الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يجب أن تتغير ثقافة الشعب المصرى


لا أحد ينكر أن الشعب المصرى صاحب صفات وقيم إيجابية لا يتحلى بها إلا أهل الكرم والشجاعة والإقدام والنبوغ والإنسانية، بل إن العالم كله ينظر إلى مصر وبالأخص إلى شعبها نظرة الحاسد على ما يتمتع به دون باقى الشعوب، مثل الشجاعة فى تحمل المسئولية، والإقدام على تحرير القيود من حوله، والإفراط فى الكرم المتبادل بين الناس، والبراعة فى إيجاد حلول لأصعب المشاكل حينما يعتقد الجميع أن جميع الطرق أصبحت مسدودة، بل وتفنيد الأمور ووضع كل منها فى نصابها السليم إذا غابت الرؤية وإعوج الطريق.


فهذا الشعب قادر على تخطى الصعاب ومواجهة الخطر والعبور إلى ما يريد بأقل التكاليف ـ وهنا لا أقصد التكاليف المادية ـ ولكنى أقصد تكاليف ما يتحمله الإنسان من مشقة وعناء فى إنجاز مهامه اليومية والدائمة.


ولكن يجب أن ألقى بظلال كلماتى على إحدى سلبيات هذا الشعب العظيم فى التعامل مع أزمة فيروس كورونا التى طالت العالم كله، حيث أن الحكومة إتخذت كافة التدابير والإجراءات الإحترازية ضد هذا الوباء اللعين بشكل يحسب لها بقوة لا عليها، فيجب أن يتكاتف معها الشعب للعبور الى بر الآمان خلال الفترة القادمة لأن المسئولية ليست مسئولية الحكومة فقط، ذلك لأن المسئولية مشتركة بين الجميع فكل له دور وعليه واجبات لحماية هذا الوطن وأهله ونفسه من تفشى الوباء فى أركانه.


لذلك أناشد نفسى والجميع بالإلتزام بكل القرارات الإحترازية التى نادت بها الحكومة متمثلة فى وزاراتها المختلفة لمحاربة الوباء فى أسرع وقت، وللرجوع الى عجلة التنمية سريعا من خلال عودة كل شخص فى مكانه، وما أراه من تكدس الشوارع بالمواطنين لهو أمر مقلق للغاية وخطير يستلزم وقفة سريعة ، كما أن القلق الأكبر يتمثل فى تهاون بعض الأشخاص تنفيذ قرارات الوزراء والمحافظين بالتحايل على تلك القرارات الإيجابية الوقائية، لدرجة أن الكثير من المدرك لماهية المرحلة الحالية يشعر بالقلق والخوف من عدم تحمل الكثير من المواطنين حوله للمسئولية، فالشعور السائد لدى العامة من الملتزمين هو التغريد بعيدا عن السرب ـ تغريدا لا يغنى ولا يثمن من جوع ــ ويزداد الشعور بالقلق شيئا فشيئا، فالمهمل فى حق نفسه لا يضر نفسه فقط وإنما يضر المجتمع المحيط به ويوسع دائرة المرض اللعين، لذلك يجب توخى الحذر وإلتزام الجميع داخل المنازل الى حين إنتهاء هذه الأزمة التى تضرب العالم كله.


 كما يجب التأكيد على تغيير ثقافة بعض ضعاف النفوس من أهل الإستغلال الذين يستغلون أزمات وشعور الناس بالقلق فى حجب المواد الغذائية وإحتكارها لرفع أسعار تلك السلع وخاصة السلع الأساسية، بالإضافة الى المنتجات الصحية المرتبطة بالتطهير والوقاية، ففى بداية الأزمة إستغل العديد من أصحاب النفوس الضعيفة وعملوا على حجب المطهرات والسلع الغذائية بدافع تعطيش السوق ورفع أسعارها بشكل مبالغ فيه مما يمثل عبء على المواطن البسيط الذى لا حول له ولا قوة، وبالتالى يجب على الحكومة ومؤسسات الدولة الضرب بيد من حديد على هؤلاء الخونة لأهلهم ووطنهم "إن صح هذا التعبير".


وما يدعونى أكثر للمطالبة بتغيير ثقافة الشعب هو تعامل الشعب نفسه مع الإجازه التى منحتها الحكومة لكثير من القطاعات، فهذه الإجازة هى من باب إعطاء الفرصة للشعب كى يتوخى الحذر وإتخاذ تدابير وقائية من أجل القضاء على هذا الكورونا الذى لا يوجد له علاج حتى كتابة هذا المقال.


لذلك أدعو الجميع عدم التعامل مع الأزمة الراهنة باستهتار واستكبار ، فالجميع فى مهب الخطر طالما لا يلتزم بالتدابير التى أقرتها الحكومة والدولة، والفرد مسئول مسئولية كاملة عن الجميع والجميع فى دائرة واحدة ، لذلك تنقية هذه الدائرة من الخطر أمر لا يقبل المناقشة والاستهتار والإستخفاف والكوميديا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط