قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

استعان بمنجم يهودي.. تعرف على حيلة ابن خلدون للنجاة من قائد التتار

ابن خلدون
ابن خلدون

تحل اليوم الخميس، ذكرى وفاة ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون)، المؤرخ السياسي، العالم التونسي، الفيلسوف، مؤسس علم الاجتماع الحديث، الذي توفى في مصر 19 مارس 1406 عن عمر يناهز 73 عاما.

ترجع شهرة ابن خلدون إلى تأليف كتابه الشهير "مقدمة ابن خلدون"، والذي أثّر على المؤرخين العثمانيين في القرن السابع عشر، كما اعترف العلماء الأوروبيون في القرن التاسع عشر أيضًا بأهمية الكتاب، واعتُبر ابن خلدون واحدًا من أعظم الفلاسفة في العصور الوسطى.

بجانب شهرته في التأريخ والتأليف والفلسفة، اشتهر ابن خلدون أيضا بلباقته وقدرته على الإقناع ولعل أبرز مغامراته –بحسب وصفه- مقابلته مع القائد التتري المعروف باسم" تيمور لنك" في مدينة دمشق، والتي تعد مـن أكثر مراحل حياته إثارة، حيث أظهرت هذه الحادثة خبرة ابن خلدون في أساليب التعامل مع الحكام، واستخدام الدبلوماسية للوصول إلى الغاية.

بدأت الحكاية عندما قرر ابن خلدون، الذي كان موجودًا في دمشق أثناء حصار تيمو لنك لها عام 803هـ الوصول إليه راجيًا إياه بألّا يستبيح دمشق وأهلها، وألّا يقوم بتدميرها، فتدلى بحبل إلى أن خرج من أسوارها ووصل إلى تيمور لينك، الذي كان حريصا على لقاء علماء دمشق إلا أن لقاء ابن خلدون كانت له مكانة خاصة بخلاف باقي العلماء.

استخدم ابن خلدون ما يعرفه عن هذا القائد التتري من معلومات تشير إلى إيمانه الشديد بعلوم التنجيم والطب، إذ عُرف عنهم ملازمته له لاعتماده الكبير عليهم واستشارتهم في كل ما يقوم به من أمور وما يتّخذه من قرارات، مما دفع ابن خلدون للاعتماد على معرفته بالمنجم والطبيب اليهودي المشهور "إبراهيم ابن زرزر" للتأثير على تيمور لنك، حيث أخبره بأنّ ابن زرزر كان قد تنبأ بظهور تيمور لينك قبل عشرين عامًا، وتنبأ له بأنه سيصبح ذا شأن عظيم.

استطاع ابن خلدون برصانة أسلوبه ومنطق كلامه، إقناع تيمور لنك بأنّه كان يتمنى أن يحظى بلقائه منذ أربعين سنة، فأُعجب "لنك" بكلام ابن خلدون وطلب منه البقاء، إلا أنّ ابن خلدون الذي لم يرفض طلبه هذا استأذنه للسفر لإحضار أهله وكتبه فسمح له بذلك، فغادر ابن خلدون إلى مصر بأعجوبة.

ويسرد ابن خلدون -الذي كان قارب السبعين من عُمره حينذاك- حيلته لجذب ثقة تيمور لنك، قائلا: "فوقع فى نفسى لأجل الوجل الذى كنتُ فيه أن أفاوضه فى شيء من ذلك يستريح إليه، ويأنس به مني، ففاتحته وقلت: أيّدك الله! لى اليوم ثلاثون أو أربعون سنة أتمنّى لقاءك. فقال لى التّرجمان: وما سبب ذلك؟ فقلت: أمران، الأول أنك سلطان العالم، وملك الدّنيا، وما أعتقد أنه ظهر فى الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك، ولستُ ممن يقولُ فى الأمور بالجزاف، فإنّى من أهل العلم"، ثم راح ابن خلدون يفصّل له من التاريخ والواقع لماذا كوّن هذا الرأى فى تيمورلنك وجعله أعظم حاكم وسلطان فى عصره، بل سلطان الدنيا.