الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سواق التاكسى!


فرضت الظروف على العبد لله أحيانا أن يستعين بسيارة التاكسى لقضاء مصالحه .. وتعددت وجوه السائقين والشكوى واحدة والهم مشترك .. فكل من يجلس أمام عجلة القيادة يتساءل فى حيرة وإرهاق عن كم جنيها يعود به إلى منزله ليلبى طلبات الأسرة والصغار!. .. وكل من يتبادل الحديث معى لايخرج كلامه عن كيفية إفلاته من مأزق الحظر وانقطاع لقمة العيش وتعويض اختفاء الركاب من الشوارع والميادين بما يجبر السائق "الغلبان" على وضع سيارته أسفل بيته ليلتزم بتعليمات الدولة ويجلس على الأريكة بجوار زوجته وأولاده فى انتظار الفرج والغوث من الله الرحيم بعباده!.

نحن فى أزمة نادرة مما لاشك فيه، وكلنا على قلب رجل واحد ومؤمن لعبور المحنة والصبر على المكاره .. ومأساة "السائق" تدق ناقوس الخطر وجرس الإنذار لملايين الأسر الفقيرة ومتوسطة الحال، وإذا كانت الحكومة قد فكرت جديا فى توفير الملاذ الآمن والغطاء المادى المناسب للعاملين بقطاعاتها ومؤسساتها الرسمية استنادا لقوانين العمل وحماية لحقوق الموظفين .. فالمحنة تقتضى من الدولة سرعة الالتفات إلى مخاطر فيروس كورونا على مستقبل وأمان الأسرة المصرية الاجتماعى، وضرورة الانتباه إلى أوضاع مهن وحرف لاتخضع حقوق ومصلحة أربابها للتحصين أو التحسين .. وبعد أن تكبدنا خسائر الحظر ومتاعبه، يلزم توفير البدائل لمن يحصل على قوت يومه ساعة بساعة أسوة بتقدير ظروف أصحاب المحلات والسلاسل التجارية والبائعين فى الأسواق .. وبشئ من التفكير والتخطيط نصل إلى الحل البسيط!.

- فى أوقات الحظر الطويلة يمكن الاستعانة بسائقى التاكسيات من جانب المؤسسات الصحفية وقنوات الإعلام  والفضائيات والمراكز الصحية المتخصصة لتسهيل نقل العاملين والإداريين وطواقم الأطباء والتمريض الذين يفتقدون إلى وسائل المواصلات فى ساعات متأخرة من الليل ويضطرون إلى المبيت فى عملهم اتقاء لشرور ومخاطر الطريق .. ولماذا لا يتم التعاقد مع هؤلاء السائقين لمدة محددة ولتكن ٦ أشهر مقابل راتب ثابت ومحدد ويناسب احتياجاتهم لحين استقرار الأحوال وهدوء البال .. وأتصور أن بمقدور هذا الحل أن يحقق لـ"السائق الشريد" دخلا شهريا يعينه على مواجهة تداعيات الأزمة العابرة، بل ويستثمر وظيفته لخدمة من يضحى بوقته وصحته وجهده فى حقل الصحافة والإعلام والرعاية الطبية .. وبذلك يتسنى للجميع العودة إلى منازلهم وأحضان عائلاتهم بـ "جيوب دافئة" عامرة بثمرة عرقهم وإخلاصهم.. وقياسا على حياة "سواق التاكسى" يمكن تطبيق الفكرة حتى وإن تغيرت بعض التفاصيل على مهن أخرى تحتاج إلى الرعاية والاهتمام!.

- لكل محنة ضحاياها .. وما نطرحه هو اجتهاد متواضع فى تخفيف أعباء مهنة واحدة من العشرات التى تتحمل عواقب حظر التجول وفاتورته الباهظة .. ودور الدولة بمسئوليها ومستشاريها الكبار هو النظر بعين الاعتبار والرأفة والإيجابية إلى مشاكل فئة "مطحونة" ومطالب أبنائها المهضومة .. والتلكؤ فى إنقاذ فقرائنا وشرائح الطبقة الكادحة ينشر الفيروس الأكثر خطورة وشراسة والذى لايفلح معه حظر داخلى أو حصار خارجى.. فالقهر والظلم يدفعان الإنسان إلى الاختناق .. أو الانتحار .. وفى وجه الجميع!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط