضد "كورونا" .. ونريد فريقا من العلماء والباحثين المصريين قادرا على ابتكار العلاج الناجع والتعامل السريع مع الأزمات .. وأى مظاهر استهزاء واستهانة بالمسئولين أو تقصير وتعتيم من أصحاب القرار لن تسفر عن حلول، وستضعنا دائما فى حالة تراجع وانهيار وصولا إلى الخسارة الكبرى .. وكلنا فى قارب واحد وعلى قلب واحد، وما يحدث من حولنا، وعلى المنصات الإلكترونية والإعلامية لهو أشد خطرا وخوفا من "كورونا" ذاته!.       
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط