الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل مرعبة.. قصة طبيب غامر بحياته من أجل إنقاذ المصابين بفيروس كورونا

طبيب الاقصر يرافق
طبيب الاقصر يرافق مصابين بفيروس كورونا

كما عرف الطب بأنه مهنة سامية لا يتخلى الطبيب عن المريض مهما كانت المخاطرة.. القسم برعاية المرضى أول أهدافهم فهم ملائكة الرحمة .. انطبق ذلك على طبيب الأقصر عبد الستار بكري الذي خاطر بحياته ليرافق مصابي كورونا من طاقم الباخرة السياحي إلى مستشفى العزل بمطروح لتسليمهم.


"سافر أنت معاهم" هكذا جاءت الجملة التي سقطت كالصاعقة علي نائب مدير المستشفيات بالأقصر بكرى عبد الستار عقب اكتشافهم حالات ايجابية مصابة بـ فيروس كورونا على متن الباخرة السياحية وكان لابد من نقل الحالات بطائرة عسكرية لمستشفى العزل بمطروح واستوجب نقل الحالات مرافقه أحد الأطباء على الطائرة.


في الوقت الذي يهرب فيه بعض الأطباء خوفا من كورونا يواجه آخرون أنه اصبح حقيقة على أرض الواقع سيتحول إلى وباء إذا لم يتم التعامل معه، هكذا كانت شجاعة طبيب الأقصر لمرافقة 34 مصاب بكورونا.


" كان موقف صعب رغم أنني طبيب من الطب العلاج وليس الوقائي " هكذا بدا طبيب الأقصر بكرى عبد الستار حديثه ليسرد ليلة طويلة بدأتعندما تلقت غرفة عمليات مديرية الصحة بالأقصر إخطارا بتواجد باخرة على متنها 12 مصابا بفيروس " كورونا" المستجد ويجب التعامل معهم وعلى الفور انطلق جميع الأطباء سواء أطباء الطب الوقائي والطب العلاجي للحد من انتشار المرض موضحا أنه تم التعامل مع الباخرة من قبل الطب الوقائي وباقي الأطباء قاموا بعمل مسح لتسع بواخر سياحية مخالطة لنزلاء الباخرة المصابة.


" العينات جاءت ايجابية " هكذا كانت المفاجأة للأطباء بأنه ثبث إيجابية لـ 34 حالة وسلبية لـ11 حالة فكان القرار بضرورة نقل المصابين إلى مستشفى مرسى مطروح وبعد تجهيز سيارات الاسعاف والطائرة الحربية لنقل المصابين كان هناك قرار يجب مرافقة طبيب للحالات وأثناء تواجدى حدثت مناقشات كثيرة حول اختيار الطبيب المرافق ومع رفض عدد من الأطباء وصعوبة الموقف تبرعت بالسفر مع المصابين.


" لم أخبر أسرتي بقرار سفرى لمستشفى العزل بمطروح "، وأوضح بأن السبب وراء قراره ذلك هو تواجد 34 مصابا وإذا لم يتم ترحيلهم الى الحجر الصحي في مستشفى النجيلة بمرسي مطروح فورا هناك احتمالات كبيرة لانتشار المرض بالمركب بين المخالطين للمصابين وهنا قررت أن أذهب مع المصابين، مشيرا إلى أنه لم يقم بإخبار اى فرد من أسرته بقراره إلا بعد انتقاله إلى مرسي مطروح خوفا من التأثير عليه من والديه وأبنائه وزوجته بسبب خوفهم الشديد عليه .


ويروى " بكرى " أن من أصعب المشاهد أثناء نقل المصابين هو مشهد لأم فرنسية مصابة كان يجب نقلها إلى مطروح ولكن كان برفقتها ابنها والذى لم يصب بالفيروس وكان يجب تركه بالباخرة وبعد محاولات الطبيب معها  استطاع تهدئة السيدة وإقناعها بضرورة إبقاء الطفل بعيدا عنها حتى لا تنتقل إليه العدوى.


" كنت خايف في الأول ولكن دورى كطبيب تهدئه المصابين، هكذا سرد بكرى " عن  تفاصيل رحلته بالطائرة الحربية مع المصابين إلى مطروح "كل اللي كانوا على الطائرة كانوا مرعوبين من مصيرهم فكانت أصعب لحظات حياتى وكان وقتها يجب على تهدئة جميع المصابين وبالفعل كان هناك على الطائرة شباب مصريين مؤمنين بالله ومش خايفين من قضاء الله  ولم أر فى حياتى ثبات وايمان مثل ما رأيت منهم واستطعت معهم أن أطمئن جميع المصابين حتى وصل بنا الحال الى الضحك والهزار أثناء رحلتنا إلى مطروح".

 

وأضاف أنه فور وصوله إلى مستشفى مطروح كان متواجدا مدير هيئة الإسعاف وعدد من الأطباء وكانوا يتعاملون مع المصابين بكل احترافية وتم نقل المصابين والسلبيين تم نقلهم الى فندق العزل وكنت معهم  مثل الحالات السلبية تم تطبيق الحجر الصحي على مثلهم.

 

ومن أطرف المواقف التى واجها يقول " بكري ": " أننى مكنتش عامل حسابى في ملابس ،  و الدولة هنا وفرت لنا كل حاجة بنطلبها" موضحا بأنه لم يندم على قراره هذا، وإذا رجع به الزمن مرة أخرى سوف يأخذ نفس القرار ".

 

وأكد أن أصعب شيء مر عليه فى رحلته هو خلافات والديه معه بسبب قراره بنقل المصابين وذهابه دون أن يودعهم لخوفهم الشديد عليه قائلا : "انا أخذت يومين أصالح والدى ووالدتى وبيتى علشان أخذت هذا القرار دون الرجوع إليهم ".

 

وختم " بكري " حديثه برسالة إلى جميع المواطنين قائلا : " طبيعي إن الناس تخاف بس الحمد الله الموضوع بسيط فيجب على الكل المحافظة نفسه والاهتمام بالنظافة الشخصية ".