الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر السيسي وفن إدارة الأزمة


رغم ضخامة الحدث ورغم أنه الأول من نوعه الذي يمر علي مصر منذ زمن بعيد ورغم الظروف الأخري الصعبة التي تشغل الرأي العام المصري ورغم ضعف الإمكانيات وحالة البنية التحتية الخاصة بتصريف مياه الأمطار والتي تعتبر غير موجودة في ٩٠٪ من مدن مصر، فقد نجحت الدولة المصرية لأول مرة في إدارة هذه الأزمة بإقتدار وبمنتهي الشفافية والتفاعل المنظم بين المؤسسات التنفيذية للدولة وبين المواطنين بدءا من دولة رئيس الوزراء المهندس مصطفي مدبولي الذي أعلن يوم الأربعاء عن منح أجازه مدفوعة الأجر لكل العاملين بالقطاع العام والخاص وقطاع الأعمال. 

هذا الإجراء الذي جنب الدولة الكثير من الخسائر والذي بدوره أعطي فرصة كبيرة للمؤسسات التنفيذية والخدمية والمحليات أن تتحرك بسهولة كبيرة نتيجة لخلو الشوارع نسبيا من الزحام الطبيعي.

مرورا بتعامل مؤسسات الدولة مع الأزمة بمنتهي الشفافية والتواصل الإعلامي السريع لنشر الأخبار الصحيحة لعدم إعطاء الفرصة للشائعات ومروجيها. 

وأيضا التعامل السريع مع الأزمات التي تم رصدها علي مدار اليوم. وأيضا تكريس كل إمكانيات المحليات والمؤسسات الخدمية لرفع مياه الأمطار الغزيره وفتح الطرقات وتسهيل المرور بالتعاون مع رجال جهاز الشرطة المخلصين الذي قاموا بدور عظيم في نشر الأمن والأمان والانتشار الأمني السريع علي مستوي الجمهورية بل وأكثر من ذلك فقد شارك رجال الشرطة في إنقاذ بعض العالقين في الطرق عن طريق إنقاذهم ونقلهم بسيارات النجدة والشرطة الحديثة الموجودة في الشوارع منذ صباح يوم الخميس. 

وأيضا الحفاظ علي الأمن في جميع أنحاء الجمهورية وخصوصا مع قطع الكهرباء عن قطاع كبير من شوارع مصر لتجنب حدوث ماس كهربائي والذي بدوره يسهل الجريمة لكل خارج عن القانون. وأعتقد أن هذا الموقف لو كان في أي دوله في العالم لزادت نسبة ارتكاب الجريمة بصورة كبيرة ولكن في مصر الوضع مختلف فهناك شعب متحضر واعي يعشق بلده وجهاز أمني يفرض السيطرة الأمنية في كل الظروف. وأيضا لأول مرة نري بأعيننا كبار المسؤولين في الشارع ووسط الجماهير لتحفيز رجالهم ولإعطاء الأوامر السريعة بناء علي الموقف الفعلي وعدم الاعتماد علي نقل الأخبار عن طريق رجالهم أو وسائل الإعلام.

فقد رأينا وزير النقل ووزير الإسكان والسيد وزير الإدارة المحلية وغيرهم من الوزراء وكبار المسؤولين من المحافظين ونواب المحافظين كل في موقعه والمشاركة في تنفيذ الأعمال المطلوبة بنفسهم فنري نائب محافظ يقف علي سيارة شفط مياه في محافظة بني سويف ونري نائبة محافظ الجيزة توزع الوجبات السريعة علي العاملين في شفط مياه الأمطار ونري غيرهم في المواقع المختلفة.

وفوق كل هذا نري فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه يتابع الموقف عن طريق غرفة عمليات رئاسة الجمهورية ويعطي أوامره بتذليل كل المعوقات للتعامل السريع مع الأزمة وعندما تطلب الأمر نزول جيش مصر العظيم عمود الخيمة القوي للمساعدة في إدارة الأزمة لم يتأخر كعادته ونزل رجال قواتنا المسلحة بإمكاناتها الضخمة في الأسلحة الخدمية المختلفة كسلاح الأشغال العسكرية وسلاح المهندسين والمهمات وغيرهم من القطاعات التي نستطيع التحرك بسرعة للمساعدة في إدارة الأزمة بل وأكثر من ذلك تم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بمنتهي الإيجابية والتعامل مع الحالات المنشورة التي يثبت صحتها بمنتهي الجدية والسرعة. 

وقد أثبت الشعب المصري من جانبه أنه يقدر ويحترم هذا المجهود العظيم ولكن ليس بالشكر النظري ولكن عن طريق المساعدة ومحاولة تقديم كل الإمكانات التي يملكها من أجل مرور الأزمة بدون خسائر كبيرة وإنتابتني سعادة غامرة عندما وجدت كنائس ومساجد مصر تفتح أبوابها لإستقبال المواطنين العالقين بالشوارع والمواطنين والأطفال بدون ملجأ وتقديم الطعام لهم بغض النظر عن ديانتهم فكلنا مصريين أخوه مواطنين نعيش علي هذه الأرض الطاهرة. 

إنها مرحلة جديدة في تاريخ مصر نستطيع أن نسميها مرحلة (مصر السيسي) الذي يرسخ كل المعاني السامية وينشر كل الأخلاق والمبادئ المصرية الأصيلة التي تربينا عليها وتم اختراقها في العقود الأخيرة لتجريف الشخصية المصرية العصية علي أي مخطط تخريبي يتم وضعه لسقوط هذا البلد العظيم الذي لن يسقط أبدا بفضل رعاية الله له وبفضل قيادته السياسية ومؤسساته العسكرية والمدنية وبفضل شعبه العظيم الذي انتفض وأزاح التراب عنه ليعود إلي طبيعته الأبيه المعتدله الوطنية المنتمية لكل ذره من تراب هذا الوطن.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط