قبل أن ترفع يديك إلي السماء لتدعو الله أن يرفع عنك البلاء , لابد أن تطهر يدك , لابد أن ترد الحق لأصحابه، لابد أن تبحث في خفايا نفسك , وتتذكر هل لأحد عندك مال , هل ظلمت أحدا . هل لا زالت بواقي رشوة عالقة بيديك؟.
هل أخذت مالا لا تستحقه من أجل تسهيل أمور وموافقات لشخص آخر لا يستحق ؟
هل كنت سببا في عدم وصول حق لصاحبه ؟ سواء أكان الحق ماديا أو معنويا ؟
هل لا زلت تضع يدك علي ميراث إخوتك وأخواتك , وزوجتك . هل لا زلت تضغط علي شخص محتاج من أجل الحصول علي موافقة علي أمر وهو مكره عليه ؟
هل رفعت يدك من علي أزرار الكيبورد والهاتف وتوقفت عن الرسائل التي تعلم جيدا أنك كاذب وانت تكتبها وكل ما يهمك قضاء وقت وتسلية ببنات الناس , وكذلك نفس الكلام للبنات والسيدات .
هل توقفتم عن الخيانة المعنوية , وترك المسئولية الأساسية والتفرغ للشات والكلام غير المسئول وغير المبرر مع الغرباء.
وقبل أن يلهج لسانك بالدعاء نظفه جيدا , فلا تخاطب ربك بلسانك وهو مازال عاصيا ومصمما علي الذنوب..
فهل ستتوقف عن الغيبة والنميمة , هل ستتوقف عن الخوض في أعراض الناس .؟
هل ستكف عن التعالي والتفاخر بما تملك أمام البسطاء والمحتاجين ؟
هل ستستسمح شخصا تسببت في ضيقه وكسرت نفسه وجرحته بكلماتك القاسية , ولم تهتم ؟
وقبل أن تطلب من ربك أن يرفع البلاء..
هل رفعت بلاءك عن زوجتك ومضايقتك لها , وتحميلها فوق ما تطيق من أعمال المنزل , وهل الزوجة رحمت زوجها ولم تحمله فوق طاقته من طلبات ومسئوليات , هل تعايشتما بالمعروف .
هل كل منا قام بعمله الوظيفي والذي يأخذ عنه مال الدولة بكل ما هو مطلوب منه وعلي أفضل وجه ؟ أم أننا نتهرب من العمل ونطالب بالحوافز وغيرها .
وقبل أن تبكي علي الصلاة في المنزل ولا الحرمان من زيارة بيت الله الحرام , هل بكيت علي أنك لم تعلم أولادك الإلتزام بالصلاة والصوم والعمل بالخير وترك المنكر , هل شعرت أنك مقصر معهم في تعليم أمور دينهم والعمل به .
هل أخبرتهم أن الكذب حرام والنفاق حرام والسرقة حرام واستغلال النفوذ حرام , وأخذ فرصة الغير حرام , والغيبة حرام والنميمة حرام , و عدم صلة الرحم حرام .
فقبل أن نرفع أيدينا بالدعاء نطهر نفوسنا من البلاء , البلاء في النفس أصعب من البلاء في الجسد .
فللدعاء آداب لابد أن نعلمها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } (البقرة : 172 ) .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم .
اللهم اهدنا إلي طريقك المستقيم . فلا هادي إلا أنت.