الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب "الأمصال" القذرة!


فى وقت الحروب والأزمات .. تطفو على السطح النفايات! .. وتصطدم المحنة بسماسرة الموت ومن يحترف استثمار الكارثة للخروج بأكبر المكاسب والغنائم .. وفى زمن "كورونا" يحارب الأبرياء الفيروس الصغير، بينما تنهش أجسادهم وتستنزف أموالهم "فيروس" أكبر وأشرس مصدره تجار سوق الوباء السوداء من بائعى الكمامات والكحول العجيب والكلور الساحر وصولا إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية استغلالا للأزمة واحتياجات الناس الملحة .. والفرصة مناسبة وذهبية أمام جشع وطمع هذه "الفئة الضالة" لجنى الثروات وابتزاز الفقراء والبسطاء!.

وتتوقف مواجهة هذا الفيروس اللعين على جدية الرقابة ويقظة السلطة ونظافة ضمير من يملك القرار والمحاسبة .. وإذا كان الوباء كاشفا عن وجه الطبيعة القاسى، فهو علامة وجرس إنذار لظهور الشرفاء والمخلصين الأقوياء ضد الفصيلة الحيوانية من البشر .. وقد نلتفت إلى مثل هذه الممارسات ونجاهد فى سبيل منعها واستئصالها، ولكن ثمة سيناريوهات أخرى أكثر شيطانية وعلى مستوى أعلى وأكثر شمولا تحاول وتخطط بدهاء للاستفادة من تجربة "كورونا" منبعها المكان الذى نشأ فيه المرض وانتشر كالنار فى الهشيم، والآن ظهر العلاج وتوصلت العقول الذكية إلى طوق النجاة لتبدأ "حرب الأمصال" التى يدفع ثمنها أولا وأخيرا الشعوب الموبوءة ويربحها يوميا أثرياء المقاعد الكبرى!.


تحركت الصين بمجرد أن هاجمها الفيروس الخفيف الذى يستهدف كبار السن تحديدا، وسارعت معاملها بأفكار علمائها وباحثيها لابتكار "مصل الإنقاذ" .. وجرى الاتفاق مع قوى أخرى عظمى على التكتم والسرية لحين التيقن من العلاج ثم التلاعب بهذه الورقة لتعويض الخسائر والفواتير الباهظة .. وبعد أن اتجهت بوصلة الوباء نحو أوروبا واختراقه للقارة البيضاء العجوز، تكثفت جلسات الصينيين داخل الجدران المعزولة للتعجيل بالمصل الشافى .. وتوصلوا إليه منذ فترة وتم تخزينه وإجراء الصفقات بشأنه داخل الغرف "السياسية" المغلقة مع كبار المسئولين والقيادات بين بكين والبيت الأبيض لوضع توقيت مثالى لمساومة بؤر الوباء وإغاثة منكوبيها .. والمقابل فتح خزائن من يملك هذا المصل أمام طوفان "مليارات اليورو" لانتشال دول أوروبا المريضة من الكارثة وإنقاذ شعوبها قبل الفناء .. ثم الدور التالى على الشرق الأوسط وبداية فصل جديد مع كنوز وحسابات الخليج شديدة الإغراء..

 وفى كل لحظة تمر علينا فى معركتنا ضد "كورونا" المسكين تتضاعف كميات الأمصال الواقية ويعمل "العداد" الصينى الأمريكى المشترك بنشاط وإيقاع لاهث لتحصيل الأُجرة وبأسعارها الخيالية مقابل رفع الخطر عن ضحايا الكارثة والفوز بـ "قبلة الحياة"!.


خطة جهنمية ومرسومة ببراعة وإحكام فى خيوطها وترتيب خطواتها .. واعتمادها الرئيسى على منطق العلم وثقافة الفعل والتفكير المنظم .. ولأننا نفتقد هذه القيم والقواعد، نقف فى ذيل القائمة وننتظر العون والإحسان والتفضل من الآخر ليمنحنا حقنا فى العيش والتنفس.. لماذا وكيف ونحن لدينا ذخيرة من العقول والعلماء والمخترعين الأفذاذ؟! .. وفى مثل هذه الظروف العصيبة يتعين على من يتسلحون بالحضارة والتاريخ أن يتصدروا المشهد ويصنعوا المستحيل ويوفروا لشعوبنا إكسير الحياة وليس قُبلة فقط!.


كم كنتُ أحلم - ولن أُفرِّط فى هذا الحلم ما حييت - بنماذج عطرة من شبابنا ورجالنا فى ميدان العلوم والطب يسابقون الزمن ويتفوقون على كتائب الشاطئ الآخر فى حماية أوطاننا من أى مصير مجهول، دون انتظار لمعونات خارجية أو مساعدات مشروطة .. ولازلنا نطمع فى قيادات سياسية وأمنية واعية تزخر بها بلادنا وبمقدورها أن تتحدى أى فيروس .. ومن أى نوع .. وتنتصر على تداعياته، بل وتنطلق إجراءاتها من وازع إنسانى وأخلاقى لحماية البشرية بأسرها من "أمراض" الطبيعة ومافيا "الغذاء والدواء"!.


إنها حرب العلوم والخيال الخصب التى تحكم العالم وترسم طريق أباطرة المال والسياسة .. ومن يدرس ويتعلم ويجتهد داخل أكاديمية "فنون الابتكار والأفكار" هو وحده دون غيره القادر على قهر حرب "الأمصال" القذرة!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط