لا أعرف كيف أبدأ رسالتي فلا تستطيع الحروف والكلمات أن تعبر ما بداخلي بعد مرور عامين من وفاة والدي رحمه الله.
كان الله سبحانه وتعالي لطيفا عليا لكي لا أرى ابي وهو يذهب إلى خالقه فكان من المستحيل أن أتحمل هذه اللحظات القاسية‘ فقدر الله ان اسافر قبلها بثلاثة أيام واسمع خبر الوفاة بعد عودتي إلى المنزل لتشييع جنازته الى خالقه.
رحل والدي عن الدنيا وظل حبل الدعاء هو الوصل بيننا‘ فكلما سجدت طالت بالدعاء وطلب الرحمه والمغفره له‘ في كل يوم اتمني من الله انا يكون والدي هو حلمي في المنام طوال الليل لا يفارقني حتي استيقظ في الصبح علي حقيقة الفراق المؤلمه.
قبل وفاة والدي بأيام طلبت منه السفر للسياحه‘ وكان هذا المعاد يوافق موعد الحصاد وجمع محصول القمح‘ فرد قائلا " روح وخلي بالك من نفسك وانا هروح مع الجماعه الغيط اقف معاهم" وبالفعل ذهب وفي اخر ساعة من جمع المحصول طلب من الاعمام الذهاب للمستشفي وتوفي هناك رحمك الله يا ابي وغفر لك.
"في حاجه ناقصه معاك " هذه آخر عبارة سمعته من والدي قبل وفاته بساعات بمكالمة هاتفية وكأنه يودعني وتكون النهاية‘ لو أعلم أن لحظات الوداع لاجبت قائلا " ناقصني وجودك يا ابي ولا تتركني".
رحلت يا أبي وتركت لنا رصيدا كبيرا من حب وتقدير الأهل والأقارب‘ نتمتع به ونستند عليها في حياتنا‘ وتجاوزت هذه المحبة حدود الاقارب‘ فقد كان خبر وفاتك صعب علي كل من يعرفك وصدمه موجعه رأيتها في اعين الجميع.....ولم تكن صاحب جاه بل كنت صاحب قلب ابيض وسمعه طيبه.
أيام وأعوام تمر بما فيها من صعوبات ومشقات ولكن يبقي فراقك يا ابي المشقة الذي أعيشها كل يوم واتعذب كلما تذكرت كلماتك ونصائحك وتدمع عيني عند رؤية صورتك التي لم تفارق قلبي أبدا.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وانا علي فراقك يا ابي لمحزونون‘ اللهم ارض عنه واغفر له وارحمه واجعل قبره روضه من رياض الجنة واجعله في الفردوس الاعلى من الجنه.