الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال الأعمال.. الآن يا ريس!!!


«أموال الدنيا لا تساوى روح عامل واحد يموت وتتعرض أسرته للتشريد، وأنا ضد تصريحات بعض رجال الأعمال الذين نادوا بضرورة عودة العمال إلى المصانع والشركات والذين قالوا إنه لا مانع من موت بعض منهم وإلا ستتعرض مصر للإفلاس»... هذه ليست كلماتي بل كلمات النائب البرلماني ورجل الأعمال، محمد أبو العينين، في مقال نشر له منذ عدة أيام بجريدة أخبار اليوم... هكذا هم رجال الأعمال الشرفاء الذين يضحون من أجل وطن عاش فيهم وعاشوا فيه.

في الحقيقة، هذه الجملة التي قالها السيد محمد أبو العينين، أثلجت صدور الكثير من المصريين، الغيورين على بلادهم، خاصة بعد أن أوغرها البعض بكلماتهم الفظة، وكأنهم لا ينتمون لهذا الوطن، وأظن أن الجميع قد استمع لبعض رجال الأعمال، الذين تركوا وصمة عار بحديثهم في قلوب المصريين، ربما يمحوها الزمان، إذا ما تغيرت تصرفاتهم.

انضم لمحمد أبو العينين، عدد لا بأس به من رجال الأعمال الشرفاء، الذين أكدوا أن عودة العمال إلى المصانع في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر وعدة دول أخرى لمواجهة وباء فيروس «كورونا» يهدد حياتهم، مؤكدين أن أرواح العمال أثمن من أن يضحى بها بهذا الشكل، وأن الحفاظ على العامل أمرٌ واجب، وأعلن عدد منهم منح عامليه رواتبه كاملة.

الآن مصر أحوج من أي وقت مضى لرجالها الشرفاء، كما تحتاج طفرة في الإنتاج المحلي وثورة صناعية و"مبادرات سخية" من رجال الأعمال في زمن يطغى عليه الذكاء الاصطناعي والإنترنت والـ 5G في العالم، إذ يجب التفكير فيما بعد أزمة كورونا، خاصة أن نظام العولمة، الذي بات يقَّرب البشر والدول من بعضها، قد ينهار ويحل محله نظام عالمي جديد سيغير من شكل العلاقات، وربما تكون هناك جسور وحدود تستحدث نتيجة الأوبئة.

الدولة ممثلة في الرئيس والحكومة، قدمت الكثير للآن، لتيسير الأمور على المحتاجين والأسر الفقيرة، لكن الدولة لا تملك وحدها أن تعمل كل شيء، فلابد من تكاتف كل فرد ميسور في الدولة، وهذا النموذج ظهر جليًا من خلال مشاركة المواطنين الميسورين الشرفاء، في صندوق تحيا مصر وفي الكثير من الأزمات والمساهمات في بناء مشاريع ضخمة تعود بالنفع على المواطن الأكثر احتياجًا في المرتبة الأولى.

وإذا تحدثنا عن الضرائب التي يسددها رجال الأعمال في بعض الدول الكبرى، سنجد أن في الولايات المتحدة، الضرائب لرجال الأعمال تختلف من ولاية إلى أخرى، في نيويورك 3 ضرائب "الضرائب الفيدرالية وضرائب المدينة والولاية"، أما في بعض ولايات الجنوب مثل فلوريدا "ضرائب فيدرالية فقط"، ونسبتها التقريبية، في حدود 30 % إلى 40%، وفقًا النسب المقررة.

وتحتل الدول الأوروبية الصدارة في فرض الضرائب على الدخل لرجال الأعمال، حيث إن أكثر 5 دول فرضًا لضريبة الدخل جميعهم من دول القارة العجوز، بحسب التقرير الاقتصادي الأخير من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حيث وصلت نسب الضرائب على الدخل إلى 50%.

من قلبي: الدول لن تنهض وحدها بالمواطنين أو الحكومات، فكبرى الدول تستند في دخلها إلى قطاع رجال الأعمال، ويتم ذلك عن طريق وضع قوانين ضريبية تفرض عليهم، ما يكفل العدالة ويضمن النمو للدولة، فلا يمكن أن تتقارب النسبة الضريبية التي يدفعها المواطن العادي، ذو الدخل الواحد أو يتساوى فيما يدفعه من ضرائب مع رجل الأعمال.

وعلى الرغم أنني لا أختلف مع ما قدمه رجال الأعمال المصريين، من مساهمات مشكورة، إلا أن ما ترجوه مصر أكبر من ذلك وأعظم، فعلى قدر الأزمات تكون التضحيات، ولا تستوي أموال الدنيا وإن كثُرت أمام روح مصري أو عامل يشقى من أجل أسرته.

 

من كل قلبي: آن الأوان يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي تشهدها مصر، أن يكون هناك قانونًا يضمن حقوق الطبقات الفقيرة في هذا الوطن، قانون يفرض الضرائب على رجال الأعمال، وفي ذات الوقت، تكفل لهم المشاركة في صناعة أوطانهم .. وأعتقد أن كل رجل أعمال عاش على أرض هذا الوطن، عاشقًا لترابه ومحبا لأهله، بمن فيهم الأيادي العاملة التي صنعت أمجاده، لن يتوان في رد الجميل لوطنه، لأنه سيعتبره واجب قومي مشارك فيه.

 

 



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط