الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إصابته بـ كورونا.. لماذا فشلت سياسة مناعة القطيع لـ جونسون في بريطانيا ؟

بوريس جونسون
بوريس جونسون

تحولت بريطانيا من نهج مناعة القطيع الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بفيروس كورونا المستجد، للتعامل مع أزمة وباء كورونا المستجد منذ بدايته، إلى إتخاذ إجراءات صارمة مشددة للحد من تفشي الفيروس، وذلك عقب إصابة الكثير وكان على رأسهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ووزير الصحة أيضا.

ويبدو أن تلك السياسة أثبتت فشلها، خاصة مع وصول إجمالي الوفيات بسبب فيروس كورونا في بريطانيا إلى 1408 حالة وفاة، بينم بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في المملكة المتحدة أكثر من 22141 حالة إصابة.

وتعني سياسة "مناعة القطيع" إنه إذا كان لدى الشخص مرض جديد مثل كوفيد-19 وليس له لقاح فعندها سينتشر بين السكان، ولكن إذا طور عدد كافٍ من الأشخاص ذاكرة مناعية فسيتوقف المرض عن الانتشار حتى لو لم يكن جميع السكان قد طوروا ذاكرة مناعية.

ومنذ أن دعا جونسون إليها، والذي أعلن عن إصابته بـ كورونا الجمعة الماضي، واجه الكثير من الانتقادات وحذر العلماء منها خاصة أن هذا النهج قد يعيق النظام الصحي في البلاد، مثلما حدث في إيطاليا، ما أسفر عن وفاة المئات.

وكان كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية باتريك فالانس رأى أن 60% من البريطانيين يجب أن يصابوا بالفيروس كي يكتسب الشعب مناعة جماعية حال تفشي كورونا مرات أخرى مستقبلًا، موضحا أن الفيروس سيعود كل عام، وقد يتحول إلى فيروس موسمي. 

ولذلك خرج جونسون، بمفهوم "مناعة القطيع" لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، مؤكدا أن هدفه هو دفع البريطانيين إلى اكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس.

وأكد أن تلك الاستراتيجية تستهدف بدلًا من وقف الفيروس، هو إبطاء انتشاره للحد منه مستقبلًا، وذلك من خلال إصابة 70 أو 80 في المئة من المواطنين به، وبعد ذلك يصبحوا محصنين ضد الفيروس مستقبلا.

لكن علماء حذروا من الأمر، فقالت أزرا غاني، خبيرة الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن: "كنا نتوقع بناء مناعة القطيع. ونحن ندرك الآن أن من غير الممكن التعامل مع ذلك".

كما عبر 245 عالمًا بريطانيًّا ودوليًّا في رسالة عن ذلك، مطالبين بإجراءات أكثر صرامة لمنع التجمعات البشرية. 

ورأوا أن الذهاب نحو خيار مناعة القطيع لا يشكل اختيارا مناسبا، بل قد يضع النظام الصحي البريطاني تحت ضغط أكبر ويعرض حياة مزيد من البريطانيين للخطر.

وذكرت صحيفة الجارديان أن خبراء الصحة العامة اتهموا جونسون بأنه "غير مبالي" و "بطيئ" في التصرف بشكل مناسب مع اجتياح وباء كورونا للمملكة المتحدة.

واتُهم جونسون بالفشل في الحفاظ على مسافة مناسبة من الشخصيات البارزة الأخرى في الأماكن العامة واستمراره في أداء مهامه الأسبوع الماضي، مما يثير احتمال أنه ربما يكون قد أصاب آخرين في حكومة البلاد وخارجها بفيروس كورونا.

من جانبها قالت سوزان ميشي ، مديرة مركز تغيير السلوك في جامعة يونيفيرسيتي كوليدج في لندن "يجب على من يشغلون مناصب قيادية ممارسة ما يعظون به".

وبعد أيام قليلة خرج جونسون في خطاب للشعب، يتراجع فيها عن اتباع تلك السياسة، معلنًا حالة الطوارئ، ومطالبا المواطنين خاصة كبار السن بتجنب الخروج، وفرض عزل عليهم وإغلاق محطات المترو.

كما بعث رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون رسالة من داخل الحجر الصحي إلى جميع الأسر في البلاد لحثهم على الالتزام بإجراءات مواجهة كورونا، وتقديم بعض النصائح وكان أهمها العزلة، ما يؤكد فشل سياسة مناعة القطيع الذي نادى بها منذ الأزمة.