الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجارة كورونا السوداء.. بيع دم مريض على موقع مشبوه وكمامات بـ 10 أضعاف ثمنها

شخص يرتدي كمامة
شخص يرتدي كمامة

«10 كمامات عمليات بـ 370 جنيها»، «4كمامات 3M بـ 600 جنيه»، «6 كمامات N95 بـ 2800 جنيه، وهي نفسها على موقع آخر بـ 1900 جنيه»، وغيرها من عروض التسوق الإلكتروني بأسعار متفاوتة لبيع أقنعة الوجه «الكمامات» التي انتشر استخدامها في مصر، مثلها كباقي دول العالم التي عملت على توفيرها بأعداد هائلة كتدبير احترازي من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، ولكن المثير هو استغلال المخاوف لتحقيق البعض لأرباح من خلال تجارة طبية غير مشروعة إما في الكمامات أو غيرها.

مخزون كمامات مستقبلي
قبل 13 عاما اتخذت كندا قرارا احتياطيا بتخزين كميات هائلة من أقنعة الوجه «الكمامات» على حساب غيرها من الدول، وصلت إلى حوالي 55 مليون قناع وغيرها من المعدات الطبية، وكان ذلك في أعقاب تفشي مرض السارس في العالم، وكان تخزينها لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية خوفا من الوباء المستقبلي.

مرت الاعوام دون استخدام هذه الأقنعة، حتى انتهت صلاحيتها في المخازن، ورغم مرور عدة أعوام عليها ومن المقرر التخلص منها، إلا أن مسئولي الصحة العامة أجازوا استخدامها وهي منتهية الصلاحية في حالة تفشي فيروس كورونا، خاصة خلال نقص الإمدادات الوقائية مثل الأقنعة.

نقص حاد
على الرغم من امتلاك كندا مخزونا فيدراليا من المعدات الوقائية منتهية الصلاحية، فإن عدة دول أخرى تفتقر وجودها من الأساس، كالولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك 12 مليون "كمامة"، ولكنها لن تكفي فهي بحاجة إلى 300 مليون قناع واقي، فضلا عن اتخاذ عدة دول إجراءات احترازية كمنع تصدير الأقنعة الطبية مثل قرار ألمانيا وكوريا الجنوبية بحظر تصديرها وقد تفكر الولايات المتحدة في فرض قيود مماثلة.

قلق وذعر البشر حول العالم، كان سببا للبعض في استغلال الموقف واقتحام المعدات الوقائية السوق السوداء، حيث احتكر بعض المدنيين شراء اللوازم الطبية ومنها الكمامات وعدم توفيرها بالأسواق للاستفادة بعد نقصها في السوق من بيعها بـ أضعاف أضعاف ثمنها الأصلي.

ولكن بحسب مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية فقد طالبوا بالتوقف عن شراء أقنعة الصحة الاحترازية إلا إذا كانوا مرضى بالفعل، أما التهافت على شرائها واستخدامها لن يزيد إلا أرباح الشركات المصنعة، بحسب ما ذكر في صحيفة واشنطن بوست.

تجارة الدم الملوث
لم يقتصر استغلال فيروس كورونا في السوق السوداء على الكمامات فقط، بل لما هو أسوأ، ففي الوقت الذي يسعي فيه العالم لوقف نشر الفيروس أو إيجاد علاج له، يعرض بعض المصابين بفيروس كورونا دمائهم للبيع على مواقع الإنترنت السوداء «ديب ويب» لأعلى سعر، وكأن انتشار الفيروس أصبح هدفا للبعض.

ويقول محمد عبدالتواب استشاري الصحة النفسية لـ «صدى البلد» إن بعض النفوس المريضة تستغل أوقات الكوارث الطبيعية لتحقيق أرباحها الخاصة، مضيفا أن هذا يرجع إلى صفات الجشع والشر، فمقابل مبلغ من المال يدمر شخص بشرية بأكملها كالذي يعرض دماءه للبيع، مستنكرا هذا التصرف فلو كان قد عرضه للدراسة لما اختار موقعًا مشبوهًا.

فضلاً عن هوس الكمامات الذي أصاب الجميع حول العالم وجعل نوعا منها يصل إلى أعلى أسعار، وهو قناع الوجه N95، فما سر التهافت عليه ؟

يُعد قناع الوجه من أكثر الأنواع شيوعا بين الأنواع السبعة التي تصدر، ويقوم هذا المنتج بتصفية ما لا يقل عن 95% من الجزيئات المحمولة بالهوائ، ولكنه لا يقاوم المواد الدهنية أو الزيوت، ويزداد التهافت عليه أيضا لأن نظيره من أقنعة الوجه الجراحية فهي غير ملائمة لأن ارتدائها يعمل على حماية المريض فقط من الجو المحيط به وما فيه من انبعاثات الجهاز التنفسي.

ولكن استخدام الكمامة بطريقة خاطئة يلغي الهدف الأساسي منها وهو الحماية والوقاية على حد وصف د. حسام محمد استشاري جراحة عامة لـ «صدى البلد»، متابعا أنه يجب عند ارتدائها عدم لمسها باليدين والتحكم فيها من خلال أطرافها فقط، وكذلك عند خلعها، ويجب أن تكون معقمة، وهذا عكس الكمامات المتداولة على مواقع إلكترونية للبيع لعلامات تجارية مجهولة المصدر وربما تفتقر التعقيم المطلوب فيصبح ارتدائها سببا للإصابة بالأمراض بشكل أكبر.

اما بيع المنتجات على الإنترنت خاصة الطبية يعد وسيلة غير مضمونة المصدر، خاصة أن بعض المنتجات يسهل تزوير بياناتها وادعاء أنها مستوردة، ويقول أحمد محمد بائع تجزئة على أحد المواقع الإلكترونية بمصر، أنها تسمح بنشر المنتجات على مواقعها وتتحقق من أنها غير مقلدة ولكن مواقع أخرى غير رسمية لا تتحقق من دقة البيانات أو مصدر المنتج وصلاحيته خاصة إذا كان منتجا طبيا.