الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يُحْكَى أَنَّ..


من منطلق (الولاء) للوطن اسمحوا لي أن أشارككم هذه القصة القصيرة:

يُحْكَى أَنَّ أحد الملوك مر بظروف نفسية صعبة وأيام وأحلام غير سعيدة، فأمر بإحضار كبير الحكماء في البلدة، وطلب منه أن يأخذ خاتمه ويأتي بعد يومين وقد كتب على خاتم الملك، عبارة واحدة إذا قرأها الملك وهو حزين يفرح، وإذا قرأها وهو سعيد يحزن!

وبالفعل أتى كبير الحكماء بعد يومين وقد كتب على الخاتم عبارة واحدة وهي "هذه الأيام لن تدوم".
نعم هذه الأيام التي نعيشها سواء كانت سعيدة أو حزينة لن تدوم.

الحكمة من هذه القصة القصيرة أن أطمئنك عزيزي القارئ فهذه الأيام الصعبة التي تمر بها مصر بل ويمر بها العالم أجمع بسبب فيروس كورونا "لن تدوم" نعم لن تدوم طويلا، ويجب أن نتيقن جميعا من حقيقة واحدة وهي أن تغيير الأحوال سُنة كونية، فلابد أن يأتي النهار بعد الليل ويأتي الفرج بعد الضيق، وعلينا فقط بالصبر واليقين بأن هناك حكمة إلهية قد ندركها الآن أو لاحقا وقد لا ندركها أصلا، ولكن لا بد أن نثق في رحمة الله عز وجل، وليكن جميعنا على يقين أن الكون كون الله، ولن يحدث شيء في كون الله إلا بإرادة الله، وأن الله هو (أرحم الراحمين) وربما تكون هذه المحنة اختبارا بسيطا من الله ليمتحن قلوب العباد.

في السنوات القليلة الماضية ووسط موجة غلاء الأسعار التي سادت البلاد، انشغل الكثير منا بالسعي وراء الرزق باحثا عن آفاقا جديدة لزيادة دخله، فمنا من ضاعف ساعات عمله سواء في نفس العمل أو التحق بعمل إضافي جديد في محاولات جادة لزيادة الدخل، ونسي نفسه وبيته وأولاده في خضم هذه المعاناة وهذه الدوامة التي لا يستطيع أن يتركها بمحض إرادته، حتى أن البعض منا لم يجد وقتا للعبادة والدعاء.

وهنا أذكر الحديث الشريف الذي رواه الطبراني ونصه: "إن الله عز وجل ليقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صبا فيحمد الله فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا فيقول ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نستلهم من معنى الحديث السابق أن الله عز وجل يبتلينا أحيانا حتى نلجأ إليه بالدعاء لأنه يحب أن يسمع أصواتنا ونحن ندعوه، وعلى هذا علينا أن نكثر من الدعاء.

ولا شك أن ذكر الله تعالى ينشر الطمأنينة بين البشر فقد قال الله تعالى في الآية رقم (28) من سورة الرعد (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

وهنا أنصح نفسي وإياكم وأقول فِرُّوا إلى الله جميعا فإنه لا ملجأ من الله إلا إلى الله أرحم الراحمين،،،،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط