قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء: إننا في شدة ومحنة وضيق وعسر، وسبب هذا أننا قد حرمنا الكثير من النعم التي نعيش فيها ولا نلتفت إليها.
واستشهد " جمعة " خلال برنامجه " رمضان يحمينا" بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، بقوله- تعالى-: " وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"، ( سورة النحل: الآية 18).
اقرأ أيضًا:شيخ الأزهر يحذر من أخطاء شائعة تضيع ثواب الصيام .. فيديو
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنه اتضح أن المصافحة نعمة، والمعانقة نعمة، وأن الذهاب إلى الجماعات وصلاة التراويح والتمتع بمجالسة العائلة والأصدقاء؛ نعم كبيرة كنا لا نلتفت إليها.
وأوضح المفتى السابق أن الله - سبحانه وتعالى- جعلنا جلوتنا في خلوتنا، وجعلنا نمتلك برنامجًا عظيمًا لنرضيه ونعود إليه فيتوب علينا وينقلنا من دائرة سخطه إلى رحمته وعفوه.
اقرأ أيضًا /فضل الصيام 6 أسباب و8 فضائل تجعلك حريصا عليه
وتابع أن الله - عز وجل- يقول: " إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"، ( سورة العنكبوت: الآية 45).
وواصل أن الله- سبحانه وتعالى- عندما حرمنا من الجمع و الجماعات والتراويح؛ فهو يريد منا أن نتلفت إلى النعم التي قد نفرط فيها أو لا نشكره عليها؛ ألا وهو الذكر.
وأردف الدكتور على جمعة أن الله- سبحانه وتعالى- يقول: "
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، سورة البقرة: الآية 152)، ويقول أيضًا: " وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، ( سورة الأنفال: الآية 145).
اقرأ ايضًا|للتحصين من كورونا.. 15 دعاء يقال عند انتشار الوباء
ونوه عضو هيئة كبار العلماء أن النبي - صلى الله عليه وسلم- ترك لك برنامجًا حافلًا بالذكر نستعين به في هذه المحنة ليملأ الله - تعالى- علينا حياتنا ويعوضنا عما افتقدناه؛ فنصبح قريبين من الله وفي رضاه.
كيف تجعل رمضان نقطة تحول في حياتك؟ على جمعة يوصي ب 3 أمور
في سياق متصل، أفاد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن رمضان شهر كريم ارتضاه الله - سبحانه وتعالى - أن ينزل فيه كتابه على قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-
وأبان " جمعة " عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن الله- سبحانه وتعالى-
أعاني سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- على تلقى كلامه المبين الذي لو نزل على جبل لجعله دكا؛ فأنزل ذلك الكتاب العظيم على قلب سيد المرسلين ﷺ في ذلك الشهر الكريم.
ونبه عضو هيئة كبار العلماء أن شهر رمضان منحة ربانية، نفحة صمدانية، معونة إلهية، و شهر ينتهز فيه المؤمن العاقل خصيم نفسه فيُغير حياته ويجددها ويبدأ كما أمر الله - سبحانه وتعالى - ونهى، وكما أرشد رسوله الكريم ﷺ ودل.
ونصح المفتي السابق: " غير حياتك أيها المؤمن وهذه فرصتك صدقة ربك لك، فالخلق عباد الله ، ونحن فقراء إلى الله - سبحانه وتعالى - نلتمس منه الرزق ونسأله الصحة والعافية ونطلب منه أن يوفقنا للعمل الصالح ، وأن يقبله - سبحانه وتعالى - بعد أن أديناه وأن يخلص نياتنا له، نحن فقراء إلى الله، والله قائم بذاته لا يحتاج إلى أحد منا ونحن في حاجة مستمرة إليه".
وتابع الدكتور على جمعة: فإذا من رحمته - سبحانه- يتصدق علينا ويعطينا ومن عطائه هذا الشهر الكريم ، ويهدينا هدية فيها هذا الشهر الأكرم، هدية لو عرفا الناس لقاتلونا عليها وهم يسعون في تحصيل كل لذة وفي دفع كل ألم، لو عرفوها وعرفوا الأنوار التي تتلألأ في قلوب العابدين والذاكرين والصائمين والقائمين لقاتلونا عليها وأرادوا أن يستأثروا بها وأن يأخذوها منا وأن يحرمونا إياها، نعمة كبرى في أيدينا تستوجب أن نُغَيِّر حياتنا.
وواصل عضو هيئة كبار العلماء أننا نغير حياتنا بالبعد عن المهلكات، و نجددها بفعل المنجيات، و نبدها بالاستمرار على الخيرات، لافتاً: هكذا رسم لنا رسول الله ﷺ الطريق إلى لله، تخلية القلب من القبيح فتتبعه الجوارح والسلوك، وتحلية القلب بالصحيح فتتبعه الجوارح والسلوك.
وأردف المفتي السابق: شهر فضيل كريم تُسلسل فيه الشياطين؛ فاستعدوا له والتجئوا بقلوبكم لربكم أن يرفع عنا البلاء ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا .