الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«كورونا» من منظور «نظرية المؤامرة»


أثمر تبادل الاتهامات ، بين الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب ، و المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، بتحمل مسئولية إنتشار  فيروس " كورونا" القاتل ،   لتزداد  قناعتي بنظرية المؤامرة،  التي تؤكد أن كورونا ليست وبائا طبيعيا،  لكنه يندرج في إطار حرب بيولوجية ، قصف خلالها جهاز الاستخبارات الأمريكي " سي أي إيه " ، الصين و بالتحديد  مدينة ، ووهان ، بفيروس كورونا إدراكا من أمريكا ،  أن الصين ، هي الدولة الوحيدة في العالم،  التي تستطيع إقامة أكبر حجر صحي في العالم ،  بإجبار  شعبها الذي يمثل ربع سكان العالم على البقاء في منازلهم ، و إغلاق مصانعهم ، و متاجرهم ، و شركاتهم ، لقهر الفيروس اللعين ،  و هو ما ستضطر انتهاجه  بقية شعوب العالم  للنجاة بنفسها من الفيروس،  القاتل ، الذي يدمر رئة الإنسان .


فكل ما فعلته الصين ، هو إجبار 9 ملايين ووهاني ، بالبقاء في منازلهم  ، و عدم الخروج من مدينتهم،  و بذلك نجحت الصين  في مواجهة كورونا ، بتطبيق أهم تعليمات منظمة الصحة العالمية،  و هو أنه لكي تمنع  انتشار الفيروس ،  عليك  بمنع الإزدحام ، و التكدسات البشرية ،  من منطلق أن المصاب  الواحد بفيروس كورونا ، قادر على نقل العدوى  لنحو 3500 شخص،  بعد مرور 6 أيام فقط  ، ما لم يتم عزل  الناس عن بعضها .  


 ولمن لا يعلم فالصين،  دولة تغلب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الشخصية ، مهما كانت التضحيات،  فهي  التي قضت على مؤامرة نشر الفوضى الخلاقة في ربوعها ،  بقيام الجيش الصيني،  بدهس 10 آلاف متظاهر ،   بالدبابات في ميدان، تيانانمن ،  بوسط بكين ، ليكون هذا الدهس ، من الأسباب التي ساهمت في تحول الصين،  للقوة التجارية الأولى في العالم .


كما بلغت قوة تغليب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الفردية،  إلى حد  إجبار الصينيين،  على الخضوع لسياسة إنجاب الطفل الواحد ، من سنة 1978 ، إلى 2015 ، لدرجة أن العقوبة وصلت إلى حد  " خصي " الرجل المخالف .


وبداية قناعتي بأن كورونا فيروس مخلق ، و ليس طبيعيا  ، يرجع إلى  المعلومات الصحفية التي كشفت عن أن  كورونا ،  فيروس تم تخليقه  في أحد أهم المختبرات الأوروبية،  و بالتحديد معهد باستور الشهير  بفرنسا ،  قبل  أن يخضع للتطوير،  في  الولايات المتحدة في 2015 ، في إطار التجهيز للحروب البيولوجية .....و طالما تحدثنا من منطلق نظرية المؤامرة  ينبغي علينا طرح عدة تساؤلات مشروعة .


التساؤل الأول،  يتعلق  بخصوص موعد  قصف ووهان  بالفيروس  ، فظهور الفيروس جاء قبل  أشهر  قليلة من  الانتخابات الأمريكية،  التي ستجرى في نوفمبر  2020  و يعني ذلك أن هناك   مكاسب سياسية ، واقتصادية،  و مالية  كبيرة،  يتعين تحقيقها من وراء اختيار ظهور الفيروس في هذا التوقيت .


وطالما تحدثنا عن عامل التوقيت و تحقيق المكاسب السياسية ، و الاقتصادية ، و المالية،  فلا مناص هنا إلا من توجيه الإتهام  لجماعات اللوبي الأمريكي،  أو جماعات الضغط في الولايات المتحدة و بريطانيا و بعض دول أوروبا الغربية  . وتتكون هذه الجماعات   من لوبي البترول،  و لوبي المال  ، و لوبي السلاح ، ولوبي الدواء ، واللوبي الإعلامي،  و  اللوبي اليهودي  الصهيوني .  المستفيد الأول من الدفع بهذا الفيروس ،  الذي نجح للمرة الأولى في التاريخ ، في حبس البشرية جمعاء  في منازلها .


وقبل أن يتهمني البعض بأني ضحية نظرية المؤامرة ، على أساس أن توقف الأنشطة العالمية قد أنزل ضررا بالغا بالإقتصاد الأمريكي،  و الأوروبي ، بقدر ما أنزل  الضرر  بكل دول العالم " المحبوسة"  في منازلها ،  ينبغي أولا أن يعرف القارئ، أن اللوبيات ،  لا يهمها مصلحة  أمريكا ، و لا  مصلحة  أوروبا ،  و لكن ، كل ما  يهمها،  هي  مصلحتها الخاصة ، و تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية  .


و سأضرب هنا مثالا  ، يتعلق بنفوذ  لوبي السلاح  في الولايات المتحدة ، فعلى الرغم من المطالبات المستمرة من الكثيرين في امريكا،  بضرورة  تمرير قانون في الكونجرس الأمريكي،  لمنع بيع الأسلحة الخاصة   ، إلا أن لوبي السلاح ، نجح من خلال رجاله في الكونجرس،  في منع تمرير مثل هذا القانون ، رغم أن  الإحصائيات الرسمية كشفت عن أن  حوادث إطلاق النار في أمريكا في عام ، 2019  نحو ،  35 ألف حالة .  و كثيرا ما نسمع  عن قيام تلاميذ في المدارس الأمريكية ، بفتح  النار على زملائهم ، بأسلحة مرخصة  ..

 
وسأضرب  مثالا آخر،  بخصوص  تغليب جماعت الضغط ،  لمصلحتها الشخصية على المصلحة الوطنية،  و  يتجسد هذا  المثال  في  اللوبي اليهودي .  فهذا اللوبي  المؤيد لإسرائيل ، نجح في إتلاف العلاقات بين الولايات المتحدة،  ومعظم  الشعوب العربية ،و الإسلامية ،   علما بأن أمريكا،  هي الدولة الغربية  الوحيدة ، التي ليست  لديها تراكمات عدائية تاريخية ،  مع العرب ، و المسلمين .    و كان من نتاج ذلك أن   تكبد  الأمريكيون    خسائر فادحة  في الأرواح ، و الأموال ،  خلال الحروب المتعددة  التي خاضتها  الولايات المتحدة   بزعم مكافحة الإرهاب ، الأمر الذي جعلها تقترب من فقد لقب القوى الإقتصادية العظمى في العالم،  لحساب الصين ، و من المتوقع أن  تفقد أيضا المركز الثاني  لمصلحة  الهند قبل نهاية منتصف هذا القرن ، لكن كل ما يهم هذا اللوبي هو شن الحروب لإدارة مصانع السلاح و بيعها    .

   
وخلاصة القول ،  ماذا تريد جماعات الضغط ، أو جماعات  المصالح الأمريكية ، من وراء إستخدام خطر  فيروس كورونا القاتل ، الذي يمكن أن ينزل خسائر رهيبة في الأرواح   ؟ الإحابة تكمن في أن جماعات الضغط  تريد  أولا إكتشاف دواء لهذا الفيروس المخلق ، لأن من خلق الداء قادر على خلق الدواء . و صناعة الدواء،  تعد اليوم في قلب مكاسب ، لوبي المال،  الذي يسيطر على العالم،  من خلال أسواق المال في نيويورك . فتجارة الدواء أصبحت اليوم ،  أكثر ربحية  من تجارة المخدرات،  خاصة مع تقدم متوسط العمر لدى كل شعوب العالم
 و لا يهم من يكتشف الدواء ، سواء كان  المكتشف من فرنسا ،  أو ألمانيا  أو أمريكا ،  المهم الحصول على حق تسويقه .



ويأتي   تخفيض أسعار البترول العالمية  ،  لأقل سعر ممكن ،  على رأس أولويات لوبي لمصالح الأمريكية،  ولن يتسنى ذلك  إلا من  خلال تقليل الطلب على البترول إلى أقل معدلات ممكنة  ، بتجميد  معظم الأنشطة  العالمية، من خلال  حجز  سكان الكرة الأرضية  في بيوتهم ، لتتمكن هذه اللوبيات من إستيراد  البترول بأسعار متدنية ، و  إعادة بيعه في السوق الأمريكي الكبير ،  لتنتفخ حافظة نقودها بمزيد من المليارات . و يستهدف تعطيل النشاط العالمي ضرب الشركات الصاعدة لكي لا تكبر و تنمو و تشكل تهديدا لمصالح هذا اللوبي الرهيب.



و يأتي  إنتقاء موعد ظهور كورونا،  ثم  التحديد المسبق لموعد  القضاء عليه  ،  كما حدده  ترامب في متصف إبريل،  أي  قبل أشهر قليلة من   الإنتخابات الأمريكية، ليؤكد أن الأمر يتعلق بتهيئة الأجواء،  لإعادة إنتخاب  ترامب، لفترة رئاسية ثانية،   بوصفه  أكثر رؤساء أمريكا،  قربا و تعاونا و تنفيذا لأوامر  جماعات الضغط الأمريكية  .



كما سيؤدي تخفيض أسعار البترول ، من خلال  تقليل الطلب عليه  إلى أقل حد  ممكن ،  إلى   إنزال الضرر بالأعداء المصدرين،  الذين يعتمدون على البترول كمصدر أساسي للحياة،  و على رأسهم  إيران ، و روسيا ، وفنزويلا ،  فضلا عن  تمهيد الطريق أمام إستكمال مخطط  الشرق الأوسط الجديد ،  بمواصلة إستنزاف ثروات السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى .

 

ولم يكن إستهداف الصين،  بكورونا ، أمرا عفويا ، بل كان متعمدا ، و مدروسا بعناية ،  بوصفها أكثر دول العالم إستهلاكا للبترول ، و لم يكن هناك سبيلا لإجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول،  بوصفها مصنع العالم،  سوى ضربها جرثوميا بكورونا  ،  فهي أكبر مستورد للبترول في العالم ، بنحو 10 ملايين برميل يوميا ، قبل الولايات المتحدة ، التي تحتل  المرتبة الثانية ، بنحو 8 مليون برميل يوميا .



وجاء إتهام المتحدث باسم الخارجية الصينية ،  تشاو لي جيان ، للولايات المتحدة،  بأنها وراء نشر فيروس كورونا،  في مدينة ووهان الصينية ، بواسطة جهاز المخابرات الأمريكي" سى أي إيه" ،  خلال مشاركة  جنود أمريكيين ،   في دورة الألعاب العسكرية العالمية  ، التي أقيمت في ووهان ، في أول أكتوبر الماضي لتزداد قناعتي بنظرية المؤامرة في المسألة الكورونية .


ويرى محللون صينيون أن  هدف" سي أي إيه "  ، من وراء  نشر فيروس  كورونا إنطلاقا من  الصين ، يتضمن   تحقيق هدفين مهمين ،  الهدف الأول :  إجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول، لينخفض سعر البترول إلى  أقل حتى من   من 20 دولار   للبرميل،  بدلا  من  60   دولار   سابقا. و ثانيا:  إيصال رسالة للصين مفادها،  لن نسمح لكي  بتولي حكم العالم  ،  من خلال  منظومة طريق الحرير،  و العمل على تدشين نظام إقتصادي عالمي جديد ، بديلا عن منظومة الإقتصاد الحالي،  الذي تم تدشينه منذ الثورة الصناعية في  أوروبا  ، و إستمر بعد ذلك  تحت سيطرت الولايات المتحدة حتى يومنا هذا،   و عليكم أيها الصينيون أن تجلسوا  معنا لتشاركونا في إدارتها بعد الطفرة الهائلة في الإقتصاد الصيني .

  

و تعد  إيران،   من أكثر الضحايا تضررا  يفيروس كورونا ، على المستويين،  الصحي،  و الإقتصادي،  فقد وصل عدد المصابين بالفيروس في إيران  إلى نحو  22 ألف إصابة ، توفى منهم 1685 إيرانيا .أما على الجانب الإقتصادي،  فقد كانت خسائر إيران،  و لازالت،  خسائر مدوية ، جراء تراجع أسعار البترول ، فإيران تعتمد بنسبة 85 في المائة من دخلها على البترول. و سوف يؤدي  الإنخفاض الكبير في  أسعار البترول ، مع إستمرار العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها،  إلى تدهور كبير في الحياة المعيشية للإيرانيين ، و من ثم مزيد من إضعاف نظام الملالي ، الأمر الذي سيمهد الطريق ، لإجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفها النووي .فاللوبي الصهيوني اليهودي ، يرى أن أكبر خطأ إرتكبه نظام الرئيس الأمريكي الأسبق،  باراك حسين أوباما ، كان توقيع الإتفاق النووي مع إيران .   



ولا يعني ذلك  ،  أن أمريكا تعمل على إسقاط نظام الملالي في إيران،  فكل ما تريده أمريكا ، هو منع إيران من إمتلاك السلاح النووي،  على أن تظل تمارس مهمتها الرئيسية في  تهديد أمن السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى ، فالنظام الديني في إيران،  يعد بمثابة   الدجاجة التي تبيض ذهبا لأمريكا،  فلولا إيران ما تمكنت  أمريكا من إبتزاز  دول الخليج ، من خلال فرض إتاوات عليها ، نظير توفير الحماية لها ، من مطامع إلتهام  العملاق الإيراني الشيعي .



ةيتشابه وضع روسيا ، مع وضع إيران ، حيث ترى هذه اللوبيات  ،  أن أسعار البترول المرتفعة ، مكنت الديكتاتور الروسي،  فلاديمير بوتين ، من العودة من جديد إلى  منطقة الشرق الأوسط ، لا سيما من خلال السيطرة على الأوضاع في  سوريا ،  مما يمهد الطريق لروسيا  لإستعادة دورها  كدولة عظمة ،  كما كان الوضع  عندما كانت زعيمة للإتحاد السوفيتي السابق ،  على أسس دينية و عرقية  . و المعروف أن روسيا ، هي ثاني مصدر للبترول في العالم بعد السعودية ، حيث وصل إنتاجها اليومي إلى نحو 10 ملايين برميل  .



ونأتي لأهم عنصر في قائمة إهتمامات اللوبيات الأمريكية ،  و هي المملكة العربية السعودية   ، حيث ترى هذه اللوبيات،  أنه لم يعد كافيا إستنزاف ثروات  السعودية البترولية ،  بواسطة الحرب مع عصابات الحوثي في اليمن  ، التي تمولها و  تدربها  إيران الشيعية،  بمباركة أمريكا ، و إسرائيل،  و لا حتى من خلال الإتاوات التي أصبح يفرضها علنا  ،  دونالد ترامب ، على السعودية و دول الخليج  البترولية الأخرى ،  نظير توفير  الحماية لهما  ، من خطر العدو الإيراني الشيعي،  و لا حتى من خلال صفقات السلاح الأمريكية الأوروبية ،  بمئات المليارات،  رغم فشلها المتواصل  في تدمير صواريخ الحوثي البدائية ،  لكن ينبغى أيضا تدمير السعودية إقتصاديا ، من خلال تخفيض أسعار النفط  ،  إلى أدنى  مستوى ممكن.  فالسعودية تعتمد على البترول بنسبة 95 في المائة في إعاشة شعبها،  و توفير الرفاهية له   . و هنا لن تجد السعودية ، مفرا آخر ،  لمواجهة الزيادة السكانية الرهيبة التي تعاني منها ، فضلا عن مواصلة تقديم  الدعم،  الذي إعتاد عليه المواطن السعودي،  في جميع مجالات الحياة سواء دعم  البنزين ، أو الغاز ، أو الطعام ،  و كل خدمات المصالح الحكومية الأخرى ،  سوى السحب من الإحتياطي النقدي .و تقوم سياسة اللوبي الأمريكي  ، على تأليب الشعب السعودي على أسرة الملك عبد العزيز ،التي تمكنت من إقامة دولة السعودية على أراضي شاسعة من الجزيرة العربية ، لم تكن تابعة أصلا لدولة  الحجاز وريثة السعودية الحالية .  و مع إستهداف الأسرة الحاكمة في السعودية ، من خلال قطر ، و قناة الجزيرة القطرية،   التي تركز حاليا حربها الإعلامية ، على تراجع الإحتياطي النقدي السعودي من العملات الصعبة ، لتأليب الشعب السعودي على قيادته.  


و تهدف هذه الحرب الإعلامية إلى زعزعة إستقرار المملكة لتسهيل   تقسيم السعودية ، كما هو مخطط،  لدويلات ، بحيث يكتفي ملك السعودية،  بحكم مكة ،و المدينة المنورة ، بوصفه خادم الحرمين الشريفين ، على أن تقسم باقي أراضي المملكة ، إلى إمارات ، على غرار إمارة قطر،  التي أظهرت نبوغا كبيرا في الخيانة،  و العمالة . وبما أن مكة ، و المدينة ، مدينتان فقيرتان،  فلن تستطيع أسرة عبد العزيز تقديم الخدمات المتميزة  للحجيج،  كما تفعل في الوقت الراهن،  على أساس أن معظم الثروات النفطية السعودية ، تتواجد على ساحل  الخليج العربي ،  الذي  من المخطط  أن يتحول إلى  إمارات عميلة ، على غرار  قطر . و في حال تم تنفيذ هذا المخطط بنجاح،  فإنه لا يمكن  تبرئة العامل الديني للوبي الصيهو يهودي  من محاولة تنفيذ هذا المخطط الجهنمي ، الذي يستهدف  تفتيت السعودية ، حيث ترى هذه اللوبيات أنه كلما تراجعت قدرة السعودية المالية ، كلما مهد ذلك  لإعادة بناء هيكل سليمان في القدس العربية  .

و رغم كل الإصلاحات التي يقوم بها حاليا ولي عهد السعودية الشاب ، الأمير محمد بن سلمان،لتحديث الخطاب الديني في السعودية، و الإبتعاد عن ثقافة الوهابية  المتخلفة   ،   إلا أنه  يبدو أن سياسة الأمير،  محمد بن سلمان ،  لم تنجح في إرضاء جماعات الضغط الأمريكية ، و أنها مستمرة في تنفيذ مخططها الجهنمي .



ونهاية ، فهل  يقتصر هدف جماعات الضغط الأمريكية من إستخدام فيروس كورونا المرعب،   على توجيه هذه الرسائل المفزعة  للصين،  و إيران،  و روسيا ، و السعودية و دول الخليج البترولية   ؟ بالقطع لا ، فالهدف  الأساسي  أيضا ، هو تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية بالمليارات ،  في الشهور القليلة التي تسبق إجراء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية  في نوفمبر 2020   .



فانخفاض أسعار النفط،  ستمكن لوبي البترول ، من إستيراد البترول بأسعار منخفضة،  ليعاد بيعه في الولايات المتحدة ، بأسعار معقولة،  لكسب رضاء و تأييد الناخب الأمريكي ، سواء لتمهيد الطريق لإعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة  رئاسية ثانية،  أو لتمويل حملات النواب في 52 ولاية إمريكية  ، للوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس،  بغرفتيه،  مجلس النواب ، و مجلس الشيوخ ، بغض النظر عن إنتماء المرشحين،  سواء للحزب الجمهوري ،  أو الحزب الديمقراطي،  المنافس لحزب ترامب .

 

يقول فرانسيس بيران ، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية  و  الإستراتيجية "iris  "  ، أن لوبي البترول الأمريكي ، و الشركات التابعة له ، هي المستفيد الأول من انخفاض أسعار البترول العالمية،  الأمر الذي سيمكنها من  تخفيض ديونها نظرا لإرتفاع أسعار إستخراج البترول الأمريكي ، الذي لا يصبح مربحا  لها ، إلا إذا زاد سعر البرميل عن 45 دولارا  .

وأضاف فرانسيس بيران ،أنه على الرغم من الديون التي تثقل كاهل شركات البترول الأمريكية،  إلا أن إستيراد البترول ب20 دولارا للبرميل،  بسبب تداعيات فيروس كورونا ، سيملأ خزائن لوبي البترول ، و سيساهم بقوة في تقليل ديون شركات البترول الأمريكية التابعة له .وأوضح ، أنه في عام الإنتخابات الرئاسية  الأمريكية ،  فإن  الرئيس ، دونالد ترامب ، سيكون أكبر مستفيد من تراجع أسعار الوقود في محطات البنزين الأمريكية،  لأن ذلك سيرضى الناخب الأمريكي  الذي يقضي  في سياراته ، نفس الزمن الذي يقضيه  في منزله . كما يستهدف تخفيض أسعار البترول،  إنعاش الإقتصاد الأمريكي، و  ضرب الخبير الفرنسي مثالا بعامي 2015،  و 2016 ، عندما إنخفضت أسعار البترول،  ساهم ذلك في تحقيق نمو في الإقتصاد الأمريكي ، بلغ 3ر0 في المائة ، و هي نسبة تعد مرتفعة بالنظر  لضخامة الإقتصاد الأمريكي .

 
وسوف يؤدي إمتلاء حافظة نقود لوبي البترول،  الذي يرتبط بعلاقات و مصالح  وثيقة ، مع بقية جماعات الضغط الأمريكية  ، إلى توفير التمويل اللازم  للحملات الإنتخابية ، للوصول بنواب موالين لجماعات الضغط في الكونجرس بغرفتيه . فلوبي السلاح على سبيل المثال،  لن يقبل بأي حال من الأحوال،  أن يجلس في الكونجرس مرشح مؤيد لمنع إنتشار الأسلحة الخاصة،  مهما كانت ضحايا هذه الأسلحة ، و و مهما كان قدر  الضغوط الشعبية المبذولة لمنع إمتلاك الأسلحة الخاصة  . 

و من جانبه لن يسمح اللوبي اليهودي الصهيوني،  بعدم إعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة  ثانية ، تبدأ في سنة 2020 ، و تنتهي في 2024، مكافأة له  على  الخدمات الجليلة  التي قدمها لإسرائيل،  بالإعتراف بالقدس ، عاصمة لإسرائيل ، من خلال نقل  السفارة الأمريكية إليها ، و هي خطوة،  لم يجرؤ على إتخاذها،  أكثر رؤساء أمريكا تأييدا لإسرائيل ، فضلا عن إعتراف ترامب  بضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل.  كما  يرى اللوبي الصهيوني الإسرائيلي،  أن  ترامب  لم ينه كل مهامه بعد،  فلايزال أمامه مهام أخرى  ليؤديها ، على رأسها  منع إيران نهائيا من إمكانية إمتلاك السلاح النووي ، من خلال إعادة التفاوض بخصوص ملفها النووي ، إضافة إلى  المضي قدما في تنفيذ   مخطط الشرق الاوسط  الجديد ، خاصة  تفتيت ما تبقى من الدول العربية الكبرى . فالإبقاء على ترامب لفترة ثانية،  و الوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس  يتطلب أموالا طائلة،  لدعم مرشحين موالين في 52 ولاية أمريكية،  و لا أفضل من أموال الدول المنتجة للبترول،  لتمويل هذه الحملات.



ونهاية طالما أن الأمر يتعلق بنظرية المؤامرة ، لماذا تتخذ كل حكومات العالم كل هذه الإحتياطات  و الإجراءات الإحترازية ؟ الإجابة أن هذا الفيروس سريع الإنتشار،  و أنه طالما أن الأمر يتعلق بحرب،  بيولوجية،  جرثومية ، فعلى الجميع إتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة،  لحماية شعوبهم ، فهذا اللوبي الرهيب لا يعرف إلا تدمير من يقف في وجهه،  فقد أطاح بنابوليون بونابارت  ، إمبراطور فرنسا،  المسيحي الديانة ، عندما أراد التمرد على هذه المنظومة الشيطانية ، فمولت البنوك التابعة له  عملية تدميره ، لينتهي به المطاف منفيا  في جزيرة سانت هيلانة. 


ونجح نفس اللوبي الرهيب  في تحجيم، محمد على باشا ، حاكم مصر،  عندما كون جيشا  مصريا قويا   للمرة الأولى منذ عهد الفراعنة ، قبل أن يتمكن من إخضاع  الشرق الأوسط و إفريقيا لسلطته. كما  لقي عدوهم الأكبر أدولف  هتلر المسيحي مصيرا و لا أسوأ،  إنتهى بإنتحاره في الحرب العالمية الثانية . و لم يتمكن  الإتحاد السوفيتي السابق ، من الوقوف في وجهه  رغم أسلحته النووية الجبارة ، ليقسم لإثنتين و عشرين دولة ، على أسس دينية،  و عرقية .  ونفس المصير لقيته  يوغوسلافيا السابقة ، التي قسمت هي الأخرى إلى خمس دول.  وعندما  جاء وقت تنفيذ الفوضى الخلاقة ، و الشرق الأوسط الجديد ، أطيح  بصدام حسين ، و قسم  العراق ، يليه  فلسطين ، ثم  سوريا ، و ليبيا ، و اليمن . و المدهش أن البعض لا يزال يشكك في كون" كورونا " هي المؤامرة نفسها .

 

 

 

 

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

 

 

 





المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط