الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا أم الجوع.. الحصار بين الوباء والفقر يطحن العمال في تركيا

العمال الموسميين
العمال الموسميين في تركيا

كشفت أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في تركيا عن مدى أهمية الدور الذي يلعبه العمال الموسميين، الذين يجوبون أنحاء البلاد طوال العام بحثًا عن أعمال بسيطة مؤقتة، في تأمين استمرار سلاسلا توريد الطعام.


وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، فاقمت أزمة فيروس كورونا أزمة اقتصادية مستعصية على الحل أصلًا في تركيا، وأحد مكوناتها انهيار قطاع الزراعة الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية خلال السنوات الأخيرة.




والآن مع حلول فصل الربيع وموسم حصاد معظم المحاصيل الزراعية، بات العمال الموسميون أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما أن يخاطروا بالتجمع معًا في الحقول ومعسكرات المبيت مجازفين بالتقاط عدوى فيروس كورونا من أجل تأمين لقمة العيش، أو أن يتفادوا المخاطرة ويلزموا بيوتهم مهدَدين بالجوع وانقطاع الدخل.


وأضاف الموقع أن أمام هذه المعادلة لا يملك العمال الموسميون الأتراك ترف الامتناع عن العمل والتزام البيوت تجنبًا للعدوى، فهم لا يستطيعون تحمل المجازفة بموت مؤكد من الجوع هربًا من موت محتمل بالمرض.


وأجرى الموقع حوارًا مع أحد العمال الموسميين في مخيم مؤقت للعمال الزراعيين ببلدة بولاتلي القريبة من العاصمة التركية أنقرة، والذي أبدى خوفه من التقاط العدوى بفيروس كورونا، وعند سؤاله عن سر عدم ارتدائه كمامة واقية أجاب بأنه لا يستطيع الحصول على واحدة، فلا صاحب العمل ولا الحكومة يمدونهم بأي أدوات وقاية، ولا تخضع مواقع العمل لتفتيش السلطات الصحية التركية.


وعندما سُئل أحد العمال الموسميين الذي يقيم مع أسرته في أحد مخيمات العمل عما إذا كان يخشى الإصابة بفيروس كورونا، أجاب: "إننا نموت في جميع الأحوال، ما الفارق بين أن أموت بالمرض أو في حادث؟"، في إشارة إلى ارتفاع معدل الموت في حوادث بين العمال الموسميين الزراعيين، والذي يحل في المركز الثاني بعد معدل الموت في الحوادث بين عمال البناء.


ونقل الموقع عن الأمين العام لمنظمة المجتمع المدني "ورشة التطوير" إرتان كارابييك قوله: "مطلوب من العمال تقليل أعداد المقيمين منهم داخل الخيام، لكن من أين لهم الحصول على خيام إضافية؟ ومطلوب منهم ارتداء كمامات واقية، لكن من أين لهم تحمل تكاليف شراء الكمامات؟ إنهم يحصلون على أجور أقل من الحد الأدنى ولا يمكنهم الالتزام بتلك المتطلبات".


على الجانب الآخر، أدت قيود الحركة المفروضة تلك إلى تعذر وصول العمال الزراعيين إلى بعض المناطق، ما تسبب في تلف كميات كبيرة من المحاصيل، وإذا ما تصاعد معدل الإصابة والوفاة بفيروس كورونا فربما تدرس السلطات التركية فرض الإغلاق الكامل في جميع أنحاء البلاد كأحد الخيارات المطروحة، لكن ذلك من شأنه ترك كامل إنتاج البلاد من المحاصيل الزراعية للتلف، فضلًا عن ترك العمال الموسميين فريسة للفقر والجوع.