قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. دنيا شعير تكتب: متى تنتهى جائحة كورونا.. الفيروس وموجاته (3)


تعرضت البشرية للعديد من الأوبئة عبر تاريخها - ربما أخطر من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)- أبرزها
الطاعون والكوليرا والسل، وبفضل التقدم العلمي أنتجت الأمصال التي قضت عليها.



وذكرنا في المقالالسابق (صدى البلد 8 أبريل الجاري) أن الفيروسات كائنات غير حية وطولها من 10-300
نانومتر ولا تستطيع النمو ولا التمثيل الغذائي ولا التكاثر وتركيبها مختلف عنتركيب الخلية، فهي فقط تستولى على خلية حية لتسخر إمكانياتها لعمل نسخ كثيرة منهاوتدمرها وتنطلق لإصابة خلية أخرى.. وأن هناك 3 احتمالات لأصل الفيروسات، إما أنتكون هربت من خلايا العائل (الكائن الحي) لأنها متشابهة في بعض الجينات الوراثيةللعائل، والفرضية الثانية أنها كانت في الأساس كائنات حية وفقدت كثيرا من أجهزتها وجيناتها
وأصبحت أصغر وأبسط، والافتراض الثالث أنها كانت أكثر كائن بدائي وتطورت بالوقت.



أظهرت الدراسات أنالفيروسات ليس لها أصل واحد، ومن المحتمل أن يكون لها أصول متعددة ومستقلة في
أوقات مختلفة.. وهناك نظرية تقول إن (رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب في فيضانات وأعاصير ورياح
هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا)، ويؤدي تغير المناخ إلى ذوبان التربة المتجمدة التي تجمدتمنذ آلاف السنين، ومع ذوبان التربة، فإنها تطلق فيروسات وبكتيريا قديمة، تعود إلىالحياة بعدما كانت كامنة.


وبما أن الماء هو أساسالحياة على كوكب الأرض، ويغطي 71% من سطحها، فمن المعقول الاعتقاد بأن الفيروساتتطورت مع في البحار، ومع انتقال هذه المخلوقات البحرية إلى الأرض تطورت الفيروساتأيضًا واكتسبت القدرة على إصابة الكائنات الأرضية، لذلك فإن الفيروسات ليست بجديدة.


كيف بدأت الجائحات وماأسبابها؟

الأوبئة التي تسببهاالفيروسات بدأت عندما تغير سلوك الإنسان منذ نحو 12000 سنة، وعندما ظهرت المجتمعاتالزراعية الأكثر كثافة سكانية، سمح ذلك بانتشار الفيروسات بسرعة ثم أصبحت مستوطنة،ومع اعتماد البشر على الزراعة، ظهرت أمراض مثل فيروسات البطاطس والطاعون البقري وكانلها عواقب مدمرة.

وبدأ البشر الذين سكنواأراضي حوض البحر الأبيض المتوسط، منذ نحو 10000 سنة، ​​فيتربية الحيوانات البرية كالخنازير والأبقار والماعز والأغنام والخيول والجمالوالقطط والكلاب، وهو ما قد يؤدي لانتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، لكنانتقال فيروسات الحيوانات من شخص إلى آخر (أمر نادر الحدوث)، رغم وجود استثناءاتملحوظة مثل الإنفلونزا.

أوبئة نادرة:

أما الأوبئة النادرة فظهرتبسبب الأمراض الفيروسية الناشئة عن الحيوانات قصيرة العمر لعدم تكيف الفيروسات بشكلكامل مع البشر وكان عدد السكان صغيرًا جدًا. ويبدو أن فيروس الإنفلونزا هو الذيعبر حاجز الأنواع من البط والطيور إلى الخنازير ومنه إلى البشر.. وهناك احتمال أنالطاعون المميت في الشرق الأوسط في وقت الأسرة الثامنة عشر كان مرتبطًا بهذاالانتقال في تل العمارنة.


ومن بين أقدم السجلاتللعدوى الفيروسية لوحة مصرية يُعتقد أنها لكاهن مصري من الأسرة الثامنة عشر(1580–1350 قبل الميلاد) ظهر تشوه قدمه بسبب عدوى فيروس شلل الأطفال. وظهرت مومياوات-خلال الأسرة التاسعة عشرة - علامات شلل الأطفال، وبعض المومياوات المصرية المدفونةمنذ أكثر من 3000 عام تظهر أدلة على وجود الجدري.


أما الطاعون البقري،الذي يسببه فيروس وثيق الصلة بفيروس الحصبة، هو مرض في الماشية معروف منذ العصرالروماني، نشأ المرض في آسيا لأول مرة ثم إلىأوروبا من قبل الغزاةـ، ثم فى وقت لاحق بدأت غزوات المغول بقيادة جنكيز خان، وبدأتالأوبئة في أوروبا في 1222 و1233 و1238. ووصلت العدوى بعد ذلك إلى إنجلترا بعداستيراد الماشية من القارة الأوروبية.

وأصبح الطاعون البقري (وقتها)مرضًا مدمرًا بمعدل وفيات 80-90٪ وتسبب فقدان الماشية إلى حدوث مجاعة.

أما في العصر الحديث فهناكعدة جائحات أشهرهم "الأنفلونزا الإسبانية".

أولا ما هي الأنفلونزا..وما هي أسبابها؟


الأنفلونزا مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي يحدثفي الشتاء بجميع أنحاء العالم، ومسئول عن موت 35 ألف شخص فى الولايات المتحدةالأمريكية، ومعظم الوفيات من الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

جائحات الأنفلونزاتحدث كل 30 سنة أو 3 مرات فى القرن الواحد، أحدهم تكون الأكثر في عدد الوفيات، وتحدث
بواسطة سلالة جديدة لا يعرفها الجهاز المناعي للبشر وتنتشر في كل أنحاء العالم.


الأوبئة تحدث علىموجتين أو ثلاثة من العدوى وتكون الثانية أشرس من الموجة الأولى وهذا يفسر كلمةرئيس الوزراء البريطاني بأن القادم أسوأ فهو يقصد الموجة الثانية من الجائحة، أماالموجة الثالثة تكون الأخف على الإطلاق.

الأنفلونزا الإسبانية:

تسببت في وفاة أشخاصأكثر من أى مرض على مر التاريخ، وعدد الوفيات فاق أعدداد القتلى جراء حروب "العالميةالأولى والثانية والحرب الكورية وفيتنام مجتمعين".


وكانت الإصابة أعلى بينالشباب والجنود في الجيش الأمريكى، وظهرت في فبراير 1918 وانتشرت بسرعة خلال الربيعواختفت الموجة الأولى فى بدايات فصل الصيف، وظهرت الموجة الثانية فى أغسطس 1918، ولمنعلم أعداد الوفيات بدقة نظرا لظروف الحرب العالمية الأولى وصعوبة تبادل المعلوماتوتتبع الحالات، بالنسبة للموجة الثانية فحدثت نتيجة طفرة في الفيروس، (أي تغيير بحيثلا يتم التعرف على الشكل الجديد للفيروس بواسطة جهاز المناعة)، وقد تكون أقل أوأكثر فتكًا، وقد تكون أقل أو أكثر عدوى.

وفي أواخر أغسطس 1918 ظهرتفى عدة مدن حول العالم، نتيجة لحدوث طفرة مختلفة استثنائية بطريقة قاتلة، وأكثر من90% من أعداد الوفيات حدثت خلال الموجة الثانية من الجائحة وكان لها تأثير كبيرعلى المجهود الحربي في البلدان المقاتلة، ومات الآلاف بسبب الإنفلونزا في طريقهمإلى أوروبا.

الموجة الثانية أصابت30- 50% من سكان العالم، 10% منهم أصيبوا بالتهاب رئوى حاد، وتسببت في الوفاة ببعضالأحيان خلال 24 ساعة أو أقل. وأغلقت كل المحلات، الكنائس والمدارس بأمريكا وتحولتالصالات الرياضية إلى مستشفيات.. والواضح أن البشرية تحتاج إلى مزيد من العملالقائم على استخدام العقل والعلم لفهم الفيروسات وإنتاج أمصال تقضي عليها..
وللحديثبقية...