الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتهامات خطيرة وشهادات متضاربة.. هل تحرش جو بايدن بموظفة سابقة لديه بالفعل؟

جو بايدن
جو بايدن

مجددا، تعود قضية اعتداءات نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي، جو بايدن، الجنسية لتُفتح مع اتساع نطاقها بشكل متزايد، فالاتهامات التي وجهتها الموظفة السابقة في مجلس الشيوخ الأمريكي، تارا ريد لبايدن، والتي تتضمن مزاعم باعتداء جنسي عليها، أقرب لأن تثبت صحتها، حسبما ذكرت قناة "العربية".

ونشر موقع Business Insider هذا الأسبوع شهادتين مُسجلتين تؤكدان صحة أجزاء من ادعاءات ريد، التي تزعم فيها أن بايدن حاول الاعتداء عليها جنسيًا في عام 1993، فيما بادرت حملة بايدن الانتخابية إلى الرد مباشرة بأن هذا "لم يحدث قط".

فيما أورد موقع Axios التسلسل الزمني لتطور الأحداث، حيث أفاد بأنه وفي يوم 3 أبريل من العام الماضي، انضمت ريد إلى العديد من النساء اللاتي اتهمن بايدن بتعمد لمسهن بسلوك غير مناسب في عام 1993 عندما كان بايدن عضوا في مجلس الشيوخ.

وصرحت ريد لصحيفة The Union المحلية في كاليفورنيا، أن بايدن تعمد في مناسبات عديدة، وضع يده على رقبتها وكتيفيها بطرق جعلتها تشعر بعدم الارتياح.

كما أشارت ريد إلى أنها تعرضت لخفض مسؤولياتها في مكتب بايدن بعدما امتنعت عن تقديم المشروبات في إحدى المناسبات، مشيرة إلى أنها تركت العمل بعد 9 أشهر، وشعرت وكأنها طُردت منه.

وأكدت أنها شعرت حينها بأن موظفي بايدن كان يحمونه ويقومون بالتستر على أفعاله.

إلا أن ريد أوضحت في حديثها للصحيفة أنها لا تشعر بأن تصرفات بايدن كانت جنسية، ولكن بدا الأمر وكأنه كان يتعامل معها كتحفة جميلة يضعها في مكان بارز ثم عاد وتخلص منها في ركن منزوٍ.

وحاولت ريد الحصول على مساعدة حملة "MeToo"، المعنية بدعم من تعرضن لتحرش جنسي، لتمويل دعواها القضائية لكن لم تكلل محاولاتها بالنجاح.

وفي 25 مارس الماضي، أدلت ريد بحديث إلى الصحافية كاتي هالبر في برنامج إذاعي عبر الإنترنت، قالت فيه إن بايدن قام باحتجازها قبالة حائط في مبنى بمجلس الشيوخ عام 1993، محاولًا تقبيلها بالقوة. وأضافت ريد أنها دفعت بايدن مبتعدة عنه فقال لها إنه كان يعتقد أنها تحبه.

كما تابعت ريد أن بايدن نظر إليها بعد ذلك وقال لها: "أنت لا تمثلين شيئا بالنسبة لي"، وقالت ريد في تصريحاتها إنها أخبرت عائلتها وصديقها عن تلك الواقعة آنذاك.

وقامت ريد في 9 أبريل 2020، بتقديم إفادة للشرطة تدعي فيها أنها كانت ضحية اعتداء جنسي في عام 1993.

وغردت ريد، عبر حسابها على منصة تويتر، قائلة إنها أقدمت على اتخاذ تلك الخطوة "لأسباب تتعلق بسلامتها الشخصية" فقط، وإنها على دراية بأن قانون التقادم ينطبق على شكواها مما يعني أنه مجرد إثبات حالة وليس إجراء قضائيا.

وفي 12-13 أبريل 2020: نشرت كل من "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" ووكالة أنباء "أسوشيتد برس" تحقيقات صحفية تتناول مزاعم ريد ضد بايدن.

كما أجرت "نيويورك تايمز" مقابلات مع ريد ومحاميين، قامت ريد باستشارتهم قانونيا، وعشرات من الموظفين، الذين عملوا مع بايدن في أوائل التسعينيات، وسبع سيدات ممن ذكرن مزاعم بقيام بايدن بلمسهن بأسلوب غير ملائم.

ولم يؤيد أي من تحدث إليهم صحافيو "نيويورك تايمز" تفاصيل مزاعم ريد، وعلقت الصحيفة بأنها "لم تتوصل إلى أي نمط تعامل يمكن اعتباره سوء سلوك بغرض جنسي" من جانب بايدن.

أيضا أجرت "واشنطن بوست" مقابلة مع ريد، وأكثر من ستة من الموظفين السابقين الذين عملوا لصالح بايدن في تلك الفترة، بالإضافة إلى أفراد عائلتها التي ذكرت أنها أبلغتهم بشأن واقعة الاعتداء الجنسي بعد وقت قصير من حدوثها.

وأيد أحد أصدقاء ريد، طلب عدم ذكر اسمه، روايتها وأنها قصت عليه ما حدث بالفعل.

أما وكالة "أسوشيتد برس" فقد أجرت لقاءات مع كل من ريد وخمسة من الموظفين السابقين، الذين عملوا في فريق بايدن في عام 1993، واثنين من أصدقاء ريد، والذين قالوا إنها تحدثت إليهم عن الحادث قبل أن تقوم بالنشر العلني.

وقال أحد أصدقاء ريد، الذي طلب أيضا عدم ذكر اسمه، إن ريد أخبرتهم عن الاعتداء في وقت قريب بعد حدوث الواقعة فيما قالت صديقة أخرى إن ريد أخبرتها بمضايقات بايدن في 2007 أو 2008، لكنها لم تذكر لها تفاصيل واقعة الاعتداء الجنسي المزعومة.

وفي 24 أبريل 2020، ذكر موقع The Intercept أن والدة ريد أجرت اتصالًا ببرنامج "لاري كينغ لايف" على شبكة CNN في 11 أغسطس 1993، وقالت إن ابنتها تركت عملها للتو مع "سيناتور بارز" في واشنطن، حيث "لم تستطع تحمل مشاكله معها على الإطلاق".

وقالت والدة ريد: إن "الشيء الوحيد الذي كان يمكنها فعله آنذاك هو اللجوء للصحافة، ولكنها اختارت عدم القيام بذلك احترامًا له".

إلى ذلك، قام مصدران في 27 أبريل 2020، بتسجيل شهادات صوتية إلى "بيزنس إنسايدر" يؤكدان فيها بعض تفاصيل وردت في ادعاءات ريد، إذ قالت ليندا لاكاسي، إحدى جارات ريد في منتصف التسعينات، إنها أخبرتها في 1995 أو 1996 أنها تعرضت للاعتداء من قبل بايدن قائلة: "أتذكر قولها، إنها كانت تعمل موظفة لدى هذا الشخص وأنها كانت تحترمه". ولكنه حاول التحرش بها جنسيًا.

كما قالت لورين سانشيز، التي عملت مع ريد في مكتب سيناتور ولاية كاليفورنيا آنذاك، إن ريد أخبرتها في منتصف التسعينات أنها "تعرضت للتحرش الجنسي من قبل رئيسها السابق أثناء وجودها في العاصمة، ونتيجة لإعرابها عن مخاوفها لمشرفيها، تم تهميشها وتركت العمل كأنها مطرودة".

وأضافت سانشيز أنها لا تتذكر ما إذا كانت ريد أطلعتها حينها عن تفاصيل واقعة الاعتداء الجنسي، الذي تزعم أنها تعرضت له.

مع العلم أن حملة بايدن كانت نفت بشدة جميع ادعاءات ريد في بيانات صحافية تم توزيعها على المؤسسات الإعلامية، وكتبت كيت بيدينجفيلد، نائبة مدير الحملة ومدير الاتصالات في حملة بايدن الانتخابية، قائلة: "كرّس نائب الرئيس بايدن حياته العامة لتغيير الثقافة والقوانين المتعلقة بالعنف ضد المرأة. وقد كتب وحارب من أجل تمرير وإعادة المصادقة على القانون التاريخي بشأن العنف ضد المرأة. وهو يعتقد اعتقادا راسخا أن للمرأة الحق في أن تُسمع ، وأن تُسمع باحترام.

في حين قالت ماريان بيكر، المساعدة التنفيذية لجو بايدن (فترة 1982-2000): "طوال سنوات عملي مع سيناتور بايدن، لم أشهد أو أسمع أو أتلقى أي تقارير عن سلوك غير لائق، ليس لدي أي معرفة أو دراية سابقة على الإطلاق بشأن ما تسرده السيدة ريد من أحداث، والتي كان من شأنها أن تترك انطباعا سيئا بالنسبة لي بصفتي امرأة وكمديرة محترفة".