الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حق «كفيف»!


فى محنة كورونا، انشغل الجميع بأحوال الأطباء وآلية حماية دورهم المقدس فى إنقاذ المصابين .. ورُفعت القبعة لرجال الداخلية وهم ينفذون الحظر بدقة وإخلاص .. وتفاعلنا مع كل بيت يبحث عن الرزق ووسائل الوقاية من الفيروس ويضع الأطفال بين رموش العين لحين انفراج الأزمة .. وتساءلنا فى حيرة عن خطة التعايش وكيفية الخروج من هذه الشرنقة والتكيف مع نظام الحياة الجديد .. ونتحدث عن كل هذا ونحن أسوياء وأنعم الله العظيم علينا بالصحة والعافية ودفء الأسرة .. ولكن ماذا عن المحرومين من الحياة الطبيعية أو الجسد السليم .. أو البصر؟!!


والحقيقة أننى انتبهت إلى هذه النقطة بعد رسالة وصلتنى من أحد المكفوفين الذي يفكر ليلا نهارا فى مصيره بعد إلغاء التباعد الاجتماعى وهو من يعتمد على لمس الأيدى والتواصل عن طريق هذه الوسيلة لمعرفة الأشياء وبناء العلاقات مع الآخرين .. وجاءت الرسالة صرخة استغاثة من فئة مهضومة الحقوق والامتيازات، وبات كل كفيف ينتظر نقطة ضوء فى نفقه المظلم بلا إرادته .. وبمجرد الانتهاء من قراءة آخر سطر فى رسالة صديقى الحزين والعبد لله فى حالة تفكير وشرود حول أسلوب المساعدة والسبيل للتخفيف من معاناة هؤلاء المظلومين .. ولا أملك حاليا إلا إشراك المسئولين فى وزارة التضامن الاجتماعى والقائمين  على إدارة مؤسسات رعاية المكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة لإيجاد طوق نجاة وحل عملى يعين أى كفيف أو ذى عاهة على التكيف مع الوضع المستجد حتى بعد زوال سحابة كورونا السوداء.


إن للكفيف حقا أصيلا على الدولة والمجتمع ورجال الأعمال الشرفاء .. وإذا ما اجتهد المرء فى الحل، فنصيحتى المتواضعة أن يبادر أهل المسئولية والخير بتخصيص جلسات خاصة تعليمية لإخواننا وأصدقائنا ممن ابتلاهم الله بهذا الابتلاء وتوفير مدربين مهرة فى هذا المجال يضعهم على الطريق المستنير ويزودهم بالإمكانيات والبدائل المناسبة لتعويض ما يفتقدونه، فضلا عن إجراء المسح العلمى المطلوب للكشف عن ظروفهم الاجتماعية وأوضاعهم داخل عائلاتهم .. باختصار، إننا أمام شريحة من الذكور والإناث والأطفال فى أشد الحاجة إلى الرعاية والاحتضان والالتفاف حولهم ودون إبطاء أو تهاون .. فمن يرحم الكفيف من عذاب الدنيا وظلام المصير ويمنحه حقه قبل أن يصبح "كفيفا" هو أيضا؟!!


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط