الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وعي مين يا فندم‎


تسابق المسؤولون خلال الأسبوعين الأخيرين ومع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الحديث عن خسارة الرهان علي وعي المواطن. وعن مسؤولية الشعب في ما وصلنا إليه.

 فقد علق الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونيه بالقول: «كنا نراهن طوال الفترة الماضية على وعى الشعب بالموقف الراهن والآن نحتاج إلى تعاون وثيق وشديد بين وعى الشعب وقرارات شديدة القوة»، منتقدا بعض السلوكيات العامة غير الواعية بطبيعة وخطورة الوباء فى مصر، مكملا «للأسف وعى الشعب صحيا غير موجود. الشعب استهان بكورونا وكورونا لا يستهان به»!

وقد كرر الدكتور حسام كلاما مشابها فى حديثه اللاحق مع برنامج آخر حيث قال «خسرنا الرهان على وعى الشعب»! والحقيقة فهذا الكلام قد تناوله بشكل مشابه تماما السيد وزير الإعلام أسامة هيكل فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء قبل أيام معدودة، ثم أعاد الدكتور مصطفى مدبولى نفس المعانى فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء يوم الخميس الماضى، منوها على المجهودات الكبيرة التى بذلتها الدولة ومطالبا المواطن بتحمل مسئوليته موضحا أن السيد وزير الداخلية قد أبلغه أنه فى ليل الأربعاء الماضى فقط تم تحرير 4 آلاف محضر لمخالفى حظر التجوال! وهنا أريد التركيز علي المقصود بوعي المواطن ولدي سؤال.

أولا من هو المواطن الذي راهنت علي وعيه مؤسسات الدولة؟. هل هو وعي المواطن الفقير الذي لا يملك قوت يومه والذي يجب عليه مجبرا أن يخرج كل يوم ليحصل علي أجره اليومي الذي لا يملك سواه. 

أم وعي المواطن الجاهل الذي يتكلم حتي الأن عن مؤامرة الكورونا التي تصنعها الدولة والنظام العالمي لسبب ما ولغرض غير معلن وأنه ليس هناك فيروس حقيقي ولا إصابات حقيقيه ولا حتي وفيات بسبب هذا الفيروس.

أم وعي المواطن التاجر الذي يستغل تلك الأزمة للحصور علي أكثر المكاسب الممكنة بسبب الفيروس عن طريق رفع أسعار السلع الغذائيه والطبيه الضرورية دون رحمة أو مراعاة لظروف الدولة. 

أم وعي المواطن الغشاش الذي يستغل الموقف ويصنع ويتاجر بمواد طبية مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات دون مراعاة تأثير ذلك علي إنتشار العدوي وإحداث وفيات قد يتحمل هو وزرها أمام الله.

أم وعي مواطن السبوبه الذي يستغل كل ظرف للحصول علي مكاسب عن طريق التجارة في أشياء لا يعرف عنها شئ غير المكسب السريع من وراء تلك الأزمة .

أم وعي الشباب الذين لم يصلوا إلي النضج الكافي الذي يجعلهم قادرين علي تقدير الموقف والتعامل معه بشكل صحيح. أم وعي أولياء الأمور البسطاء الذين لا يستوعبون خطورة الوضع.

أم المواطن السياسي الذي يستغل كل ظرف للإستفاده منه سياسيا أو إعلاميا من أجل الشو ومن أجل الظهور بغض النظر عن وضع حسابات دقيقة لتصرفاته وما تسببه من زحام وتكدس تساعد علي إنتشار المرض تحت مبرر توزيع مساعدات غذائية وعلاجية.

أم وعي المواطن العشوائي الذي مازال يعتبر أن الخروج علي القانون والهروب من تنفيذه هو نوع من البطوله يتباهي ويتفاخر به.

أم وعي المواطن المسؤول عن تنفيذ القانون سواء في جهاز الداخلية أو الحكم المحلي أو أفراد الأمن الخاص في المؤسسات والمنشأت الذي يسمح بخرق تلك الإجراءات نظير مبلغ بسيط علي شكل إكراميه أو بقشيش أو رشوه. 

لا أنكر أن هناك فئات من المواطنين كانوا علي قدر المسؤولية وتعاملوا بوعي كامل والتزموا بالتعليمات بالإجراءات الاحترازية التي قررتها مؤسسات الدوله ولكن هذه نسبة بسيطة جدا تتميز بالكفاءة الإقتصاديه والثقافه والوعي والقدره علي الإبتعاد عن العمل لفترات طويله نسبيا. 

هذه النسبه لا تتعدي ال١٠ ‰ من إجمالي الشعب. ولذلك أعتقد أنه أن الأوان لوضع إستراتيجية أخري يكون الرهان فيها علي قدرة مؤسسات الدوله في تنفيذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة لإجبار المواطن علي الإلتزام بالعزل والتباعد الإجتماعي وخصوصا الفئات التي ليس لديها أي إلتزامات مثل الطلبة وكبار السن والمرضي والأطفال وربات البيوت وأيضا يجب وضع ضوابط جديده لعمل بعض الأنشطة المسموح بها مثل المتاجر الغذائية والصيدليات وإلزامها بإجراءات حاسمة لحماية العاملين بها ولحماية المتعاملين معها من إرتداء الكمامات والقفازات والحرص علي التباعد الإجتماعي وعدم السماح بتواجد أكثر من عميل في نفس الوقت. ويجب أيضا أن يتم تنفيذ القانون بمنتهي الحزم والحسم من مؤسسات الداخليه والحكم المحلي والصحه.

وتوقيع العقوبات بمنتهي الحسم مع مراعاة الفئات المستثناه من الإجراءات. وعدم الإعتماد علي وعي مواطن ينقصه الكثير من الثقافه والتعليم والإحساس بالمسؤوليه. تم تجاهله وتهميشه علي مدار فترات طويله وتطالبه الأن بالتعامل مع أزمه كبيره مثل الوباء بحرص ووعي ومسؤوليه. ويجب أن نتعلم الدرس من هذه الأزمه التي ستمر بإذن الله علي مصر بسلام. وهو أننا يجب أن نهتم كثيرا بتأهيل وتطوير وتعليم المواطن وتغيير  وسلوكياته ووعيه الطبي والإجتماعي والإقتصادي والتعامل بحزم مع الفئات التي تستهين ولا تبالي بالحفاظ علي حياتها وحياة الأخرين. والخطر هنا ليس شخصي حتي نتركه ونقول له إنت حر وإنت الخسران. الخطر إجتماعي تضامني تشاركي بين الجميع. وقد يتسبب شخص واحد مستهتر في عدوي الالاف ووفيات المئات وتدمير أسر ومجتمعات. الحزم ثم الحسم ثم الوعي خصوصا في مجتمعنا الذي أهمل العمل علي تشكيل وعي المواطنين لفترات كبيره .. وحفظ الله مصر .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط