الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا والمعلومات وتأثيرها على الأمن القومي


تعريف الأمن القومي ( هو قدرة الدولة علي تحقيق الحمايه والاستقرار من أجل تحقيق التنميه في جميع المجالات الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه ومواجهة جميع التهديدات والتحديات  سواء داخليه أو خارجيه) . 

ووفق هذا التعريف وبالتطبيق علي طريقة التعامل مع أزمة انتشار فيروس كورونا فقد تأثرت الدول بصوره متفاوته علي الأمن القومي. وذلك من خلال الإجراءات والقرارات الاحترازيه التي اتخذتها الدول من أجل تحقيق الحمايه والاستقرار في مواجهة هذا الفيروس المستجد. 

ونجد أن هناك دولا تعاملت بتهاون واستهتار مع أخبار انتشار هذا الفيروس وكانت النتيجه دخول الأمن القومي إلي مرحلة الخطر وعدم قدرة الأنظمه السياسيه في هذه الدول على الوقوف في وجه هذا التهديد. وأصبح الوضع يصل إلي مرحلة الكارثه الطبيعيه من حيث عدد الضحايا أو الخسائر الاقتصاديه ويليها أيضا خسائر سياسيه نتيجة لعدم إدارة الأزمه بحرفيه وباهتمام. 

ونجد في صدارة هذه الدول إيطاليا وأسبانيا وإيران وفرنسا. في حين نجد علي الجانب الأخر مجموعه من الدول قد تعاملت مع الأزمه بكل قوه وبإستراتيجية محكمه وبحزمة من القرارات المتلاحقه التي وفرت الحمايه ومحاصرة بؤر انتشار الفيروس وبالتالي تغلبت علي انتشار العدوي وبدأت الأرقام في الإنخفاض ويأتي في مقدمة هذه الدول: دولة الصين أول من تأثر بهذا الفيروس اللعين وأيضا أول من تعافي وخرج من دائرة هذا الوباء نتيجه لحزمة إجراءات حازمه وصارمه وإجراء نظام عزل صحي قوي ومحكم خال من الثغرات. 

وأحب أن أشير إلي أن العالم سوف يتغير فيما قبل وبعد انتشار فيروس كورونا نتيجه للأضرار الإقتصاديه التي سوف يتكلفها اقتصاد الدول التي تضررت من إنتشار فيروس كووونا. أما علي مستوي جمهورية مصر العربيه فأحب أن أشكر الإداره المصريه علي سلسلة الإجراءات التي تم وضعها في إطار خطة إدارة الأزمه منذ بدايتها سواء قرارات اقتصاديه قويه أعتقد أنها لم تتخذ في أي دوله علي مستوي العالم. أو حتي القرارات الاحترازيه التي اتخذت لتخفيف الاختلاط والبعد عن بؤر الزحام  والتي إتسمت بالتدرج وفقا لمتطلبات المرحله. وتميزت بالهدوء والأخذ بالعلم وبالأسباب ولم تقع تحت ضغط مطالبات السوشيال ميديا وبعض الإعلاميين وبعض المزايدين والمنظرين وتواصلت مع وسائل الإعلام الوطنيه المحترمه وأمدتهم بنشرات دوريه عن الحاله الصحيه في مصر وتوفير كافة المعلومات الدقيقه والحقيقيه الصادره عن منظمة الصحه العالميه بمنتهي الشفافيه والأمانه عن طريق الهيئه العامه للإستعلامات التي تعاملت بكل قوه وحزم مع الوكالات الأجنبه التي تعمدت نشر المغالطات والأخبار المفبركه وقامت بغلق مكاتبهم وترحيل مراسليهم. 

تحيه واجبه لكل مؤسسات الدوله بداية من رأس النظام متمثلا في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومرورا بالقوات المسلحه العظيمه ورئيس الحكومه والوزارات المعنيه. ولكني أريد أن أشير إلي عامل آخر مؤثر جدا في جدوي الإجراءات والقرارات الحكوميه التي اتخذت في إطار إدارة الأزمه وهو تعامل فئات الشعب المختلفه مع تلك الإجراءات وسوف أركز هنا علي نقطة نشر الأخبار والمعلومات المتداوله علي وسائل التواصل الاجتماعي والتي تشهد فوضي غير طبيعيه وتتسم بعدم المسؤوليه تجاه الأمن القومي المصري . فنجد من ينشر أخبارا بمجرد وصولها إليه دون تحليلها أو حتي قراءتها بهدف أخذ السبق في نشر المعلومه دون الأخذ في الإعتبار تأثير هذا الخبر علي البعد النفسي والإجتماعي والإقتصادي للأمن القومي وخصوصا المعلومات الخاصه بتوفير السلع الغذائيه والمواد الطبيه الوقائيه وأيضا الأخبار والفيديوهات المتداوله عن حجم الإصابات والوفيات الناتجه عن انتشار الفيروس والتي في أغلبها تكون بدون دليل وتستند إلي مجرد أقاويل أو حكايات بين المواطنين.مما ينشر حاله من الذعر والخوف يترتب عليه مجموعه من السلوكيات تؤثر علي استقرار الأسواق  مما يضع عبئا أكبر علي الدوله في التصدي لتلك الشائعات وأثرها علي أحوال المصريين. 

وهناك أيضا بعض الأخبار المفبركه التي يتم صناعتها عن طريق أعداء هذا الوطن لإثارة الرعب والبلبله لإحداث خلل وأجواء محبطه وسلبيه من أجل الشحن النفسي السيئ تجاه مؤسسات الدوله ومن أجل التشكيك في كل الأخبار التي تنشرها مؤسسات الدوله.والتي أيضا يتم تداولها وإعادة نشرها دون حتي قراءتها وتحليل تأثيرها. فرفقا بأبناء هذا الوطن ورجاء عدم نشر أي معلومات سلبيه غير موثقه لمجرد الظهور بمظهر البطوله ومظهر العالم ببواطن الأمور من أجل الشعبيه الزائفه. ورجاء ايضا عدم مهاجمة مؤسسات الدوله تحت مبرر الحرص علي مصلحة المواطنين والحقيقه أنها من واقع المصلحه الشخصيه والشو الإعلامي علي حساب استقرار هذا الوطن.

فالمعركه كبيره. والمصير واحد. وأخيرا يجب ان يتحلي بالمسؤوليه كل مواطن وليعلم الجميع أن كل كلمه يكتبها أو ينشرها أو يعيد نشرها هي بمثابة المسؤوليه الوطنيه والدينيه والإنسانيه. وأنه سوف تزول الغمه ويحفظ الله مصر وسوف يحاسب كل حاقد أو كاره أو متلاعب بأمن هذا الوطن من جانب الشعب قبل مؤسسات الدولة.  
وحفظ الله مصر... 
وحفظ شعبها
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط