الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسعيرة رؤية طفل الشقاق


عيد سعيد؛ لكن ليس كل الناس سعداء بالضرورة، خاصة ملايين الآباء والأمهات والجدات والعمات والخالات لأطفال الشقاق المحرومين من رؤية بعضهم؛ بعد أن أوقف تطبيق قرار تنظيم الرؤية بالأماكن المختلفة؛ المغلقة منذ ضربت السيول مصر وحتى انتشار فيروس كورونا.


الحالة التى باتت غاية السخف يحياها هؤلاء ويرتضيها لهم قانون جائر؛ يرعى بقاءه أصحاب المصالح وجماعات الضغط؛ ويستفيد منه أصحاب الذمم الخربة من الأطراف التى صنع لأجلها مصطلح "الحضانة"، تطورت بشكل يفوق التصورات لتصبح رؤية الطفل لأبيه أو أمه وأهليته طرف أحدهما؛ مجرد سبوبة يستهدف المتاجرون بها إما جلب المال أو نشر الكراهية وغرسها فى قلوب الصغير.


روايات شتى حول متاجرات بسبوبة الطفل؛ بعضها تجد معه رجلا وأهليته مطالبين بسداد قيمة رؤية ابنهم المحروم من صلاته العائلة بفعل تشريع يزيد من أعداد قاطعات الأرحام طواعية ويشجعهن على الابتزاز، وبعضها تجد فيه أم غير حاضنة لأسباب مختلفة حرمها القانون وطفلها من علاقة مستمرة راقية لائقة بهما؛ وصولا إلى كارثة تشويه نفسيته وتدميره بإيذاء سمعة والدته وحضه على كراهيتها.


تسعيرة وفواتير تتعجب لها مع موسم العيد إذا ما صادف غير الأيام المحددة للرؤية؛ أو إذا ما حضر خلال فترة إيقاف تنفيذها كالحال الآن؛ أو إذا رغب الطرف غير الحاضن فى استثناء يمكنه وأهليته من إضافة زمنية لما هو مسموح به من وقت مع الصغير.


البعض يسدد فاتورة عن رؤية "أون لاين" عبر "الفيديوشات"، أو عن مكالمة هاتفية يمكنه من خلالها سماع صوت صغيره يناديه "بابا.. ماما"، ولو كان مسافرا في الخارج تكون فاتورة الابتزاز أعلى بالتأكيد مع قاطعي الأرحام.


الاتجار بالصغار ليس الحالة الوحيدة لطائفة الابتزاز المدعومة قانونا، فبينها نسوة طلقن من أصحاب مراكز مرموقة أو وظائف سيادية وحساسة، يجبرون مع جبروت أولئك على سداد ما يفوق طاقاتهم فعليا فى صورة نفقات غير مبررة، فقط كى لا يقللن من شأنهم بتدوين أسمائهم فى "رول القضايا" دوريا داخل المحاكم، خاصة لو كانوا من ذوى الوظائف الأمنية أو القضائية، هكذا تتكرر الروايات والشكاوى أمامنا.


أمهات كل ذنبهن أنهن كررن تجربة الزواج ثانية وفقدن ابتلاء الحضانة المزعومة المشوهة للصغار، وفى مثل هذه الظروف يتحول الطرف الحاضن ضدهن إلى شيطان يسعى لتدمير علاقة ابنها بها وحرمانه منها نكاية فيها.


دوائر علاقات الصغير تتبدل لتحل غير الأصلية منها محل الأساسية، فتجد طفلة لدى حاضنة قاطعة أرحام تطور علاقاتها بصداقاتها وزمالة عملها وصحبتها المشوهة اجتماعيا؛ على حساب صلة الصغيرة بجدتها لأبيها وعمتها مثلا، كما تجد حاضنا يهوى تعليم ابنه "الشقاوة" بين أصحابه على المقهى ودخان الشيشة عوضا عن ربطه بمنظومة مجتمعية وقيمية تكتمل فيها علاقاته بجده وجدته لأمه ومن حولهما.


"الحضانة" ليس مصطلحا زائفا خادعا للحاضن المزعوم قد يفقده عمره وإنسانيته ويكرس لشيطنته فحسب، بل هو إهدار للطفولة وإسقاط لأسمى معانى الأبوة والأمومة وترجماتها على أرض الواقع فى صورة الحق فى علاقات طبيعية للصغير؛ حال اختار أبويه طريق الانفصال كما اختارا بعضهما يوما بمباركة نفس المحرضين على الكراهية بعد الطلاق.


لم يعد يحتمل مجتمعنا حالة الاستخفاف بمستقبل أبنائه كافة، ومن غير المقبول الاستمرار فى شيطنة النساء والرجال والأطفال بقوانين قاصرة الرؤية عقيمة الفكر أكدت التجربة بالضرورة فسادها وإفسادها، ولو أن ملف الأسرة ظل تحريكه بأيدي المتلاعبين بمستقبلها؛ فإن حلولا غير متوقعة ستكون متروكة للبشر، أدناها الانتقام وأعلاها اللامبالاة، وهذه وتلك جرائم فى حق إنسانيتهم.


الله يهدى من يشاء لنفسه سلك طريق الهداية، وتصحيح المسار ومراجعة الذات مسألة متروكة للمأزوم ذاته؛ سواء كان فردا أو مجتمعا، لكن الحياة لا تحتمل مزايدات على النفس إذا ما طغى فجورها على تقواها.


كل عام وأطفالكم متمتعون برعايتكم معا، متحصنون بحمايتكم وخوفكم عليهم من خطر يواجهنا جميعا؛ ومن شرور أنفسكم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط