الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الشقي» غلب «المجنون»!




فى رمضان ٢٠١٧ نصحت "المجنون الرسمى" رامز جلال باستغلال شعبيته ورصيده لدى الأطفال المغرمين بفقراته وألاعيبه ليصحح الصورة الذهنية عن برامجه الساخرة من ضيوفه فى ابتذال وسادية .. وكتبت مقالا متواضعا فى موقع المصرى اليوم بعنوان "ملايين رامز الحلال!" راغبا فى توجيه جزء من أموال وأرباح برنامجه الفلكية لأماكن الخير وإغاثة الفقراء والمحتاجين  والمرضى شأنهم شأن النجوم الذين ارتضوا لأنفسهم الجلوس على مقعد "السخرية والإهانة" نظير "شيك سخى" يصرفون أضعافه!.
ولاأدرى إن كان الفنان أحمد السقا قد قرأ المقال وقتها أم لا، ولكنه فاجأنا بعد ٣ مواسم ببرنامج المسابقات والألعاب الفكاهية "اغلب السقا" ليحقق به الهدف ويصيب السهم .. فقد استغل اسمه وشهرته فى الترويج لمنتج إعلامى قائم على الترفيه الصحى عن المشاهدين فى العزل المنزلى جراء "كورونا" بمجموعة ممتعة من الفقرات الرياضية المتنوعة ومهارات قوة الملاحظة والمعلومات العامة لنجد البرنامج نقيا من شوائب التفاهة والسطحية وضحالة نجومه فى معظم النماذج السابقة .. واعتمد الولد الشقى على موهبته فى ممارسة الألعاب الرياضية وفنون الحركة والأكشن لمنافسة الضيف الآخر فى عدة دقائق تجمع بين خفة الظل والمعلومة السلسة والضحكة الحلوة دون صراخ أو عويل لنشم جميعا رائحة "الاحترام المتبادل"!.
وتم تخصيص جائزة الفوز فى حلقة كل يوم لأهل الخير والبؤساء المحرومين من متعة المشاهدة إما لضيق الحال أو لقلة الموارد أو لعدم الاستعداد النفسى .. ومن أموال البرنامج ترتسم البسمة على الشفاه، وتهتدى القلوب والأجساد المتعبة إلى الشفاء، وثمة أُسر تستطيع أن تلبى مطالب أفرادها وتحمى أحلام صغارها بعد أن تتحسن أحوالها المادية .. وتضاعفت شعبية "السقا" لذكائه فى هذه اللقطة الإنسانية التى خاطبت مشاعر وهموم جمهوره، ولم يقنع بنجوميته أمام الشاشة والتى تجلب له الملايين من السينما والدراما .. وأراد بصدق أن يعيش الفقير أجواء "الليلة الكبيرة"!.
- لقد تفوق "الولد الشقى" على مغامرات "المجنون" وسحب من تحت قدميه بساط "الاحترام والفطنة" عندما يستثمر النجم الواعى دوره الاجتماعى فى إسعاد البسطاء والتعبير الصادق عن جوهر رسالة الفن فى الارتقاء بأحوال وشئون المواطن قبل أن يختزل فى مجرد الترفيه أو التسلية الزائفة .. والمدهش أن رسالة "السقا" تصطدم بإعلانات مبهجة ومبهرة عن منتجعات ومدن تقصد طبقة الأثرياء والصفوة، وتصور فى استفزاز نمط حياة شريحة استثنائية، بينما القطاع الأعظم من المجتمع يعيش توقيتا حرجا ولايعلم مصير غده .. وغد أبنائه!!.       

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-